تحت شعار« هل لفاس أن تؤول مجددا إلى قطب حضاري متميز ؟ » نظم المنتدى المغربي للمبادرات البيئية مؤخرا بتنسيق مع فعاليات جمعوية بقصر المؤتمرات «يوم فاس» في دورته الرابعة، وهو اليوم الذي وقعت إعلانه مختلف مؤسسات فاس، من وال فاس ورئيس مجلس جهة فاس ورئيس مجلس عمالة فاس ورئيس المجلس الجماعي ورئيس المجلس العلمي وكذا رئيس المنتدى المغربي للمبادرات البيئية بتاريخ 4 يناير2011، إذ أعلن الموقعون على وثيقة يوم فاس أنهم يتطلعون إلى أن تستانف فاس دورها الريادي الحضاري ورسالتها العلمية والثقافية وان تصبح قطبا حضاريا متميزا في إطار حكامة جيدة هادفة . وقد أكد ذ عبد الحي الرايس في كلمته باسم المنتدى أن فاس وإن عرفت عددا من المنشآت والمبادرات إلا أنها تئن تحت وطأة هجمة الاسمنت واختناق المرور واختلال العمران وتراجع الغطاء الأخضر وتلبد السماء بالعوادم والدخان المتصاعد، إضافة إلى ظواهر أخرى اجتماعية وأمنية واقتصادية وإدارية تعيقها عن تحقيق النموذج المنشود ، وأضاف قائلا « أيحق لفاس ان تراهن على التميز بعد أن صار يوم يناير يومها السنوي تلتئم فيه ثلة من أبنائها الغيورين عليها ليحلموا بغد أفضل وفاء لتراثها وتصحيحا لعثراتها ، أخذا بلازمة العصر« اقتصاد اخضر، نقل اخضر، جامعة خضراء، إدارة خضراء ومدينة خضراء» ، وسيظل التصور الأمثل والرهان الأكبر أن تفعل الإدارة ويلتئم شمل الحكامة لإعداد استراتيجية النهوض بفاس لتصبح مجددا مدينة مستدامة خضراء». وخلال المناقشة تدخل عدد من المهندسين المعماريين من بينهم أمين الرايس استاذ بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بالرباط و ذ جواد كنوني وقيدوم المهندسين المعماريين بفاس ذ. اشتير ، حيث تحدثوا عن عبقرية الصانع المغربي وحكمته وذوقه الرفيع في هندسة الدور والقصور والأزقة والأسواق بفاس مما جعل فاس تحفة معمارية قل نظيرها في العالم ،كما تحدثوا عن ذكرياتهم بهذه المدينة الخالدة . من جهته وجه كل من المهندس المعماري جواد كنون وكذا السيد ايشتير نقدا لاذعا لتصاميم التهيئة التي عرفتها فاس في مرحلة ما بعد الاستقلال حيث تم القضاء على البساتين والحقول المحيطة بفاس إذ لم يكن هناك تخطيط عمراني محكم وبدل البناء في الأعالي وخاصة جبل زلاغ وتغات وجه البناء إلى الأراضي الفلاحية الشيء الذي جعل من فاس حاليا «مدينة مبدونة» نظرا لعدم التناسق والجمالية في العمران حيث ساد عنصر المحاباة عند إعداد تصاميم التهيئة سواء القديمة او التي هي في طور المصادقة ، حيث طغت المصالح الشخصية على المصلحة العامة . وبالإضافة إلى هذه الملاحظات الهامة التي جاءت على لسان ذوي الاختصاص فقد انصبت مداخلات المجتمع المدني الذي غصت به القاعة على عدد من القضايا التي تعيق نهضة فاس وانصبت تدخلاتهم على القضايا الاجتماعية والهجمة الشرسة على الأراضي الفلاحية وهجرة النخبة من أبناء فاس إلى مدن أخرى دون المبالاة بمدينة الآباء والأجداد.