احتضن فضاء رواق الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب الاربعاء الماضي أشغال ندوة فكرية خصصت لمقاربة موضوع «دور الإعلام البصري في إبراز التعدد اللغوي والثقافي بالمغرب: قناة «تمازيغت» نموذجا»، وذلك بمشاركة كل من أحمد عصيد، باحث في الثقافة الأمازيغية، عمر أمرير، أستاذ باحث و صحفي معد لعدة برامج حول الأمازيغية، محمد مماد، مدير قناة «تمازيغت» وإبراهيم باوش ونادية السوسي الصحفيين بقناة «تمازيغت». وتطرق أحمد عصيد، باحث في الثقافة الأمازيغية في مداخلته في هذا اللقاء الذي نظمته مديرية التواصل بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بشراكة مع قناة «تمازيغت»، لبدايات البحث العلمي والثقافي في موضوع الأمازيغية كرافد من روافد الهوية المغربية مع تأكيده على الدور الكبير الذي لعبه العمل الجمعوي في التعريف بالامازيغية وتمكين المغاربة من اكتشاف الجانب المغيب من الثقافة واللغة والأدب والفن الامازيغي. ومن جهته رسم عمر أمرير، أستاذ باحث و صحفي معد لعدة برامج حول الأمازيغية، المسار الذي قطعته صيرورة الاحتفاظ بالثقافة الشفهية المغربية بعد انتقالها من التداول الشفوي إلى الكتابة ثم الصورة، مشددا على ضرورة إيلاء مزيد من الاهتمام إلى قناة «تمازيغت» لكي تكون قادرة على خوض غمار المنافسة. أما مداخلة محمد مماد، مدير قناة «تمازيغت» فقد تمحورت حول التعريف بالدور الطلائعي للقناة المتمثل في كيفية تدبير الإشكالية الكبرى المرتبطة بالتعدد اللغوي والثقافي ببلادنا وخصوصا الأمازيغية، كما أشار إلى أن حل هذه الإشكالية تعد «خيارا استراتيجيا» لكل دولة تصبو إلى تحقيق التنمية الشاملة مركزا في نفس الوقت على الدور الهام للإعلام السمعي البصري في هذا المجال. وبالنسبة لابراهيم باوش فقد شدد على الدور الأساسي الذي لعبته قناة «تمازيغت» في تنزيل دسترة الحرف الأمازيغي، وذلك من خلال مساهمة صحافييها في نشر هذا الحرف انطلاقا من كتابة الشعارات أو ترجمة وكتابة أسماء مؤسسات وجمعيات بخط تيفيناغ. كما ذكر بقيام أطقم القناة بترجمة نصوص معقدة وتصحيح ما تمت كتابته بشكل غير دقيق من قبل مؤسسات عمومية أخرى. خلال هذه الندوة طرح المشاركون كذلك مختلف قضايا الهوية الأمازيغية وناقشوا إشكاليات انتماء الأمازيغية، لغةً وثقافةً، للمجتمع المغربي وتحولاته السوسيوثقافية، ودعوا إلى تعميق الكثير من المفاهيم وتوضيح الرؤى حول موقع الأمازيغية في التاريخ والثقافة والحياة العامة للمجتمع المغربي مع ضرورة النهوض بها والحفاظ عليها في علاقة تكامل مع المكونات الأخرى للهوية المغربية. وفي الختام، أجمع المتدخلون على أهمية قناة «تمازيغت» في إيصال جانب من الهوية المغربية للجمهور المغربي كما أكدوا على ضرورة الاهتمام بهذه القناة الفتية. وخلص المشاركون من أجل الإرتقاء بها، بالتأكيد على «ضرورة الانتباه للخصاص والعمل على توفير التكوين المستمر للموارد البشرية للقناة الأمازيغية خاصة في ما يتعلق بالشق اللغوي، وذلك بغية النهوض بالمنتوج الإعلامي الأمازيغي»، و«ضرورة استثمار اتساع دائرة التغطية الإعلامية لقناة «تمازيغت» في إيصال القيم والمبادئ التي تقوم عليها الثقافة والحضارة المغربية بين أوساط المجتمع المغربي والشباب المغاربة المقيمين بالمهجر»، وضرورة «توفير الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة والملائمة لتنزيل مضامين دفاتر التحملات وفق القواعد المهنية»، وضرورة «إصدار قناة «تمازيغت» بحرف تيفيناغ على الموقع الإلكتروني للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وفق مقاربة مندمجة تتلاءم مع التصور العام للموقع والخط التحريري للشركة»، و«على أهمية الصورة في صيانة الموروث الثقافي الشفهي للمغاربة بمختلف الأشكال التعبيرية».