يومُ فاس، حسب رئيس المنتدى الجهوي للمبادرات البيئية بجهة فاس بولمان ، هو محطةٌ سنوية للتساؤل والمساءلة عما أبقينا عليه من فاس، الحاضرةِ الزاهرةِ الزاهية، الرائدةِ العالمة، وما صنعناه بفاس المكتظة العامرة، التائهة الشاردة، وهو باستمرار يَجْبَهُنَا بالسؤال الكبير عما سَنُورِّثُهُ من فاس للأجيال الصاعدةِ والقادمة. وحسبه دائما ، فإن هذا السؤالُ الْمُلِحّ هو الذي أملى شعارَ الدورة الأولى فكان: «فاس عبق التاريخ ورهان الاستدامة» وشعارَ الدورة الثانية فكان « فاس الألفية الثالثة أي تصور؟» والثالثة « فاس ورهان تأهيل النقل والتنقل» «هل لفاس أن تؤول مجدداً إلى قطبٍ حضاري متميز؟» سؤال لا يكف المنتدى الجهوي للمبادرات البيئية بفاس عن طرحه . وخلال يوم فاس في دورته الرابعة (4 يناير 2014) اعتبر رئيس النادي أن اليوم « مُسْتلهَمٌ من أيامٍ موضوعاتية دأبت الإنسانية في العقود الأخيرة على إحيائها تكثيفاً للوعي، وإبرازاً للأهمية وحثاً على مراجعة الذات وتصحيح الممارسة، فكان منها يومُ الأرض ويوم الماء ويوم الكتاب ويوم البيئة ويوم حقوق الإنسان وأيامٌ أخرى تَنِدُّ عن الحصر وكلُّها تُثير الانتباه وتستوجبُ الاهتمام . يوم فاس الذي تحتفي به العاصمة العلمية كل سنة هو مُوَثَّقٌ بمرجعياتٍ تاريخية تتحدث عن رابع يناير من سنة 808 م يوماً للشروع في بناء فاس». وعندما يتساءل المنتدى عن فاس فهو يأبى إلا أن يتعامل مع فاس كَوحْدَة، كقطبٍ حضاري حقق التميز وراهن عليه باستمرار، هو إذن تساؤل يُنصف الماضي، ولكنه ينزعج من الحاضر، وفي الآن ذاته يستنهض الْهِمَم وَيضعُ الجميع أمام مسؤوليتهم في صناعة المستقبل: في تخيله وإبداع رؤيته والتخطيط له والسعي الجاد والدؤوب للانتقال به من التصور المأمول إلى الواقع الملموس. ولنا أن نقول إنه لا يخص فاساً لوحدها ، وإنما يَعُمُّ كل مدينة تعتز بالأصالة، وتتوق في الآن ذاته إلى استعادة التوازن وتحقيق الاستدامة، في عالم يموج بالحركة والتحولات، تنامى لديه الوعي وصار مدعواً لمواجهة الاختلالات والتحديات. هذا التساؤل الملح والهاجس الملازم يصر المنتدى على نقله إلى نخبة من المسؤولين والمهتمين، فكانت له مقاربات منها ما يُشكل أرضية، ومنها ما يُقدم إضافة، لِتؤولَ الكلمة إلى الجميع إغناءً للحوار. يومُ فاس إذن مكسبٌ لفاس، وقَّعتْ إعلانَهُ طليعة مؤسسات فاس، فصار عهداً عليها تخليدُه، وصار مناسبةً للحضور والاستحضار، استدعاءً لأطياف الماضي، ومعاينةً لمعالم الحاضر، ورسماً لملامح المستقبل».