عبرت الكثير من النساء عن عدم رضاهن عن الصورة التي يسوقها الاعلام العربي حول المرأة العربية وانتقدت اغلب التدخلات في اشغال المنتدى العربي حول المرأة والاعلام في ظل المتغيرات الراهنة الذي احتضنته مراكش خلال يومي 18و19 فبراير الجاري الصورة النمطية للمرأة في اعلام اغلبه تقوده الحكومات او خاضع لسلطة المال، واستغربت الكثيرات لكون المرأة اقتحمت مجال الاعلام وتشكل داخل مشهده السمعي والبصري نسبة كبيرة ومع ذلك لم تستطع ان تقدم صورة إيجابية عنها بل سيطرت الثقافة الذكورية والتي وللاسف تكرسها بعض النساء انفسهن، وعبرت بعض المداخلات عن ان ثقافة ان تكون المرأة مجرور من قاطرة يشكلها الرجل في إطار منظومة تقليدانية هي احدى الرواسب المتخلفة التي تجعل الصورة السائدة في الاعلام سلبية، منتدى مراكش من خلال تتبعنا لورشاته بين ان هناك صراعا بين المناضلات الحداثيات اللواتي ينتصرن لقيم الدولة المدنية التي تعتبر المرأة انسانا يجب ان يتمتع بكل الحقوق التي ينص عليها الاعلان العالمي لحقوق الانسان وكل المواثيق الدولية، وبين الخاضعات لسيطرة المفهوم الخاطيء للدين والذي يؤكد استمرارية التبعية للرجل والخطو وراءه ، والانزواء لجعل المرأة مجرد ضلع اعوج من الرجل، وهو تقول بعض المشاركات في أشغال هذا المنتدى، ما كرسه الاعلام العربي.. وهكذا دعا البيان الختامي لمنتدى مراكش حول المرأة والإعلام، إلى تبني إنشاء قواعد بيانات للاستراتجيات المُعدّة في مجال المرأة والإعلام والقوانين الخاصة بالمرأة والإعلام في العالم العربي، مع العمل على تفعيل دور المجتمع المدني في مجال ابتكار آليات إعلامية تكرس صورة إيجابية عن المرأة، ولمناهضة الممارسات المسيئة للمرأة في الإعلام. كما دعا إلى تفعيل ترسانة التشريعات الدولية ذات الصلة وملاءمة التشريعات الوطنية معها، واعتماد ميثاق شرف عربيّ للإعلام، والارتقاء بالمواثيق الأخلاقية إلى مرتبة القواعد القانونية. وشدد البيان على ضرورة اعتماد دفاتر شروط، تتضمن جعل عدم الإساءة إلى المرأة شرطا أساسيا عند الترخيص للاستثمار في مجال الإعلام، وإنشاء هيئات عليا للرصد الإعلامي في كل دولة، يكون من اختصاصاتها رفع توصيات للجهات المعنية والسهر على انتظامية واستمرارية الرصد، وكذا إحداث آلية ضبط مستقلة في كل دولة، ومراقبة المادة الإعلامية المستخدمة في كل وسائل الإعلام، بما في ذلك الصحافة الإلكترونية، والمادة الإشهارية. وأكد البيان الختامي على ضرورة إعداد أدلة للممارسين الإعلاميين، تساعدهم على تفعيل حضور إيجابي للمرأة في مجال الإعلام والاتصال، وتكوينهم في مجال المقاربة الحقوقية، والنوع الاجتماعي، على أن يشمل التكوين جميع منتجي الرسالة الإعلامية. و دعا إلى تفعيل مقترح مشروع البوّابة الإعلامية الالكترونية للمرأة العربية، عبر التأطير القانوني، ووضع خطة تنفيذٍ لمتابعة وتقييم العمل، وضمان وصول مخرجات المشروع إلى كافة النساء في البلدان العربية، ومنها المرأة المعاقة، ونشر ثقافة الانترنت عبر التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني. وحث البيان الختامي على ضرورة الترويج للمشروع، من خلال بناء علاقات مع وسائل الإعلام، السمعية والبصرية والمقروءة والجامعات ومراكز البحث ومؤسسات المجتمع المدني والبوابات الالكترونية المعنية بالمرأة. هذا، وقد انكبت المشاركات والمشاركون