أعادت قضية طلب صلاح الدين بصير لاعب الرجاء البيضاوي والمنتخب الوطني لبقعة أرضية من الملك محمد السادس خلال الاستقبال الذي خص به جلالته فريق الرجاء البيضاوي بعد نهاية كأس العالم للأندية، سؤال اقتصاد الريع إلى الواجهة وجشع الرياضيين، علما أن الوضع الاجتماعي لأغلبهم يبقى متميزا قياسا مع العديد ممن يستحقون حقا طلب المساعدة، فماذا ترك بصير وغيره من الرياضيين، الذين حصلوا على العديد من الامتيازات وراكموا ثروة من خلال استثمار أموالهم التي جنوها طيلة مسارهم الرياضي وعن طريق الإكراميات التي حصلوا عليها، للعديد من أبناء هذا الوطن من حملة الشهادات الجامعية الذين يعاني أغلبهم الفاقة وقلة ذات اليد بعد سنوات من التحصيل العلمي؟ وقد سبق وكشفت لائحة المستفيدين من الرياضيين ((51 من رخص النقل (الكريمات) التي نشرتها وزارة النقل والتجهيز، استفادة أسماء رياضية معروفة منها من مازال يمارس ومنها من غيّر وجهته صوب الاستثمار في المقاهي ومشاريع البناء، كما استفاد العديد منهم من أراضي فلاحية، ومنهم من تم دمجهم في أسلاك الوظيفة العمومية ليرتقي في سلالم وظيفية يكافح فيها الموظفون عشرات السنين ليحصلوا عليها رغم شهاداتهم الجامعية وأقدميتهم. وإذا كانت الآراء تختلف حول هذه القضية بين مؤيد حول أحقية هؤلاء لما «قدموه» للوطن وبين من يعتبرون أن ذلك يفتح المجال واسعا حول اقتصاد الريع الذي لا يؤسس لمواطنة حقة، يبقى السؤال حول استفادة هذا الوطن مما جناه هؤلاء الرياضيون من أموال دافعي الضرائب بعد اعتزالهم، خاصة وأن استثماراتهم اقتصرت على إقامة مشاريع تجارية كالمقاهي والمطاعم والعقار ومحلات الألبسة الرياضية، أي في مشاريع مربحة وآمنة، دون أن يستفيدوا من الدروس الإنسانية التي يقدمها رياضيون أجانب. نماذج من الرياضيين الحقيقيين الأرجنتيني ليونيل ميسي قام عام 2007 بافتتاح مؤسسة خيرية تحمل اسمه بفرعين أحدهما في مسقط رأسه (مدينة روساريو الأرجنتينية) والأخرى في مدينة برشلونة الإسبانية محل إقامته، تعمل على دعم الأطفال الفقراء والمرضى مالياً ومعنوياً، كما تساعد في عمليات تعليم ورعاية البعض الآخر، وعُين ميسي سفيراً للنوايا الحسنة من قبل مؤسسة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة لقيامه بدعم حقوق الطفل في شتى المجالات، وقدم هبة بقيمة 600 الف أورو لإعادة بناء جزء من مستشفى للاطفال في مسقط رأسه روزاريو، وجزء آخر لتجديد قاعة السرطان في مستشفى الاطفال «فيكتور فيليلا دي روزاريو»، ولتمويل سفر الاطباء كي يتمكنوا من أخذ دورات في مدينة برشلونة الاسبانية. وكان ميسي قد انشأ جمعية تحمل اسمه في روزاريو، وقدم هبة بقيمة 150 ألف أورو لإعادة بناء مركز رياضي في أحد الأحياء الفقيرة للمدينة البالغ عدد سكانها 1.2 مليون نسمة. الأرجنتيني خافيير زانيتي تكفل بمصاريف عدد كبير من أطفال الأرجنتين أثناء فترة الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد في عام 2001، حيث أسس مع زوجته باولا لينشين مؤسسة تحمل اسم «بوبي» لرعاية الأطفال الفقراء، كما اختير سفيراً للفيفا في أحد مشروعاتها بالأرجنتين، وأنشأ مع مواطنه كامبياسو مؤسسة لمساعدة وتدريب الأطفال الذي يعانون من مشاكل في