مثل وزير الداخلية الإسباني خورخي فيرنانديز دياز صباح أمس الخميس، وبطلب منه، أمام مجلس النواب (الغرفة السفلى بالبرلمان) لتقديم شروحات حول المأساة التي وقعت الخميس الماضي قرب مدينة سبتةالمحتلة، بعد محاولة عشرات المهاجرين المنحدرين من افريقيا جنوب الصحراء الدخول سباحة الى المدينة، ما حدا بقوات الامن الاسبانية الى منعهم بالقوة وإطلاق النار، ما أثار جدلا كبيرا بإسبانيا. وبحسب مصادر من الحكومة الإسبانية، فإن الوزير طلب من الحرس المدني، الذي يتهمه المهاجرون الأفارقة ومنظمات غير حكومية باستخدام معدات مكافحة الشغب ضدهم، إعداد تقرير مفصل حول هذه المأساة التي أودت بحياة عدد من المهاجرين غرقا أثناء محاولتهم الوصول إلى سبتةالمحتلة. وذكرت وسائل إعلام محلية أن نائبة رئيس الحكومة سورايا ساينز دي سانتاماريا أكدت أن الوزير دياز طلب من مسؤولي الحرس المدني إعداد «تقرير شامل» حول ما حدث الخميس الماضي. ودافعت دي سانتاماريا، التي كانت تتحدث يوم الثلاثاء إلى الإذاعة الوطنية الإسبانية (إر إن أو)، عن تصرفات عناصر الأمن، مذكرة بأنهم تمكنوا في السنة الماضية من إنقاذ نحو 3500 شخص و175 فقط خلال شهر يناير الماضي. وأشادت المسؤولة الإسبانية، بهذه المناسبة، بالتعاون الجيد مع المغرب في مجال الهجرة، مشيرة إلى وجود حوار منتظم من أجل تعزيز التعاون بين البلدين. وطالب الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، على إثر مأساة الخميس الماضي، بمثول وزير الداخلية أمام البرلمان، فيما طالب حزب اليسار الموحد باستقالته. ووضع تجمع من 20 منظمة غير حكومية، يوم الاثنين، شكاية لدى المدعي العام طالب فيها بفتح تحقيق حول هذه المأساة، و»تقصي الحقائق في أقرب الآجال» خوفا من «اختفاء الأدلة التي تثبت تورط قوات الأمن». وقالت باتريسيا فرنانديز، محامية تنسيقية الأحياء، التي رفعت الشكاية، «نريد معرفة محتويات كاميرات المراقبة، واتصالات دورية الحرس المدني لتحديد الصلة» بهذا التحقيق، و»جردا لمعدات مكافحة الشغب التي استخدمت ضد المهاجرين». ودعت أرضية «سبانيش ريفولوسيون» و»دي إر إي-ديموكراسيا ريال» إلى مظاهرات أمس الأربعاء بعدد من المدن الإسبانية، منها العاصمة مدريد، «تكريما» للمهاجرين السريين الذي قضوا يوم سادس فبراير الجاري، و»احتجاجا» على سياسة الهجرة. يذكر أن المدير العام للحرس المدني الإسباني ارسينيو فرنانديز دي ميسا كان قد اعترف السبت الماضي باستخدام «معدات لمكافحة الشغب» لمنع مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء من الوصول إلى سبتةالمحتلة. واعتبر ميسا في تصريح للإذاعة الوطنية الإسبانية (إر إن أو) أن الحرس المدني استعمل هذه المعدات ل»فرض القانون ومنع دخول مهاجرين غير شرعيين» إلى هذا الثغر المحتل. وأضاف المسؤول الإسباني أن عناصر الحرس المدني لجأت للرصاص المطاطي والرصاص الفارغ بهدف «ردع» هؤلاء المهاجرين الذين أبدوا، بحسبه، «موقفا عدوانيا» خلال محاولتهم الوصول إلى المدينةالمحتلة. ومن جهته بث الحرس المدني، يوم الثلاثاء، شريط فيديو يظهر التصرف «العنيف» للمهاجرين غير الشرعيين من إفريقيا جنوب الصحراء وهم يرشقون قوات الأمن الإسبانية بالحجارة.