أثارت قضية احتلال سكن وظيفي بثانوية الزرقطوني التأهيلية من طرف رئيس مصلحة التخطيط بنيابة التعليم بمراكش احتجاجات عدد من المساعدين التقنيين منخرطي النقابة الوطنية للتعليم العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل ، مستنكرين استمرار مسلسل احتلال مسؤولي هذه النيابة وهيمنتهم على السكن الوظيفي بهذه المدينة ، وحسب ما تشير إليه وثيقة رسمية صادرة عن أكاديمية مراكش الجهوية للتربية والتكوين تسلمت جريدة الاتحاد الاشتراكي نسخة منها من هؤلاء المساعدين التقنيين فإن هذا الموظف قد احتل هذا السكن الوظيفي المسجل تحت الرقم المخزني 3 /U / 2251 منذ تاريخ : 18 / 06 /2008 ، مما جعل المتضررين من هذه القضية يجدون في البحث عن مدى حقيقة ما تضمنته هذه الوثيقة ، حيث فوجئوا بما لم يكن في حسبانهم بعدما تأكد لهم بأن مدير الأكاديمية السابق قد بعث إلى الوزارة الوصية بتاريخ : 01 / 10 / 2009 بمعلومات خاصة بمحتلي المساكن الوظيفية التابعة إلى نيابة مراكش ، حين اكتشفوا من خلال لائحة هذه المعلومات أن المحتلين لهذه المساكن بصفة غير قانوية التي تم تحيينها سنة 2013 من طرف وزارة التربية الوطنية، تضم أسماء 23 موظفا جلهم من رؤساء المصالح أو المكاتب السابقين أو الحاليين بنيابة التعليم بمراكش ، حيث أن منهم من تمت إحالته على التقاعد أو شمله الإعفاء من المهمة أو انتقل من نيابة مراكش إلى نيابة أخرى أو يحتل هذا السكن على غرار سابقيه بدون موجب حق أو سند قانوني ، ناهيك عن تحايل أغلبهم على القانون، حيث انتحلوا صفة مهمة مساعد تقني انسجاما مع ما ورد من شروط ومعايير في المذكرة الوزارية رقم 40 الصادرة بتاريخ : 10 مايو 2004 في شأن تدبير المساكن الإدارية والوظيفية المخصصة لوزارة التربية الوطنية ، الشيء الذي مكنهم بحكم تواجدهم بمركز القرار بنيابة مراكش، من أن يحرموا مساعدين تقنيين من الاستفادة من مساكن داخل مؤسسات تعليمية تتواجد بمواقع جغرافية استراتيجية بالمدينة يمكن ، حسب مواصفات بناياتها ، أن تجعل هؤلاء المساعدين التقنيين وأسرهم ينعمون بعيش كريم ، لكن المحتلين لهذه المساكن من مسؤولي تدبير الشأن التعليمي بنيابة مراكش، حالوا دون ذلك على حد قول أحد المتضررين، لأن شعارهم الدائم لشدة إيمانهم بالهيمنة على السكن الوظيفي المثل الدارجي القائل :« خيرنا ما ياكلو غيرنا» ، مستغلين غياب لجن إسناد هذا النوع من السكنيات لهذه الفئة من الشغيلة المهضومة لهذا الحق نتيجة تقصير الجهات المعنية في القيام بواجبها في هذا الإطار ، مما شجع بشكل كبير المحتلين لهذا النوع من السكنيات التي تبلغ مساحات أغلبها 216 مترا مربعا أن تطالها أطماع الطامعين ، حيث تم احتلالها طيلة سنوات ولاتزال ، للأسف الشديد، محتلة إلى يومنا هذا رغم توفر محتليها على مساكن في ملكهم الخاص سواء داخل مراكش أو خارجه بإحدى المدن المغربية الأخرى ، ليدوم الشعار السائد فيما بينهم حسب ما أكده هؤلاء المتضررون قولة المثل : « زيادة الخير خيرين ، وبعدهم فليأتي الطوفان » ، لتستمر معاناة المساعدين التقنيين بناء على تصريحاتهم إلى جريدة الاتحاد الاشتراكي مع هذا الوضع الشاذ من جراء الحيف الذي لحقهم ، مما دفع بهم إلى كراء مساكن بالقرب من مقرات عملهم بأثمنة تفوق أحيانا طاقتهم المادية ، فتأثرت بذلك قفة عيشهم وبصفة عامة صعب عليهم ضمان حياة كريمة لهم ولأفراد أسرهم ، ومع ذلك تجدهم دائما بعد أداء جميع واجباتهم المهنية بكل إخلاص منشغلين وبكل تفان في غسل سيارات النيابة التي يركبها هؤلاء المحتلون للسكنيات الوظيفية داخل المؤسسات التعليمية بمراكش ، تعبيرا من خلال هذا العمل عن بعث أجمل رسالة وأبلغها من هذه الفئة المستضعفة إلى من يفهم فك تشفير معانيها من المسؤولين المحليين والجهويين والوطنيين من الجهات المعنية بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بالمغرب .