العزلة الاجتماعية والذين يواجهون صعوبات في التنسيق الحركي. البرتغالي كريستيانو رونالدو يشارك في دعم جزيرة ماديرا (مسقط رأسه) بملايين الدولارات سنوياً، كما يواظب على المشاركة بمقتنياته في المزادات التي تذهب عوائدها لأعمال الخير، وشارك مع زميله في ريال مدريد إيكر كاسياس في حملة لتدريب المسنين ورفع مستوى لياقتهم حتى يتغلبوا على الأمراض المتعلقة بتقدم العمر. ديفيد بيكهام تبرع بيكهام ب3.1مليون إسترلينى أي ما يمثل 5.4 % من مجموع دخله وزوجته. وأكدت فيكتوريا أنها وزوجها فى نعمة عظيمة ويشعران بضرورة ان ينشأ أولادهم الثلاثة على فهم أهمية مساعدة الناس الأقل حظا منهم ولذلك يقدمان ما يستطيعان كلما أمكنهما ذلك. لاعب الغولف العالمي تيغر أسس مؤسسة تيغر وودز الخيرية مع والده أيرل والتى توفر منحاً وبرامج للأطفال الفقراء، كما أنه يدير حفلات سنوية لجمع التبرعات يحييها كبار النجوم مثل ستينغ وبون جوفى وستيفى وندر، جمع خلالها أكثر من 5.6 مليون إسترليني، ودفع بطل الغولف مؤخرا 6 ملايين إسترلينى لمؤسسته وهو ما يساوى 9 % من دخله السنوي. المهاجم الدولي المالي فريدريك كانوتيه عرف عنه إنفاقه على العديد من المشاريع الخيرية في بلاده، كما قام عام 2004 بافتتاح مؤسسة تحمل اسمه هدفها مساعدة الفقراء في قارة إفريقيا عن طريق إقامة المشروعات الصغيرة وجمع التبرعات، ودفع عدة ملايين لشراء قطعة أرض في إشبيلية، ومنع هدم مسجد مقام عليها، ثم أعلن أن هذه الأرض وقفاً للمسلمين الذين يصلون في هذا المسجد. وأوضح اللاعب الذي حاز على كأس الاتحاد الأوروبي مع فريق إشبيلية في نسختي 2006 و2007، بأن جمعيته وصلها نداء من شاب فقيراسمه « آدم عمران «معاق (مصاب بشلل دماغي)، فتكفل بتغطية النفقات الطبية. كما أسّس « ملجأ «ببلده يأوي الأيتام ويوفر لهم الرعاية اللازمة من مأكل وملبس وعلاج وتعليم...ضمن مشروع أطلق عليه تسمية «سكينة». ديدييه دروغبا مهاجم فريق تشيلسى الإنجليزى، أنشأ مشروعا خيرى ببناء مستشفى فى مدينة أبيدجان الإيفوارية تصل تكاليفه إلى 3 ملايين جنيه إسترلينى، وخصص النجم الإيفوارى كافة عوائده من الإعلانات، لدعم مؤسسته الخيرية التى ستتكفل ببناء المستشفى مكتفياً براتبه الذى يتقاضاه كلاعب. صامويل إيتو يملك مؤسسة خيرية خاصة بمساعدة الأطفال المحتاجين. مايكل إيسيان قام بتأسيس جمعية خيرية لجمع التبرعات ومساعدة الفقراء فى مدينة « أكرا «، بسبب وفاة شقيقه الذى كان يبحث عن الماء لأسرته، وذهب ضحية للفقر والمجاعات التى اجتازت القرية الفقيرة مسقط رأس إيسيان. نوانكو كانو قام بإنشاء مستشفى كبير لعلاج مرضى القلب بعد محاربته للمرض الذى كان سيقضى على حياته أثناء مسيرته مع آرسنال. باتريك فييرا لم ينس الفرنسى ذو الأصول السنغالية المدينة الفقيرة التى ولد بها حيث أسس أكاديمية كبيرة لتعليم كرة القدم للأطفال الفقراء فى العاصمة داكار بالسنغال. يايا توريه قام لاعب الوسط الإيفوارى بمساعدة شقيقه حبيب كولو توريه بدفع مبلغ ضخم لتأجير شاحنات كبيرة تنقل الطعام والملابس لأهل بلده الذين عانوا من الحروب الأهلية، ويدرس حاليا إنشاء مؤسسة خيرية كبيرة تحارب الجوع والفقر وتساعد أهل مدينته الفقيرة التى نشأ فيها