عقد الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، رفقة أعضاء المكتب السياسي، اجتماعا مع الفريق النيابي، بالمقر المركزي بالرباط، يوم 11 مارس 2014، من أجل التحضير للدورة البرلمانية المقبلة، شارك فيه 34 من عضوات وأعضاء الفريق، بينما تغيب بعذر 5 منهم، بعضهم بسبب تواجدهم خارج أرض الوطن. وفي مستهل الاجتماع تناول الكلمة الكاتب الأول، الذي قال إن الولاية التشريعية المقبلة تتطلب العمل الجدي من أجل تفعيل الدستور، وتقديم البدائل، ومراجعة الخطة التي نهجناها لحد الآن، وضرورة انسجام الفريق مع مواقف وخطة وبرنامج الحزب، وتدارس سبل التنسيق المتواصل مع قيادة الحزب ومختلف هياكله. وقال إن الدورة المقبلة تكتسي أهمية استثنائية، على المستوى التشريعي، مسجلا أن نصف الولاية البرلمانية انتهى، بدون تفعيل للدستور، بل مازال هناك تباطؤ وتلكؤ من طرف الحزب الذي يهيمن على الحكومة، وحتى إذا حاول تفعيل بعض المبادئ، فإنه يحرفها عن روح الدستور ونصه وأهدافه. كما أبرز أن العمل البرلماني له أهمية كبرى في الفلسفة الدستورية، فنحن أمام ديمقراطية برلمانية، تعطي للبرلمان أهمية كبيرة، وللمعارضة دورا أكبر من السابق، بالإضافة إلى أن الدستور أعطى للأحزاب الأولوية وحارب الترحال، حتى تحفظ مكانة الحياة والالتزام الحزبي، وأوضح أن الديموقراطية لا تقبل تبخيس الأحزاب وتهميش قراراتها، فهذا يعني العودة للوراء، لما قبل دستور 2011، لذلك فالفرق البرلمانية تعكس توجهات الحزب، وتنسجم مع قرارا و تستمد من الحزب قوتها ومشروعها. وفي علاقة الحزب بالفريق النيابي، قال الكاتب الأول إن الأحزاب التي ولدت من رحم النضال الوطني الديمقراطي، هي التي تخلق الفرق البرلمانية، على عكس بعض الأحزاب، التي لا تنتمي إلى هذه المدرسة التاريخية، والتي خلقتها فرق برلمانية ! وأضاف أن الفريق النيابي مؤسسة من مؤسسات الحزب، وأعضاء الفريق، ابتداء من الكاتب الأول إلى أعضاء مكاتب الفروع، هم أعضاء في الحزب، وذكر أن الحزب هو الذي يعطي التزكيات للمرشحين، الذين لا يتقدمون إلى الانتخابات بصفتهم الشخصية، بل كممثلين لأحزاب، لأن الحزب هو الذي يحمل مشروعا مجتمعيا، وهذا ما أقره الدستور. وأضاف في هذا الصدد أن رئيس الفريق هو ممثل لكل الاتحاديات والاتحاديين، وناطق باسم الحزب في مجلس النواب، ولا خيار له إلا أن يكون رئيسا للجميع وألا ينحاز إلى طرف دون الآخر، أو عضو دون الآخر، بل عليه، أن يعبر عن الموقف الجماعي للحزب وإجماع كافة أعضاء الفريق النيابي. وذكر بأن تاريخ الحزب يؤكد أن كل رؤساء الفرق الاتحاديين، كانوا ينسقون يوميا مع القيادة والكاتب الأول، انسجاما مع التوجه الحزبي. و اعتبر أن كل هذا، لا يمكن أن يحصل إلا إذا تم التنسيق مع هياكل الحزب، بشكل متواصل ودائم، ضمن خطة عمل مشتركة، من أجل التمثيل الواسع للحزب وكافة هياكله الشرعية، دون انحياز أو تجاوز. واعتبر إدريس لشكر أنه من الضروري التحضير مع الحزب، بمختلف مكوناته التنفيذية والتقريرية، لتفعيل مقررات وتوصيات المؤتمر التاسع، وتصريف مواقف الحزب في المعارضة البرلمانية، مذكرا بأن مساهمة الحزب في تحضير مقترحات قوانين، كانت أساسية، ومنبها إلى أن الرؤية السياسية ضرورية في توجيه العمل البرلماني، لأن النائب سياسي، أما "الخبرة"، فيمكن اللجوء إليها، كلما احتجنا لها، لكن عليها أن تظل محكومة بالتوجه السياسي. ودعا كافة أعضاء الفريق إلى دعم التنظيمات الجهوية والاقليمية والمحلية، منوها بالنواب الذين انتخبوا كتابا للأقاليم، ومعتبرا أنه من الضروري على النواب أن ينطلقوا في التحضير للاستحقاقات القادمة، في الدوائر التي انتخبوا فيها، و أن يضاعفوا من لارتباط أكثر بقضايا المجتمع والسكان، في مشاكلهم اليومية. كما حيى التحالف مع حزب الاستقلال، الذي تعزز أيضا بجبهة اجتماعية، من النقابات. ودعا أيضا إلى التنسيق في البرلمان، مع الفرق الأخرى، في المعارضة. وبعد تدخل عدد من عضوات وأعضاء الفريق، تقرر أن يعقد يوم دراسي يوم 2 أبريل المقبل، لتقييم أداء الفريق وهيكلته. وفي ختام الاجتماع دعا الكاتب الأول إلى التجاوز الإيجابي للمشاكل، من طرف الجميع.