مسابقة «ماروك ويب أوارد» مسابقة تحتفي بالشباب المبدع عبر الأنترنت وأصبحت هدف جميع الشباب المغربي الذي يرى في الشبكة العنكبوتية وسيلة لتفجير طاقاته الإبداعية والتعبير بحرية عن أفكاره. «دوتشي ڤيلي» تابعت قصص نجاح بعض الفائزين. صفوف طويلة من الشباب تجمعت أمام أبواب المسرح الوطني محمد الخامس، البعض منهمك بتعديل آلة التصوير، البعض الآخر يسجل بهاتفه المحمول أولى اللحظات قبل الدخول إلى المسرح، والبعض يتبادل العناق والتحية كأنهم أصدقاء قدامى في حين أنهم يلتقون لأول مرة، هذا هو حال الشباب المغربي المهتم بالأنترنت والذي حج من مدن مختلفة لحضور أهم مناسبة في مجال الأنترنت، إنها الدورة السابعة لمسابقة «ماروك ويب أوارد» التي تحتفي بشباب سطع نجمهم في مجال الأنترنت وقدموا خدمات لأبناء جيلهم سواء من خلال برامج على اليوتوب أو صفحات في مواقع التاوصل الاجتماعي. الحفل حضره أزيد من 1200 شاب من مختلف مناطق المغرب يعطي صورة واضحة على أن مجال الأنترنت في المغرب يعرف تطورا كبيرا وأصبح الشباب يرون فيه وسيلة للتعبير عن أنفسهم وكذلك مصدرا لتحقيق أحلامهم وتحقيق ربح مادي من وراء عملهم في الأنترنت، «كل الشباب الذي فازوا في مسابقة ماروك ويب أوارد أصبح لديهم مشاريع كبيرة في مجال الأنترنت وهذا دليل على أن المسابقة هي بمثابة فرصة للتعريف بمجهود الشباب في مجال الأنترنت أمام الشركات الكبرى» يقول يونس القاسيمي مؤسس المسابقة في تصريحه ل «دوتشي ڤيلي» عربية. عبد الله أبو جاد شخصية السنة في العالم الافتراضي عبد الله أبو جاد الذي تم اختياره كشخصية السنة في مجال الأنترنت هو مهندس الإعلاميات الذي قرر ترك عمله كمهندس من أجل التفرغ لتصوير مقاطع على اليوتوب موضوعها الأساسي هو توجيه الطلبة في دراستهم وكذلك الحديث عن المواضيع التي تهم المتخرجين حديثا، الشاب ذي 28 ربيعا قال في تصريح ل«دوتشي ڤيلي» عربية بأن فكرة نشر مقاطع فيديو على اليوتوب تطورت لديه بحكم أنه كان يحضر منتديات التوجيه الخاص بالطلبة والتلاميذ «وحينها لاحظت أنه لدينا نقص كبير في هذا المجال فقررت أن أستغل اليوتوب الذي يتابعه مئات الآلاف من الشباب المغربي حتى أقدم لهم بعض المعلومات التي قد تكون مفيدة لهم». أما عن بدايته في مجال تصوير مقاطع الفيديو فقد قال أبو جاد بأنه لم يكن يتخيل يوما أن تحظى مقاطع الفيديو التي كان يوصورها بكاميرا واحدة ووسائل بسيطة بإعجاب عشرات الآلاف من الشباب المغربي، «لكن بعد ذلك طورت من منتوجي ومن جودة الفيديو الذي أقدمه لكن البداية كانت صعبة لأنني اضطررت لأن أبيع حتى سيارتي من أجل توفير المال للتصوير»، لكن بعد أن أصبح عبد الله أبو ماجد من بين أشهر صناع المحتوى في الأنترنت بين صفوف الشباب المغربي، فإن هذا الأمر «يجعلني أشعر بمسؤولية أكبر من أجل تطوير المنتوج الذي أقدمه خاصة وأن طموحي يتجاوز إنجاز برنامج على اليوتوب وإنما طموحي هو تأسيس مشروع إعلامي