بقاعة محمد الصباغ، بالمعرض الدولي للكتاب، نظم «بيت الشعر بالمغرب» حفل تسليم جائزة الأركانة العالمية للشعر، وذلك بحضور عدد من الفعاليات الثقافية والإعلامية والسياسية من داخل المغرب وخارجه. وقد أشار الشاعر حسن نجمي، الذي أدار ونسّق فقرات البرنامج الاحتفائي، إلى أن المغرب، من خلال جائزة الأركانة التي يمنحها بيت الشعر، بات يفتخر بامتلاكه لجائزة هامة على الصعيد الدولي، وهي الجائزة التي حصل عليها شعراء كبار عرب وأجانب من طينة الشاعر الصينى بى ضاو، أول من حصل عليها (2003)، كما حصل على الجائزة كل من: الشاعر الفلسطينى محمود درويش (2008) والعراقى سعدى يوسف (2009)، وحصل الإسبانى أنطونيو غامونيدا على جائزة الدورة السابقة (2012).، والمغربي الطاهر بنجلون. ولفت نجمى إلى أن فكرة تخصيص الجائز جاءت بهدف ربط الشعرية المغربية بنظيرتها الأجنبية. ومن جانبه، قال نجيب خدارى، رئيس بيت الشعر، الجهة المانحة لجائزة الأركانة إن جائزة الأركانة فى نسختها الثامنة هى «فرصة ثمينة لمحاورة جغرافية شعرية أخرى هى الشعرية الفرنسية من خلال إيف بونفوا المرشح الدائم لجائزة نوبل للآداب، وأحد أبرز القامات الشعرية فى فرنسا وباقى العالم». واعتبر خدارى، فى كلمته خلال الحفل، أن «تجربة بونفوا زاوجت الممارسة الشعرية بالعمل الفكرى، عبر الفلسفة والنقد الأدبى والفن والميثولوجيا. أما محمد الأمين الصبيحي، وزير الثقافة المغربى، فاعتبر فى كلمته أثناء الحفل، أن اختيار جائزة الأركانة للشاعر الفرنسى هو «دعوة مباشرة من الشعر المغربى لمحاورة التجربة الثرية لإيف بونفوا الذى أغنى المشهد الشعرى العالمى على مدار ما يقرب من ستة عقود». وقال الوزير إن الجائزة «تمكنت من وضع بصمتها كجائزة دولية عبر الإضاءات التي تقدمها في كل دورة على الأعمال لشاعر أو شاعرة على المستوى الوطني أو العربى أو العالمى». وأشاد الصبيحى بمهنية ومصداقية الجائزة التي يشرف عليها أساتذة وشعراء مشهود لهم بالكفاءة. وأشار محمد أكرين، الرئيس المنتدب لمؤسسة الإيداع والتدبير الراعية للجائزة منذ 2008، أن النجاح الكبير الذى عرفته الجائزة بعد تتويج الشاعر الفلسطينى الراحل محمود درويش بها عام 2008، دفع إلى التفكير فى أن تصبح الجائزة سنوية بعد أن كانت تمنح مرة كل ثلاث سنوات. واعتبر أكرين فى كلمته أنه لا بد من الوقوف تقديرا لشاعر فذ مثل إيف بونفوا الذى يعتبر من المنخرطين الأوائل فى تيار السورياليين الفرنسيين. وبعد تسلم إيف بونفوا الجائزة ألقى الشاعر الفرنسى بهذه المناسبة بعض قصائده بلغة شعرية متأنية أقرب منها إلى الموسيقى. وكان هذا اللقاء الاحتفائي قد افتتح بتقديم وصلة موسيقية من تقديم عازف العود المغربى الحاج يونس رفقة عازف الكمان أمير على المقيم بالولايات المتحدة. تجدر الإشارة إلى أن جائزة الأركانة كانت قد انطلقتْ فى سنة 2003، وتعتبر جائزة تقديرية أدبية وثقافية تمنح سنويا من قبل بيت الشعر المغربى بالتعاون مع مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير ووزارة الثقافة فى المغرب للشعراء العرب والأجانب العالميين عن مجمل أعمالهم وعطاءتهم الأدبية والفكرية إسهاما واعترافاً بما قدموه في هذا المجال. والأركانة هو اسم لشجرة فريدة، لا تنبت إلا فى المغرب، وتحديدا فى منطقة محصورة من جنوب المغرب، ولهذا التفرد، يتم منح الجائزة لشعراء محافظين على لغة متفردة.