لم تنطلق حركة الطفولة الشعبية بوزان من الفراغ عندما نظمت في الأسبوع الأخير من شهر يناير، أياما تحسيسية حول البيدوفيليا وحرمة الجسد ، واختارت لهذه الأيام شعار « جسدي ملكي ...ما تقسنيش ...» ، بل إن قرعها لجرس الإنذار جاء بناء على عدة مؤشرات تؤكد بأن دار الضمانة ليست في منأى عن الخطر الداهم الذي يستبيح الأجساد المقدسة للطفولة المغربية . خطر يرقد بين ثنايا مدينة هادئة، ومنشغلة بتضميد جراح النكبة التي أغرقها في وحلها مؤسسة اسمها المجلس البلدي. لم يغمض لساكنة وزان جفن ليلة الاثنين 17 فبراير، وأحست بأن الأرض قد تزلزلت تحت أقدامها بعد أن دوى بكل أرجاء المدينة خبر تمكن المصالح الأمنية من اصطياد رجل في عقده السادس يحترف بالإضافة إلى «تجارة الإسفنج» ، تدنيس أجساد الطفولة الوزانية البريئة ! المعطيات الأولية التي جمعتها الجريدة من أكثر من مصدر تفيد بأن الشرطة القضائية بوزان ، وما أن توصلت بمعلومات من أسر بعض الضحايا الأطفال لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات تفيد بأن فلذات كبدهم ( ثلاثة إلى حد الآن ) كانوا عرضة للتحرش الجنسي من طرف شخص يمارس تجارة الإسفنج بحي الرويضة الشعبي ، معززين شكاواهم بأكثر من دليل مادي كانت طفلاتهم قد باحت لهم به . المصلحة الأمنية المختصة، تضيف مصادرنا، فتحت مسارا يوصلها إلى الحقيقة التي لم يستغرق الوصول إليها وقتا كثيرا ، فألقت القبض على الفاعل الذي اعترف بما ارتكبه ، وبعد الإستماع إليه طبقا للقانون ، أعاد تشخيص أفعاله بعين المكان . المواطنون والمواطنات الذين تواجدوا بعين المكان أثناء عملية تشخيص التحرش الجنسي بالأطفال ، ونظرا للجرح الغائر الذي حفره في نفسيتهم هذا السلوك الشاذ المنبوذ دينيا وإنسانيا ، تحول حضورهم إلى وقفة احتجاجية رددوا خلالها شعارات تطالب بحماية الطفولة الوزانية .