نظمت مديرية التواصل بالشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة، بشراكة مع قناة "تمازيغت"، زوال الأربعاء 19 فبراير2014 بفضاء رواق الشركة الوطنية بالمعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء، ندوة فكرية حول موضوع "دور الإعلام البصري في إبراز التعدد اللغوي والثقافي بالمغرب: قناة تمازيغت نموذجا"، وذلك بمشاركة كل من الأستاذ أحمد عصيد باحث في الثقافة الأمازيغية، الدكتور عمر أمرير أستاذ باحث و صحفي معد لعدة برامج حول الأمازيغية، محمد مماد مدير قناة "تمازيغت" وإبراهيم باوش و نادية السوسي الصحفيين بقناة "تمازيغت". تطرق أحمد عصيد في مداخلته لبدايات البحث العلمي والثقافي في موضوع الأمازيغية كرافد من روافد الهوية المغربية مع تأكيده على الدور الكبير الذي لعبه العمل الجمعوي في التعريف بالامازيغية وتمكين المغاربة من اكتشاف الجانب المغيب من الثقافة واللغة والأدب والفن الامازيغي. ومن جهته رسم الدكتور عمر أمرير المسار الذي قطعته صيرورة الاحتفاظ بالثقافة الشفهية المغربية بعد انتقالها من التداول الشفوي إلى الكتابة ثم الصورة، مشددا على ضرورة إيلاء مزيد من الاهتمام إلى قناة "تمازيغت" لكي تكون قادرة على خوض غمار المنافسة.
أما مداخلة محمد مماد مدير قناة "تمازيغت" فقد تمحورت حول التعريف بالدور الطلائعي للقناة المتمثل في كيفية تدبير الإشكالية الكبرى المرتبطة بالتعدد اللغوي والثقافي ببلادنا وخصوصا الأمازيغية، كما أشار إلى أن حل هذه الإشكالية تعد "خيارا استراتيجيا" لكل دولة تصبو إلى تحقيق التنمية الشاملة مركزا في نفس الوقت على الدور الهام للإعلام السمعي البصري في هذا المجال. أما ابراهيم باوش فقد شدد على الدور الأساسي الذي لعبته قناة "تمازيغت" في تنزيل دسترة الحرف الأمازيغي، وذلك من خلال مساهمة صحافييها في نشر هذا الحرف انطلاقا من كتابة الشعارات أو ترجمة وكتابة أسماء مؤسسات وجمعيات بخط تيفيناغ. كما ذكر بقيام أطقم القناة بترجمة نصوص معقدة وتصحيح ما تمت كتابته بشكل غير دقيق من قبل مؤسسات عمومية أخرى.
خلال هذه الندوة قام المشاركون كذلك بطرح مختلف قضايا الهوية الأمازيغية ومناقشة إشكاليات انتماء الأمازيغية، لغةً وثقافةً، للمجتمع المغربي وتحولاته السوسيوثقافية، ودعوا إلى تعميق الكثير من المفاهيم وتوضيح الرؤى حول موقع الأمازيغية في التاريخ والثقافة والحياة العامة للمجتمع المغربي مع ضرورة النهوض بها والحفاظ عليها في علاقة تكامل مع المكونات الأخرى للهوية المغربية.
و في الختام، أجمع المتدخلون على أهمية قناة "تمازيغت" في إيصال جانب من الهوية المغربية للجمهور المغربي كما أكدوا على ضرورة الاهتمام بهذه القناة الفتية. و بهدف الإرتقاء بها، تقدموا بمجموعة من التوصيات، منها ضرورة الانتباه للخصاص والعمل على توفير التكوين المستمر للموارد البشرية للقناة الأمازيغية خاصة في ما يتعلق بالشق اللغوي، وذلك بغية النهوض بالمنتوج الإعلامي الأمازيغي، وضرورة استثمار اتساع دائرة التغطية الإعلامية لقناة "تمازيغت" في إيصال القيم والمبادئ التي تقوم عليها الثقافة والحضارة المغربية بين أوساط المجتمع المغربي والشباب المغاربة المقيمين بالمهجر.
المشاركون أوصوا أيضا، بتوفير الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة والملائمة لتنزيل مضامين دفاتر التحملات وفق القواعد المهنية، وإصدار قناة "تمازيغت" بحرف تيفيناغ على الموقع الإلكتروني للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وفق مقاربة مندمجة تتلاءم مع التصور العام للموقع والخط التحريري للشركة، والتأكيد على أهمية الصورة في صيانة الموروث الثقافي الشفهي للمغاربة بمختلف الأشكال التعبيرية.