قال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، الثلاثاء بمراكش، إن الإعلام بالمغرب والمنطقة العربية ككل لا يضطلع بدوره في النهوض بوضعية المرأة وإبراز مكانتها وصورتها الحقيقية. وأضاف الخلفي، في كلمة خلال افتتاح أشغال المنتدى العربي حول المرأة والإعلام في ضوء المتغيرات الراهنة الذي تنظمه وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية حول موضوع «نحو إعلام عربي منصف للمرأة»، أن وضع المرأة في الإعلام، سواء أكانت موضوعا أو فاعلا أو صورة، غير مشرف بالمرة حيث تتعرض لاستغلال مستمر كما أن مكانتها «لا تنسجم مع طموحاتنا والتزاماتنا الدولية». وسجل، في هذا السياق، أن المرأة العربية هي ضحية للإعلام العربي وهو ما يعكسه الهوس المحموم لاستغلالها للرفع من نسب المشاهدة واستخدامها كوسيلة مثلى لتسويق المنتوجات لتبرز بذلك النزعة نحو تشييئ المرأة واختزالها في جسدها وتغييب البعد الإنساني الكامن فيها. وبلغة الأرقام، أشار السيد الخلفي إلى أن نسبة النساء الصحفيات لا تتعدى 27 في المائة من مجموع الصحفيين بالمملكة وهي وضعية يقول الوزير « نقتسمها مع العديد من الدول»، كما أن نسبة تواجد المرأة كفاعل في مناصب اتخاذ القرار وخلق المقاولات الإعلامية لا تتجاوز في أحسن الأحوال 5 في المائة. وأشار من جهة أخرى إلى أن الوزارة منكبة على مراجعة قانون الاتصال السمعي البصري لتضمينه مقتضيات واضحة وصريحة ستواكبها إجراءات أخرى لتجريم أشكال استغلال المرأة والتميز ضدها، لافتا الانتباه إلى أن المعالجة القانونية غير كافية بل تعتبر مدخلا لتأسيس شراكة مع المجتمع المدني من أجل تعزيز تواجد المرأة في الإعلام وتدعيم القدرات في المشهد الإعلامي. من جانبها، أبرزت المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية شيخة سيف الشامسي، الأهمية الكبيرة التي يكتسيها التركيز على دور الإعلام في إصلاح والنهوض بوضعية المرأة العربية ، مشيرة إلى أن المنظمة تولي اهتماما بالغا لقضايا المرأة والإعلام. وأشارت إلى عدم وجود مرجعية قانونية واضحة للحد من الاستغلال التجاري للمرأة في وسائل الإعلام، داعية إلى بناء تصور عربي شامل وقابل للتنفيذ من أجل تكريس دور المرأة كفاعل رئيسي ومهم داخل المجتمع. وتميزت هذه الجلسة بعرض نتائج دراسة رصدية حول «صورة المرأة في الإعلام العربي :نموذج البرامج الحوارية» والتي تهدف إلى رصد مدى تموقع المرأة في الإعلام وحرص هذا الأخير على تبويئها المكانة اللائقة بها باعتبارها شريكا في الحراك الذي يعرفه العالم العربي. كما تتوخى هذه الدراسة، التي شملت برامج حوارية بالأردن وتونس ومصر والمغرب والإمارات العربية المتحدة، رصد حضور المرأة كصاحبة رأي وتخصص بعيدا عنه البرامج النمطية النسائية. ويهدف المنتدى، المنظم بشراكة مع منظمة المرأة العربية على مدى يومين، إلى محاولة الإجابة عن أسئلة تهم كيفية خلق إعلام عربي إيجابي هادف وغير متحيز يتماشى مع متطلبات العصر والإصلاحات الكبرى المرتبطة بالنهوض بوضعية المرأة وتمكينها أينما وجدت، وتحديد شروط وضوابط الانخراط الإيجابي للإعلام العربي في تثمين النماذج النسائية الناجحة داخل المجتمع. كما يتوخى بحث كيفية استثمار وسائل الاتصال الحديثة وآليات التشبيك والتنسيق للنهوض بوضعية المرأة، واستثمار الجهود المبذولة على مستوى المؤسسات الحكومية والمدنية، ومراكز البحث والمؤسسات العلمية العربية وغيرها. ويتضمن برنامج المنتدى، الذي يعرف مشاركة مسؤولين حكوميين وخبراء من مختلف الدول العربية، إلى جانب خبراء من منظمات دولية، ومن مؤسسات إعلامية ومن مراكز ومعاهد بحثية ومراصد، وفاعلين من المجتمع المدني، ورشات تتمحور حول «تقييم السياسات والاستراتيجيات في مجال الإعلام والمرأة»، و«الإطار القانوني الإقليمي والعربي»، و«تحليل الخطاب الإعلامي العربي حول المرأة»، و«آليات تعزيز قدرات الوصول إلى نظم الرصد»، و«آفاق إحداث مؤسسة إعلامية تهتم بقضايا المرأة العربية».