أشرف جلالة الملك، مرفوقا بالرئيس المالي إبراهيم بوبكار كيتا، السبت بالعاصمة باماكو، على تدشين الشطر المالي من مشروع أسلاك الألياف البصرية الذي يربط بين سيكاسو (على حدود الكوت ديفوار وبوركينا فاصو)، وغوغي (على الحدود الموريتانية). ويقوم بتمويل إنجاز هذه الأسلاك، التي يصل طولها إلى 1064 كلم، الفاعل «سوتلما» وهو فرع (لاتصالات المغرب)، بغلاف مالي يصل إلى 4 مليارات فرنك (حوالي ستة ملايين أورو). وسيتطلب إنجاز هذا المشروع 11 شهرا . وتشكل هذه الأسلاك جزءا من أسلاك الألياف البصرية العابرة لإفريقيا التي تشرف عليها مجموعة (اتصالات المغرب)، والتي تربط المملكة بموريتانيا ومالي وبوركينا فاصو والنيجر على مسافة 5698 كلم . وقد استغرق إنجاز هذه الأسلاك العابرة لإفريقيا 24 شهرا من الأشغال، وكلفت غلافا ماليا ناهز 13 مليار فرنك (عملة نقدية موحدة لمنطقة غرب إفريقيا). ويروم إنجاز أسلاك الألياف البصرية هاته ، على الخصوص ، الاستجابة للطلب المتزايد على الصبيب العالي للشريط الدولي، وتحسين الربط بين بلدان المنطقة، وضمان سلامة وتأمين شبكة الاتصالات. كما أشرف جلالة الملك والرئيس المالي، ببلدة دياغو، التي تبعد بحوالي 30 كلم عن باماكو، على إعطاء انطلاقة إنجاز وحدة لإنتاج الإسمنت. وستعمل هذه الوحدة، التي ستنجزها مجموعة (إسمنت الاطلس - إسمنت إفريقيا) على إنتاج 500 ألف طن من الإسمنت سنويا، على أن يرتفع الإنتاج فيما بعد إلى مليون طن سنويا. ويتضمن المشروع، ، بناء ورشة للطحن (آلة للطحن بطاقة 70 طنا في الساعة مجهزة بعازل ومصفاة)، وورشة للتكييس والنقل وفضاءات مغطاة لتخزين المواد الأولية ، ومرافق أخرى إدارية وتجارية وتقنية. ويتمثل نشاط هذه الوحدة في استقدام المادة الاولية إلى مالي من مصنعي الإسمنت (إسمنت الاطلس -إسمنت إفريقيا) بالمغرب وتفريغها بالميناء، ونقلها ثم طحنها حتى تصبح صالحة لإنتاج مختلف أنواع الإسمنت ثم التسويق. ويستغرق إنجاز وحدة الإنتاج هاته، التي ستقام على مساحة 10 هكتارات، 18 شهرا، وسيتطلب غلافا ماليا يبلغ 30 مليون أورو. وسينجز المشروع وفق أحدث المعايير التكنولوجية التي تتيح احترام البيئة، وترشيد استهلاك الطاقة وإنتاج إسمنت يستجيب للمعايير المعمول بها عالميا وكذا إلى متطلبات السوق. وسيتم تخصيص حصة 15 في المائة من الغلاف المالي المخصص للمشروع لإنجاز وحدة بيئية تابعة للمصنع. وكان جلالة الملك أشرف الجمعة بباماكو رفقة الرئيس المالي على تسليم هبة عبارة عن نطف للتخصيب الحيواني لفائدة مربي الماشية بمالي. وتتكون هذه الهبة، التي منحتها مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، من 125 ألف نطفة للتلقيح الحيواني، وكذا معدات للتخصيب الاصطناعي تشمل خمسة صناديق للتخصيب الاصطناعي، وخمس حاويات لتخزين النطف مع ستة أوعية. وتشمل هذه المعدات أيضا، خمس حاويات لتخزين النيتروجين السائل و200 ألف قفاز للفحص و100 ألف أنبوب للتخصيب الاصطناعي. وسيتم إنجاز برنامج التخصيب الاصطناعي، الذي تصل كلفته المالية إلى ثلاثة ملايين درهم، من طرف فريق مغربي للمساعدة التقنية. ويتمحور التعاون المغربي المالي من أجل تطوير تربية الأبقار بمالي على ثلاثة محاور هي تكوين تقنيين في التخصيب بالمغرب، وإحداث خمس مدارات للتخصيب الاصطناعي حول مراكز تجمع مربي الماشية ودعم المنظمات المهنية من أجل تدبير برامج التخصيب الاصطناعي. وفي نفس اليوم ترأس جلالة الملك و الرئيس المالي، حفل وضع الحجر الأساس لتشييد مصحة للرعاية ما قبل و بعد الولادة، عصرية ومندمجة. وستستفيد من هذه المصحة، التي ستتكفل ببنائها مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، على مساحة إجمالية تبلغ 5 هكتارات (هبة من دولة مالي)، ضمنها 7 آلاف و270 متر مربع مغطاة، ساكنة مدينة باماكو والمناطق المجاورة لها. وتهدف هذه المصحة، من مستوى عال، التي ستشكل نموذجا بالنسبة لمستشفيات الولادة في منطقة باماكو، إلى تقديم الخدمات والرعاية اللازمة لفترة ما قبل وبعد الولادة من الدرجة الثالثة والتكفل بحالات الحمل المستعصية والتقليص من حالات وفيات الأمهات ..