أجمع المشاركون في فعاليات "المنتدى العربي حول المرأة والإعلام في ضوء المتغيرات الراهنة" الذي تنظمه وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية المغربية بالتعاون مع منظمة المرأة العربية تحت شعار "نحو إعلام عربي منصف للمرأة". على أن صورة المرأة في الاعلام العربي لازالت هي نفسها تلك الصورة التقليدية المستهلكة ولا تساير التطورات التي عرفها العالم في السنين الاخيرة مطالبين بإعطاء صورة إعلامية غير متحيزة وإيجاد فرص جديرة بمواكبة الانجازات التي تقدمها المرأة على أرض الواقع. واعتبر عبد الله باها وزير الدولة هذا المنتدى فرصة لتقييم مسارات الاعلام العربي، ورصد التحديات التي يواجهها من أجل تعزيز حضور المرأة في هذا المجال مؤكدا أن الواقع مازال يثبت أن حضور المرأة لا يرقى لمستوى التحولات التي تشهدها المجتمعات العربية من إنجازات ملموسة في مجالات التعليم والعمل والمشاركة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والإبداعية. وطالب باها بالنهوض بأوضاع المرأة بصفة عامة وذلك ببلورة رؤية جديدة يعتمدها مختلف الفاعلين في المجال، من مسؤولين حكوميين وصحفيين ومؤسسات إعلامية وبحثية وجمعيات المجتمع المدني، من أجل تطوير السياسات في هذا المجال وفتح آفاق أخرى لمقترحات وأفكار جديدة. كما طالب وزير الدولة بجعل قضية المرأة في صلب الاصلاحات العميقة لتصل إلى المكانة التي تستحقها، مؤكدا على أن الحكومة مستعدة لتقاسم تجربتها مع البلدان العربية للارتقاء بصورة المرأة في الاعلام العربي . من جانبها أكدت بسيمة الحقاوي، وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية المغربية، على أن هذه الوضعية تفاقمت بفعل متغيرات عديدة، أولها تحرر المشهد السمعي البصري، وعدم خضوعه في أغلب الأحوال لمعايير ضابطة ترتبط بنظم رصدية وضبطية ومعيارية توجه التناول الإعلامي. وأيضا بفعل الأوضاع المؤسساتية التي تعيش وتشتغل فيها أغلب الفاعلات الإعلاميات بالوطن العربي، خصوصا أمام تضاؤل فرص ولوجهن لمراكز اتخاذ القرارات الإعلامية لصالح قضايا المرأة العربية. وأبرزت الحقاوي أن العالم العربي لازال في حاجة إلى تنظيم أرشد وأكثر معيارية للوسائط الإعلامية وتوحيد أكبر في آليات التشبيك وتعزيز قدرات التكتلات والشبكات العاملة في الترافع المستمر لتحسين مكانة المرأة العربية في الإعلام. واعتبر مصطفى الخلفي وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، وضع المرأة غير مشرف مشيرا إلى الاستغلال المستمر الي تتعرض إليه، مطالبا بتوفير سياسة عمومية واضحة لمواجهة مختلف الاختلالات وأشكال الاستغلال التي تتعرض له المرأة، داعيا في نفس الان إلى ضمان الحماية القانونية للمرأة من حيث الزي واللون والمنطقة والموقع الجغرافي. وطالبت الشيخة سيف الشاسمي المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، بتفعيل دور الاعلام من طرف الحكومات والهيئات العربية والمجتمع المدني للنهوض بأوضاع المرأة، مستحضرة الدور الرائد الذي تقدمه منظمة المرأة العربية للنهوض بالمستوى الاحترافي للمرأة في المجال الاعلامي.