هو وشقيقه. للفنانين نصيب من العمل الخيري تجاوز اسم الأمريكيين أنجلينا جولى وبراد بيت المجال الفني بعد أن أصبحا نموذجا في العمل الخيري بعد أن خصصا أموالا طائلة لدعم الدول التي تتعرض للكوارث الطبيعية كزلزال هيتى الذى راح ضحيته 250 ألف نسمة، وفيضانات باكستان. وشارك براد بيت فى إعادة إعمار نيو أورليانز عقب إعصار كاترينا فى 2005 حيث تبرع ب 25.3 مليون إسترلينى وشارك فى حملة مع أنجلينا لجمع المزيد من التبرعات الدولية. كما يوجه المغني إلتون جون جزءاً كبيراً من دخله لصالح الإيدز، إذ بلغت حصيلة تبرعاته 9.32 % من دخله أى ما يعادل 18 مليون إسترلينى تبرع بها لأهداف طبية وإنسانية وفنية. ولم تنس الأديبة جية كية رولينج مؤلفة هارى بوتر أيام الشتاء والتقشف فى أدنبره، لذلك أسست عام 2000 صندوقا خيريا ورصدت له ميزانية سنوية 5 ملايين إسترلينى لمكافحة الفقر وعدم التكافؤ الاجتماعي، كما أسست جمعية لوماس الخيرية التى تعمل لحماية أكثر من مليون طفل من المنبوذين فى دور رعاية فى وسط وشرق أوروبا، وتبرعت ب5.6 مليون إسترلينى مما يشكل حوالى 23 % من دخلها. وتبرعت أوبرا وينفرى مقدمة برامج التوك شو الأكثر شهرة فى العالم وفى تاريخ التليفزيون ب5.32 مليون إسترلينى للعديد من القضايا منها مدرسة البنات التى أنشأتها فى جنوب إفريقيا عام 2007 ب26 مليون إسترلينى لمكافحة الفقر بالتعليم. وجمعت تبرعات بلغت 7 ملايين إسترلينى لضحايا إعصار كاترينا وساهمت بمبلغ 5.6 . وقام الممثل جورج كلونى بجمع أموالً لضحايا الحادى عشر من سبتمبر وضحايا تسونامى بآسيا عام 2004 وزلزال هيتى عندما نظم حملة «الأمل من أجل هيتى الآن» وساهم فيها ب650 ألف إسترليني. وبلغت إجمالى تبرعاته 3.1 مليون إسترلينى مما شكل 5.10 % من دخله السنوي. وتبرعت مادونا ب325 ألف إسترلينى لضحايا زلزال اكيلا فى ايطاليا عام 2009 حيث تنحدر أصولها العائلية من المنطقة. وساهمت بنفس القدر لصالح الجمعيات الخيرية فى ملاوى التى أسستها عام 2006 لمساعدة مايقرب من مليون يتيم فى الدولة الإفريقية. وعندما فازت بقضية تعويضات ضد صحيفة نشرت صور زفافها الخاصة على المخرج جاى رتيشى وكسبت تعويضا بلغ 5،2 مليون إسترلينى تبرعت بها كلها لصالح الجمعية فى ملاوي. نجم أكس فاكتور ويرعى سيمون كويل صاحب فكرة اثنين من أكبر عروض التليفزيون إكس فاكتور وموهوبى بريطانيا، جمعيات خيرية عديدة منها رابطة الأطفال المرضي، ويدعم جمعيات حماية الحيوان ومنها الجمعية الملكية لمنع العنف ضد الحيوانات. وبعد زلزال هايتى ساهم فى جمع تبرعات بلغت مليون إسترلينى لجهود الانقاذ. وبلغ اجمالى مساهماته 5.4 مليون إسترليني، أى ما يعادل 5.8 % من دخله السنوي، مما يجعله واحداً من اكثر نجوم العالم كرما وعطاء. بطل تيتانيك وساهم نجم ليوناردو دى كابريو بطل فيلم تيتانيك بجزء من أمواله فى حملاته لحماية البيئة. وأنشأ مؤسسة ليوناردو دى كابريو الخيرية عام 1998 . وتبرع ب650 ألف إسترلينى لمساعدة ضحايا زلزال هايتي، كما دعم حملة لمنع انقراض النمور. ويأمل من خلال عمله مع صندوق الحياة البرية الدولى فى جمع 13 مليون إسترلينى لإنقاذها. بلغ اجمالى تبرعاته 3،1 مليون إسترلينى أى 1،7 % من دخله السنوي.