أضحت بلدية وادي لاو نموذجا حيا للتسيير الحكيم و المعقلن، و ذلك بالنظر إلى حجم ميزانيتها و اعتماداتها ، مقارنة مع النمو و التطور اللافت التي عرفته المدينة في العقد الأخير. فمدينة بحجم وادي لاو و بحجم ميزانتها السنوية لا يمكنها أن تحقق ما حققته المدينة خلال العشرية الأخيرة ، إلا بإرادة و حنكة أبناء المدينة الذين اختاروا أن يحولوا وادي لاو من مستنقع التهميش ، إلى مصاف المدن الشاطئية الجدابة . و قد تجسدت هاته الإرادة من خلال المصادقة بالإجماع على الحساب الإداري للجماعة يوم الخميس 19 فبراير الجاري ، و هو مؤشر على وعي ممثلي المدينة بما تم إنجازه و ما ينتظرها من إنجازات . كما تم خلال نفس الدورة المصادقة بالإجماع على برمجة الفائض الحقيقي للجماعة و الذي تجاوز استنادا إلى الوثائق المحاسباتية مبلغ خمسة ملايين درهم ، تمت برمجته من أجل عقد شراكة مع المجلس الإقليمي قصد شراء شاحنة ضاغطة مخصصة لقطاع النظافة ، و إلى عقد شراكة مع وكالة الحوض المائي اللوكوس من أجل تسييج وادي أزرزا و سيدي بوحاجة ، هذا إلى تخصيص جزء من الفائض لأجل تجهيز بعض المكاتب بالجماعة و كذا جزء آخر مخصص للوعاء العقاري من أجل التعويض عن نزع الملكية . كما كانت دورة الحساب الإداري فرصة لممثلي ساكنة المدينة من أجل الإطلاع و المصادقة على الجرافة التي اقتناها مجلس جهة طنجةتطوان بمبلغ 75 مليون سنتيم ، لفائدة بلدية وادي لاو من أجل استعمالها في فصل الصيف لنقل النفايات و أشغال الصيانة الطرقية، كما اطلع المنتخبون على الدعم المالي المقدر في 40 مليون سنتيم لبناء سور من أجل تسييج مقبرة أرقاد بهدف حماية حرمة قبور و موتى المسلمين. و بالنظر الى التاريخ القريب لبلدية وادي لاو التي كانت تجد صعوبة في أداء مرتبات موظفيها فبالأحرى تحقيق الأوراش الكبرى التي تعددت في العهد الحالي، يتبين أن النهج و التدبير العقلاني الذي نهجه رئيس الجماعة السيد محمد الملاحي بتوظيف المسؤوليات التي يتحملها سواء إقليميا أو جهويا أو وطنيا أو دوليا، من أجل مواكبة التطورات التي تعرفها مدينة وادي لاو . و عدم الإرتكان و التركيز فقط على الإمكانيات الذاتية للجماعة. لكون كل المؤشرات تؤكد أن بلدية وادي لاو لا يمكنها تحقيق ما حققته في العشرية الأخيرة دون تضافر كل الجهود ، و حنكة المسؤولين بالجماعة . و يذكر أن بلدية وادي لاو صبيحة سبق لها أن تسلمت في 19 دجنبر الجاري ، من مجلس جهة طنجةتطوان، شاحنتين، الأولى شاحنة ضاغطة مخصصة لجمع النفايات المنزلية، والثانية شاحنة رافعة مخصصة للإنارة و الحفلات، و ذلك في إطار شراكة تجمع مجلس جهة طنجةتطوان و بلدية وادي لاو، قصد الرفع من مردودية الأداء بالجماعة و تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، و قد بلغ قيمة الشاحنتين مايفوق مليون ونصف المليون درهم، قام المجلس الجهة بتخصيصه هاته السنة لدعم بلدية وادي لاو و مساعدته على حل مشكل النظافة، خصوصا في فصل الصيف ، حيث أصبحت وادي لاو في العقد الأخير متنفسا سياحيا بإمتياز و محطة متميزة للإستجمام ، خصوصا بعد الإشعاع الثقافي و الفني الذي وفره لها مهرجانها الثقافي المعروف باللمة. كما أن أسطول الجماعة في مجال النظافة سيتعزز في القريب العاجل بشاحنة أخرى و ذلك كذلك في إطار الشراكة بين بلدية وادي لو و المجلس الإقليمي لتطوان ، حيث أن هذا الأخير سيقوم باقتناء شاحنة لكنس وغسل الشوارع، سعتها 8 متر مكعب بمبلغ 140 مليون سنتيم، ستساهم فيه بلدية وادي لاو فقط ب 200 ألف درهم . هذا إلى تخصيص المجلس الإقليمي لإقليم تطوان غلافا ماليا مهما من أجل بناء ملعب لكرة القدم بمواصفات حديثة و راقية . هذا، و على هامش دورة فبراير الإخيرة صرح محمد الملاحي رئيس بلدية وادي لاو ، أن البلدية و على الرغم من الإمكانيات المالية البسيطة التي تتوفر عليها ، فإن المجلس البلدي لوادي لاو استطاع و بفضل التسيير العقلاني و الحكامة الجيدة من توفير خدمات متميزة للمواطن بوادي لاو ، مشددا على أن البنيات التحتية و المشاريع الإستثمارية ، و أسطول الجماعة في مجال النظافة يتعزز سنة بعد أخرى بآليات و معدات جديدة ، و ذلك من خلال استغلال شبكة العلاقات و طرق الأبواب ، هذا في الوقت الذي تؤدي بعض الجماعات الحضرية المجاورة الملايير في مجال جمع النفايات. وأضاف الملاحي أن التوسع العمراني و التأهيل الحضري الذي شهدته المدينة بعد الزيارتين التاريخيتين لصاحب الجلالة للمنطقة ، فرض علينا تعزيز قدرات الجماعة سواء في مجال النظافة أو في مجال الإنارة العمومية أو في مجال الخدمات العمومية .