في شموخ عائلة عراقية أصيلة، وعلى امتداد مراحل عدة موسومة بالالتزام السياسي لجني ثمار الانعتاق من كل مخلفات الاستعمار وسنوات الرصاص، والارتقاء بالمستوى المعيشي لكل أبناء الوطن، كان حضور الراحل إدريس العراقي جليا ضمن خلية عائلية نذرت فروعها للسخاء المطلق واللامشروط ضمن لعبة الظهور والتمظهر التي هيمنت على تفاعل وموقف العديد من الأسماء والرموز التي كانت تشكل النخبة السياسية عندنا خلال مرحلة ما بعد الاستقلال. هذه النخلة العراقية الاستثنائية والمتميزة في تركيبتها تتراءى الآن لنا كواحة واعدة، وبشكل دائم، لاستنبات وتخصيب ما تبقى فينا من إدراك وتفاعل من قيم الوطنية والاشتراكية والنضال ضد كل أشكال التمصلح والانتهازية. لنعرج عليهم جميعا بعض الشيء: - إنه الشقيق الأكبر النقيب المحامي المرحوم جواد العراقي، الحاضر دوما كمحام مؤازر في كل المحاكمات السياسية وفي مقدمتها محاكمة 1963 ، حيث كان في مقدمة هيأة الدفاع عن الأستاذ عبد الرحمن اليوسفي والفقيه محمد البصري ورفاقهم. - شقيق بهية العراقي، الزوجة والرفيقة في الحياة وفي النضال وفي المنافي للمناضل أيت قدور. - شقيق ثريا العراقي زوجة ورفيقة شقيقنا سيد أحمد شنتوف الذي قاسمنا، ولا يزال، حلمنا المغاربي. - شقيق المناضلة راضية العراقي زوجة المناضل محمدي فهيم ورفيقة ورئيسة ديوان ثريا جبران بوزارة الثقافة. - شقيق العزيز عزيز العراقي - نائب رئيس الاتحاد الوطني لطلبة المغرب إلى جانب الرئيس عبد اللطيف المنوني - أحد مؤسسي الشبيبة الاتحادية وعضو أول مكتب وطني لها إلى جانب الكاتب العام عبد الهادي خيرات - تحمل عدة مهام داخل حزب القوات الشعبية - أستاذ جامعي بارز - كاتب عام للنقابة الوطنية للتعليم العالي - نائب رئيس الجماعة المحلية لأكدال بالرباط رفقة الرئيس حفيظ بوطالب وإلى جانب زوجته المناضلة فاطمة بلامين - الساعد الأيمن لفتح الله ولعلو كوزير للاقتصاد والمالية مدة عشر سنوات. هكذا وعبر كل هذه المسارات ظل المرحوم، إدريس العراقي، رمزا للتواضع والنزاهة والتفاني في خدمة الصالح العام. السؤال الآن وبعد هذا الرحيل المباغت، وبالرغم من حتمية الفناء التي لا مفر منها، أما كان عليك أيها الموت أن تتمهل ولو قليلا لتمنحنا بعض الوقت للإبقاء على هذه السعفة الوارفة في شكل وجوهر هذه النخلة العراقية التي صمدت في وجه العواصف، عبر أصعب مراحل الزمن السياسي ببلادنا. السلام عليك أخانا إدريس العراقي حيا وميتا، وعزاؤنا لكل أفراد العائلة وفي مقدمتهم زوجتك فاطمة بلامين وأنجالك حاتم وبثينة والمهدي.