بعد المكالمة الهاتفية التي تلقها جلالة الملك محمد السادس من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أول أمس، تبددت سحابة الأزمة الديبلوماسية بين سماء الرباط وباريس التي كادت أن تعصف بالعلاقات الفرنسية المغربية الممتازة، وكان أحد أعظم تجلياتها طلب المغرب تأجيل الزيارة التي كان مقررا أن يقوم بها، أول أمس الاثنين إلى الرباط، نيكولا هيلو المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي من أجل حماية كوكب الأرض.فقد تطرق جلالة الملك محمد السادس ورئيس الجمهورية الفرنسية، فرنسوا هولند خلال هذا الاتصال الهاتفي الذي تزامن مع استقبال، في اليوم نفسه، للسفير المغربي شكيب بنموسى بديوان وزارة الخارجية الفرنسية ، «إلى الوضع الراهن للعلاقات المغربية الفرنسية، على إثر الأحداث التي شهدتها الأيام الأخيرة».وأشار بلاغ للديوان الملكي الى أنه «على ضوء التوضيحات التي تم تقديمها في هذا الشأن»، اتفق جلالة الملك ورئيس الجمهورية الفرنسية، «على مواصلة الاتصالات خلال الايام المقبلة على مستوى الحكومتين، والعمل وفق روح العلاقات المتسمة بطابع التميز التي تجمع البلدين».وتربط فرنسا بالمغرب علاقات ثنائية ممتازة، تتسم بالحوار المكثف والمنتظم منذ أواسط تسعينيات القرن العشرين.كما يأتي هذا الاتصال الهاتفي في الوقت الذي عاشت فيه العلاقات الممتازة بين باريس والرباط مرحلة حرجة بسبب شكايات قضائية تم رفعها بفرنسا ضد عبد اللطيف الحموشي، بشأن اتهامات حول تورط مزعوم في ممارسة التعذيب بالمغرب، والتصريحات «الجارحة والمهينة» في حق المغرب التي نسبها الممثل الاسباني خافيير باردم الذي انجز فيلما وثائقيا الى السفير الفرنسي في واشنطن، فرانسوا دولاتر. ووصف بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، التي استدعت ليلة الجمعة السبت الماضيين إلى مقر الوزارة، سفير فرنسابالرباط شارل فريس «لإبلاغه الاحتجاج الشديد للمملكة المغربية»، هذا الحادث ب«الخطير وغير المسبوق في العلاقات بين البلدين»، مضيفا أن «من شأنه المساس بجو الثقة والاحترام المتبادل الذي ساد دائما بين المغرب وفرنسا».هذا وطالب طالب أعضاء بمجلس الشيوخ الفرنسي، «بإلحاح»، سلطات بلادهم بتقديم «توضيحات عاجلة ودقيقة بخصوص الشكاية التي قدمتها جمعية ضد المدير العام لمديرية مراقبة التراب الوطني» حول «تورطه المزعوم في ممارسة التعذيب بالمغرب».ومن جانب اخر شجبت الحكومة المغربية مساء الاحد الماضي تصريحات «جاءت على لسان ممثل إسباني معروف بعدائه المفرط للوحدة الترابية للمملكة، وذلك خلال تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام فرنسية، في إطار حملة مغرضة ومنظمة ضد القضية المقدسة لجميع المغاربة» نسبها الى السفير الفرنسي في واشنطن، فرانسوا دولاتر.