يجري حاليا بإقليم تاونات، إعداد الخريطة الجهوية والتصميم المديري للهشاشة التي تهدف بالأساس إلى ملامسة عمق المشاكل التي تعاني منها الفئات الهشة والمعرضة للإقصاء الاجتماعي على مستوى الإقليم ومعرفة أسبابها مع تقديم الحلول والتصورات العملية الكفيلة بمعالجتها . وترتكز هذه الدراسة العلمية، التي تم تقديم خطوطها العريضة خلال الاجتماع الذي عقدته مؤخرا اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بمقر عمالة تاونات، على إحصاء الفئات الهشة وتشخيص واقع حالها وإعداد برنامج المشاريع ذات الأولوية المناسبة لها . واستعرض ممثل مكتب الدراسات الذي أنيطت به مهمة إعداد هذه الدراسة خلال هذا الاجتماع، السياق العام والسياق الجهوي الذي يتم فيه إنجاز هذه الدراسة العلمية والنتائج المرتقبة منها ومنهجية العمل التي تقوم عليها بالإضافة إلى المراحل التي سيتم اعتمادها . وقال إن هذه الدراسة تهم بالخصوص الفئات التي تعاني من الهشاشة على مستوى الإقليم ، خاصة النساء في وضعية هشاشة قصوى والشباب بدون مأوى وأطفال الشوارع والأطفال المتخلى عنهم، بالإضافة إلى الأشخاص المختلين عقليا والعجزة والمتسولين والمرضى والمدمنين وذوي الاحتياجات الخاصة والسجناء السابقين بدون موارد وغيرهم . وأوضح أن الخريطة الجهوية والتصميم المديري للهشاشة التي سيستغرق إنجازها 10 أشهر ، تتوزع على أربع مراحل هي التشخيص والتخطيط وإعداد نظام المعلومات الجغرافي والتكوين والإعلام، مشيرا إلى أن هذه الخريطة تروم بالخصوص الوقوف على المشاكل التي تعاني منها هذه الفئات ومعرفة أسبابها وتقديم برامج ومخططات معالجتها وفق مقاربة علمية دقيقة . وأكد عامل إقليم تاونات ورئيس اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية حسن بلهدفة، خلال هذا الاجتماع الذي حضره إلى جانب أعضاء اللجنة، ممثلو جمعيات وهيئات المجتمع المدني التي تنشط في مجال محاربة مظاهر الهشاشة والإقصاء الاجتماعي، على أهمية مرحلة التشخيص لدورها الريادي في صياغة النتائج المنتظرة من هذه الدراسة التي يجب أن تكون أكثر قربا من الواقع . وشدد على أهمية تضافر جهود جميع المتدخلين والمعنيين من أجل إنجاح هذه الدراسة التي تستهدف تحديد ما يجب القيام به مستقبلا لفائدة الفئات المستهدفة من أجل التخفيف من معاناتها من خلال برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي حققت إنجازات هامة في هذا المجال . وأكد أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية جعلت من خلال مختلف برامجها الاهتمام بالعنصر البشري ورعايته والنهوض بأوضاعه الاجتماعية وصيانة كرامته، في صلب فلسفتها وأهدافها، مذكرا بمختلف التدخلات التي تمت في هذا الإطار عبر برنامج محاربة الهشاشة الذي يهتم بالفئات الاجتماعية المعوزة التي تعيش في وضعية هشاشة والذي عرف توسعا خلال المرحلة الثانية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ( 2011 2015 ) ليشمل فئات أخرى. يشار إلى أن عدد المشاريع التي تم إنجازها بإقليم تاونات خلال الفترة الممتدة ما بين 2005 2013 في إطار برنامج محاربة الهشاشة على مستوى إقليم تاونات ، بلغ ما مجموعه 47 مشروعا همت بناء وتجهيز عدة مراكز استقبال من بينها مركز التربية والتكوين وإدماج المرأة في وضعية صعبة ببلدية تيسة ومركز بيت الرحمة للأطفال المتخلى عنهم ببلدية تاونات بالإضافة إلى بناء وتجهيز دور الطالب والطالبة التي يبلغ عددها 42 مؤسسة بالإقليم . كما توجد مجموعة من المشاريع الأخرى في طور الإنجاز، منها بناء مركز اجتماعي لفائدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ببلدية قرية ابا محمد ومركز تصفية الدم لفائدة مرضى القصور الكلوي ببلدية تاونات وغيرها .