في هذه الندوة على دراسة صورة المرأة في الاعلام العربي من خلال خمس ورشات هي: « تقييم السياسات والاستراتجيات في مجال الاعلام والمرأة» وقد تناولت هذه الورشة التعرف على الاستراتجيات العربية الاعلامية الموجودة سواء على مستوى وطني أو اقليمي وموقع المرأة فيه، ومدى وجود وثائق مرجعية متعلقة بموضوع المرأة في الاعلام تحديدا. التعرف على الدور الذي تلعبه اطراف مختلفة مثل الحكومات والمجتمع المدني في اطلاق ودعم هذه الوثائق، قراءة نقدية مقارنة لهذه الوثائق من منظور اهتمامها بالمرأة وواقعها، ومن منظور مواكبتها للتطور سواء في مهنة الاعلام بما فيه قطاع الاعلام الجديد او التطور في السياقات الاجتماعية والسياسية العربية ، وكذلك من حيث مدى اهتمامها بالمرأة الاعلامية كفاعل داخل المؤسسة وليس فقط كموضوع اعلامي.. مناقشة مدى التأثير الواقعي لهذه الوثائق وهل احدثت تغييرا من عدمه في تعاطي الاعلام مع صورة المرأة وقضاياها وأسباب ذلك. اما الورشة الثانية فقد تناولت الاطار القانوني الاقليمي والعربي، فيما تناولت الورشة الثالثة تحليل الخطاب الاعلامي العربي حول المرأة، وناقشت هذه الورشة رصد وتقييم تناول الاعلام العربي لصورة المرأة مع التركيز تحديدا على التناول الاعلامي لحراك المرأة خلال مرحلة التحولات السياسية التي تمر بها الدول العربية. مدى نجاح الاعلام العربي في نقل صورة امينة عن الدور الذي تلعبه المرأة وحراكها الفردي والجمعوي، وموقفه من كشف الحقوق المهضومة للمرأة خاصة الحقوق السياسية، ودور الاعلام في الدفع من اجل مشاركة سياسية اكبر للمرأة وتمثيل منصف لها في المؤسسات السياسية التي افرزتها التحولات السياسية في الواقع العربي. تقييم مواقف وسائل الاعلام المختلفة بين سمعية بصرية ومكتوبة والكترونية. فتح ملف الاعلام والحريات السياسية لاسيما ما يتعلق بسقف الحريات المتاحة فعليا للاعلام، وهل ارتفع هذا السقف بالفعل، وهل استفادت قضية المرأة او الاعلاميات النساء من هذا الارتفاع ان وجد، وطبيعة القيود المفروضة على كل من الاعلام الحكومي والخاص. موقف الاعلام الخاص والتجاري من المرأة ومدى مسؤوليته عن نشر صورة سلبية عنها. الوصول الى الصورة كلية لأسباب الفجوة بين واقع المرأة العربية وصورتها في الاعلام تبادل الخبرات حول المبادرات الشخصية والمؤسسة التي استخدمت من اجل الوصول الى صورة توازنية للمرأة في الاعلام. وتناولت الورشة الرابعة صورة المرأة في الاعلام: اليات تعزيز قدرات الوصول الى نظم الرصد. وقد ناقشت هذه الورشة اهمية الدور الذي يلعبه الرصد في تعيين الفجوة بين واقع المرأة، خاصة في ظل التحولات السياسية الراهنة، وبين التناول الاعلامي لها، وتحليل اسباب الفجوة وعدم الاقتصار فحسب على وصف مظاهرها.. التعرف وتبادل الخبرات بشأن تجارب الرصد الراهنة بخصوص المرأة والمراصد القائمة في المنطقة العربية على مستوى وطني أو اقليمي والاليات والسبل التي تستخدمها هذه المراصد، والتحديات التي تواجه عملها. كما ناقشت الورشة كيفية تحقيق التواصل والتشبيك بين المراصد المختلفة المعنية بالقضايا نفسها توفيرا للجهدورفعا للكفاءة في الاداء. وبحث كيفية التشبيك والتنسيق بين دور المراصد وبين الجهات صانعة القرار في المؤسسات الاعلامية العربية. وناقشت الورشة الخامسة افاق إحداث مؤسسة إعلامية تهتم بقضايا المرأة العربية..