بالضبط في حدود الساعة الثالثة و 45 دقيقة من عصر أول أمس، ومع انطلاقة الحصة التدريبية للاعبي فريق الوداد البيضاوي لكرة القدم بمركب بن جلون، اقتحمت مجموعة كبيرة من العناصر المدججة بالسكاكين والسيوف، والذين كانوا ملثمين، المركب، بعد أن اعتدوا على الحارسين اللذين كانا متواجدان بالباب، حيث اقتحموا مستودع الملابس للاعبين، وسلبوا هواتف نقالة ومبالغ مالية وأمتعة، وبعد ذلك، توجهوا نحو اللاعبين والمدرب مصطفى شهيد الذي تعرض لإصابة على مستوى الوجه، ثم صفع سعد عبد الفتاح، وضرب كل من أيوب الخالقي ويونس الحواصلي على مستوى اليد، وياسين الكحل الذي أصيب بضربة قوية برأسه، حيث فاق عدد هذه المجموعة 300 فرد، حسب حسني حميد الطاسيلي، الذي صرح للجريدة بأنه يتابع فريق الوداد البيضاوي أكثر من ثلاثين سنة، ولم يرى مثل ما شاهده عصر أول أمس الخميس بمركب بن جلون، حيث أصيب هو الآخر، ولم يسلم من اللكمات. وقد أكد من خلال كلمته على أنه قدم استقالته مباشرة بعد هذه الاعتداءات التي سماها بالعنيفة والوحشية، والبعيدة عن الأخلاق الرياضية، وتعتبر استقالة لا رجعة فيها... كانت 20 دقيقة كافية للاعتداءات واقتحام مركب بن جلون لهذه المجموعات الملثمة التي خلفت اعتداءاتها ردود فعل قوية وغضب شديد في صفوف مجموعة من المحبين الوداديين الذين يُرابطون يومياً بأبواب مركب بن جلون، والذين يتابعون الأخبار اليومية لفريقهم عن كثب، ومن خلال متابعتهم للأخبار المتناقلة عبر الصحف الوطنية والاعلام المسموع والمرئي. وقد حضرت العناصر الأمنية للحي الحسني وكذا من ولاية الدارالبيضاء لمركب بن جلون، لكن العناصر المدججة فرت مباشرة بعد الاعتداءات... لقد تجاوزت كرة القدم الوطنية الشغب نحو الإجرام، فبالأمس القريب، تم الهجوم على ملعب فاس، أي عشية الأربعاء الماضي، من قبل عناصر منحرفة، وتم الاعتداء على الحارس أمين البورقادي، ولم يسلم الفريق الثاني للعاصمة العلمية وداد فاس هو الآخر من الاعتداءات...! ويأتي هذا الاعتداء، وهذا العمل الإجرامي بعد سلسلة من الانتقادات منذ شهور، بعدما طالب جمهور الوداد برحيل الرئيس عبد الإله أكرم، وازداد الغضب مباشرة بعد تعيين المدرب مصطفى شهيد، الذي لقي احتجاجات مباشرة و عبر المواقع الالكترونية.. ومع اقتراب الديربي - اللقاء الساخن - الذي يجمع الوداد بالجار الرجاء، وفي ظل الاستعدادات لهذا النزال الحارق الذي سيحتضنه المركب الرياضي محمد الخامس يوم 6 أبريل القادم، فبأي نفسية و استعدادات .. ستكون للمجموعة الحمراء التي عاشت لحظات حرجة من خلال الاعتداءات عليها، والتي طالبت بالحماية، ومنها من أنذر بمغادرة الوداد أمام هذا الوضع المخيف والرهيب، والذي أصبح يتهددهم في كل وقت وحين... فبأي حال يعود فريق الوداد لعهده السالف، وبأية حال تعود جماهير الحمراء لمكانتها، ولمساندتها لفريقها دون أية تشنجات، بعيدا عن الشغب وعن أي عمل يسيء للرياضة والرياضيين...؟