انطلق برنامج المسابقة الرسمية في اليوم الثاني من فعاليات الدورة الخامسة عشرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة الذي تستمر فعالياته إلى غاية الخامس عشر من شهر فبراير الجاري ، السبت، بعرض الفيلم السينمائي "زينب .. زهرة أغمات" للمخرجة فريدة بورقية. ويستعيد الفيلم الذي ينقل فريدة بورقية من تاريخها الحافل في مجال الدراما التلفزيونية الى استحقاق الفيلم السينمائي، صفحات من قصة زينب النفزاوية، زوجة الأمير المرابطي، يوسف بن تاشفين. ينطلق العمل الذي شخصت بطولته الممثلة فاطم العياشي من دافع تسليط الضوء على شخصية نسائية يعترف لها المؤرخون بدور هام في أعلى هرم السلطة، إبان مرحلة دقيقة من توطيد أركان الدولة المرابطية، ومسارها الشاق من أجل توحيد المغرب، وربط شماله بجنوبه. وإن كان جمهور المهتمين صفق لجرأة الاختيار والرهان الثقافي والبيداغوجي الكامن وراء انجاز فيلم تاريخي حول شخصية نسائية بارزة في التاريخ المغربي، إلا أن الأمر لم يحجب مؤاخذات كثيرة همت الجانب الانتاجي الذي بدا قصوره في نقل أجواء وفضاءات تلك الحقبة البعيدة، وكذا اختلالات الكتابة السينمائية لتيمة معقدة، تتعلق بتناول الشخصية التاريخية، من حيث بناء مقوماتها ورصد سياق تفاعلها مع محيطها. كما طرحت إشكالية اللغة المعتمدة في الحوار، وهي عامية معاصرة، إشكالية، بين اعتبارها خيارا مقصودا لتقريب المادة التاريخية من مشاهد اليوم، والنظر اليها كنقصية تنال من مصداقية هذا العمل، رغم أن المخرجة فضلت استعادة تاريخ زينب من بوابة حكاية تروى في الزمن الحاضر على لسان أب (الراحل محمد مجد) لابنته (فاطم العياشي). "زينب..زهرة أغمات" (89 دقيقة) إنتاج مغربي محض، تم إعداده تقنيا في مختبرات المركز السينمائي المغربي، وهو عن سيناريو لمحمد منصف القادري ، وشارك في تشخيص أدواره أمينة رشيد وبنعيسى الجيراري ومحمد خيي وعبد السلام بوحسيني وفريد الركراكي. يذكر أن المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة للدورة 15 من مهرجان طنجة تعرف مشاركة 22 فيلما، تعكس تجارب وأجيالا إبداعية متنوعة في المشهد السينمائي الوطني. تجدر الإشارة إلى أنه على عادة الدورات السابقة في الاحتفاء بالفعاليات التي بصمت الساحة السينمائية الوطنية بعطاءاتها، كرم مهرجان طنجة مصطفى استيتو، الكاتب العام للمركز السينمائي المغربي عرفانا لما قدمه من جهد كبير على واجهة تدبير الشأن السينمائي الوطني وتقديم الدعم المؤسساتي للمهنيين والمبدعين المغاربة. وألقى الممثل المغربي العربي اليعقوبي شهادة حميمية في حق المحتفى به الذي وصفه المدير العام للمركز السينمائي المغربي، نورالدين الصايل، بأنه صاحب اقتدار إداري ودراية بالنصوص المنظمة للحقل السينمائي فضلا عن تعاطفه العميق مع أسرة مهنيي الفن السابع بالمغرب. وقوبل مصطفى استيتو، الذي أنهى مساره المهني قبل أسابيع في المركز، بترحاب مؤثر من لدن مهنيي وجمهور السينما، تقديرا، من خلاله، لجهود جنود الخفاء الذين يصاحبون السينمائيين المغاربة في مساراتهم الإبداعية الشاقة. وأمضى الرجل فترة جل مساره المهني بالمركز السينمائي المغربي الذي التحق به كمتصرف مساعد سنة 1978، وعين كاتبا عاما له منذ 1997 . وشارك المحتفى به في تنظيم العديد من التظاهرات السينمائية الوطنية. (و.م.ع)