ترزح ساكنة دوار أولاد العربي المختار (فرع أولاد سلام)، الذي يقع ضمن النفوذ الترابي للجماعة القروية «ارميلة»، إقليمسيدي قاسم، تحت وطأة عزلة تامة، خاصة في فصل الشتاء، حيث تقطع الأوحال اتصال ساكنة الدوار بالمرافق العمومية الضرورية، وتجعل ولوج المواطنين إلى المستوصف، أو المدارس، أو إلى السوق الأسبوعي، شبه مستحيل. وكما أفاد (ي.ب) أحد الساكنة للاتحاد الاشتراكي، فقد تم إنشاء جزء من الطريق(تحجير المسلك الترابي) لصالح فرع علالات وفرع ارميلات، (وهي فروع أو فرق يتألف منها دوار ولاد العربي)، حيث أُوصِلت لهم الطريق تقريبا منذ 2006، بينما تمّ حرمان فرع أولاد سلام الذي لا يزال إلى اليوم بدون طريق ويعيش عزلته ومعاناته في صمت. في نفس السياق، صرّح مصدرنا أن الطريق المذكورة أعيد إصلاحها، كما أصلحت حتى الأزقة داخل الدوار في الفرعين المذكورين(علالات وارميلات)، بينما لم يتمّ تحجير المسلك الترابي الرئيسي في اتجاه فرع أولاد سلام. حتى الطريق المؤدية إلى المقبرة التي توجد قرب دوار العطاونة غرب دوار ولاد العربي، والتي تمتد على ثلاث كيلومترات تقريبا، فهي طريق ترابية تتوحّل بشكل كبير في فصل الشتاء، مما يضاعف معاناة الساكنة، فإذا توفي أحد، يصبح إيصاله الى المقبرة شاقا جدا، إذ بدون الاستعانة بالجرارات لا يمكن تحقيق ذلك. أمام هذا الوضع المزري، تبقى ساكنة الدوار معرضة لكل أشكال التهميش والاقصاء الاجتماعي، على الرغم من أنّها قامت بمجموعة من المحاولات لرفع هذا الحيف وهذه المعاناة، وذلك بمراسلة الجهات المعنية (الجماعة، القيادة ،العمالة) منذ 2009،تتوفر الاتحاد الاشتراكي على نسخ منها، لكن الأمر لم يجد آذانا صاغية من أجل إنقاذ ساكنة الدوار التي تتطلع إلى حل جذري لهذه المعضلة. ما يحزّ في النفس، يضيف (ي.ب) أن مجموعة من الدواويرالتابعة للجماعة، استفادت عدة مرات من برنامج فك العزلة، فيما ظلت ساكنة دوار أولاد العربي (فرع أولاد سلام) محرومة من الوصول إلى المرافق الحيوية جرّاء انعدام الطريق، بل حتى دفن موتاها صار مأساة أخرى تنضاف لمأساة الفقدان، ولا يتعلق الأمر هنا سوى بتحجير مسلك ترابي، وهذا أضعف الاهتمام ، لهذا يأمل سكان ولاد سلام أن يُنْظَر إلى معاناتهم بعين المسؤولية، لإخراجهم من حالة العزلة والتهميش التي يعيشونها منذ عقود.