ولكن بمعايير الإعلام الجديد الذي يتيح مساحة أكبر للحرية والإبداع». عندما يصبح فيسبوك وسيلة تثقيف لأن مواقع التواصل الاجتماعي كانت مهد ثورة سياسية هزت العديد من الدول العربية، فإنها يمكن أن تشكل وقودا لثورة ثقافية في العديد من الدول العربية بما فيها المغرب، ومن هذه الفكرة انطلق الشاب يوسف الشرابي وهو مازال في عقده الثاني ليؤسس صفحة «هل تعلم؟» على الفايسبوك التي تقوم بنشر صورة ومعها معلومة جديدة في كل المجالات وقد حازت الصفحة على إعجاب أكثر من 20 ألف شاب مغربي، «الفكرة انطلقت منذ سنة 2011 وكان الهدف هو تطوير المحتوى العربي في فيسبوك خاصة وأنه في المغرب لدينا مشكل أن المحتوى الفرنسي هو الطاغي على جميع صفحات فيسبوك» يقول يوسف الشرابي في تصريحه ل«دوتشي ڤيلي» عربية. يوسف الذي يتابع دراسته الثانوية تخصص علوم فيزيائية يشرف على الصفحة رفقة أخيه التوأم لكن في الوقت ذاته أقر بصعوبة التوفيق بين الإشراف على الصفحة والدراسة «لكن متابعة الناس وإقبالهم الكبير على الصفحة يجعلنا نقوم بمجهود مضاعف لتقديم أكبر عدد من المعلومات" يقول يوسف، غير أن المشكل الذي يطرح أيضا بخصوص الصفحات في فيسبوك هو التقليد ونقل المحتوى ونشر عدد من المعلومات الخاطئة، لذلك فإن صاحب صفحة «هل تعلم» يقول بأن طريقتهم قي العمل «تقوم على التأكد من صحة أي معلومة قبل نشرها كما أننا نقوم بتحرير كل المعلومات حتى لا يكون هناك سرقة لمضمون أي صفحة». لكن بعد أن حازت صفحة «هل تعلم» على جائزة «ماروك ويب أوارد» تقديرا لمجهودها في تطوير المحتوى الموجود في الأنترنت فإن يوسف يرى بأنه «يجب تطوير المشروع لأن هدفي الوحيد هو أن أساهم في تطوير الثقافة العامة لدى الشباب ولكن بأسلوب بسيط ويعتمد على الصورة لأننا نعلم أن الشباب لم يعد يقبل على المطالعة». حضور الموهبة وغياب التكوين هذه النماذج من الشباب المغربي الذي أبهر الآلاف بمواهبه وقدراته الإبداعية هي فقط عينة من جيل جديد من الشباب أصبح يعتمد على الأنترنت من أجل التعبير عن ذاته بل أصبح الاشتغال في الأنترنت هو مصدر دخله الأساسي، لكن «على الرغم من أن الشباب المغربي يبرهن على قدرات إبداعية كبيرة لكنه في نفس الوقت يحتاج إلى تكوين وتطوير قدراتهم لأن الاشتغال في الأنترنت أصبح جد متطور ويحتاج إلى مهارات علمية وتسويقية»، يقول أنس الفلالي رئيس لجنة تحكيم «ماروك ويب أوارد» ل«دوتشي ڤيلي» عربية، ذلك أن مجال الأنترنت والأنشطة المرتبطة به أصبحت تساهم بأكثر من 2,3 في المائة من الناتج الوطني الخام. كما أنه يتعين على الشباب المغربي أن يستوعب بأن المنافسة أصبحت جد قوية، «لأن الشركات الكبرى تراقب أعمال الشباب وهي تسعى لاحتضان جميع الشباب المبدع لذلك عليهم أن يقدموا أحسن ما عندهم وبأن يجمعوا بين الموهبة والإبداع وبين التكوين العلمي في مجال الأنترنت» يقول يونس قاسيمي الذي أطلق فكرة «ماروك ويب أوارد» منذ أزيد من سبع سنوات.