أدانت الجمعية الأمازيغية "أمغار للثقافة والتنمية" بخنيفرة، وبشدة، ما وصفته ب "التصريحات العنصرية المقيتة للمقرئ أبو زيد الإدريسي المهينة للأمازيغ"، كما شجبت موقف قيادي العدالة والتنمية "المرتكز على مرجعية عرقية تسقط في فكرة الهوية الثابتة والمنغلقة تحت غطاء الدين الإسلامي البراء من ذلك"، ولم يفت الجمعية التأكيد على "أن تصريحات قيادات حزب العدالة والتنمية تصب في اتجاه خدمة الفكر الوهابي التكفيري، وتنزع نحو إشاعة ثقافة عنصرية استئصالية لفائدة أجندات خليجية تكن عداء تاريخيا للأمازيغية، وتسعى إلى تمزيق نسيج الوحدة المجتمعية في المغرب كما دأبت على ذلك في عدة بلدان على المستوى الإقليمي"، تقول الجمعية في بيان لها حصلت "الاتحاد الاشتراكي" على نسخة منه. وفي ذات بيانها طالبت الجمعية من حزب العدالة والتنمية ب "تقديم اعتذار رسمي عما صدر عن قياداته، وبالخصوص عن المقرئ أبو زيد، واتخاذ إجراءات صارمة في حقه، مع إصدار موقف صريح وواضح من الأمازيغية"، كما طالبت من الدولة المغربية ب "العمل بشكل جدي ومستعجل على تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية وتجريم كل ما من شأنه إهانة الأمازيغ"، معتبرة ما صدر عن النائب البرلماني والقيادي في حزب العدالة والتنمية، المقرئ أبو زيد الإدريسي، "مسا بكرامة الأمازيغ وضربا في العمق لما أنتجه المجتمع المغربي من قيم التسامح واحترام اختلاف الآخر في إطار ثقافة الانسجام والتعايش"، تضيف في بيانها الذي أكدت فيه اطلاع مكتبها على مقطع فيديو، يتداوله نشطاء التواصل الاجتماعي على الأنترنيت، للنائب البرلماني والقيادي في حزب العدالة والتنمية، المقرئ أبو زيد الإدريسي، من محاضرة ألقاها بالسعودية تحت عنوان "هويتنا وأثر منطلقاتها على الواقع الإنساني"، والتي أقحم فيها نكتة سمجة عن الأمازيغ تصفهم بالبخل. وعلى خلفية ذلك سجلت الجمعية "أن هذه التصريحات ليست الأولى من نوعها، فقد سبقتها مواقف مشابهة من طرف قيادات إسلامية محسوبة على نفس التنظيم السياسي أو جناحه الدعوي، الإصلاح والتوحيد"، حيث ذكَّرت بإحدى المهرجانات الانتخابية، التي سخر فيها الأمين العام لحزب العدالة والتنمية والرئيس الحالي للحكومة، عبدالإله بنكيران، من الأمازيغية وحرفها تيفيناغ وشبهها ب"الشينوية"، وبعدها ندوة بقطر، وصف فيها الريسوني الحركة الأمازيغية بالنزعة العدائية الشديدة ضد العروبة والإسلام، مشيرا إلى أنها تقوم بأعمال هدامة ضد الدين وضد الوحدة الوطنية، وهو ما من شأنه، حسب رأيه، جر البلاد إلى حرب أهلية على شاكلة "الهوتو" و"التوتسي" بروتدا"، على حد بيان الجمعية. وزادت الجمعية فذكرت أيضا بيوم دراسي كان قد نظم، يوم 21 نونبر سنة 2012، بمجلس المستشارين في موضوع: "تدبير اللغات وتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية في ضوء الدستور الجديد"، عندما طالب وزير التعليم العالي، المحسوب على نفس الحزب، ب "إلغاء الكتابة بتيفيناغ في محاولة منه لإعادة ملف الكتابة بالأمازيغية إلى نقطة الصفر"، مضيفة بالتالي ما سجل خلال محاضرة نظمتها جمعية "فضاء الفتح"، المقربة من الحزب المذكور، في خنيفرة سنة 2012، حيث أشار فؤاد بو علي، القيادي في حزب المصباح، إلى "أن هدف دعاة الأمازيغية من موقفهم من اللغة العربية هو ضرب الدين الإسلامي ووحدة الأمة العربية والإسلامية"، حسبما استعرضته الجمعية في بيانها. ولم يفت الجمعية ذاتها القول بأن هذا جزء فقط من "جملة من المواقف لقيادات حركة الإسلام السياسي، ومسؤولي حزب العدالة والتنمية خصوصا، وهي تكشف عن أزمة ثابتة في خطابهم السياسي الإيديولوجي المبني على تبخيس الآخر الأمازيغي وإلصاق به صفات الخيانة والتآمر والكفر والبخل...إلخ"، الأمر الذي وصفته الجمعية ب "الحرب القذرة التي تتنافى مع نبل وروح الدين الإسلامي، والتي استعرت نيرانها مع وصول الإسلاميين إلى الحكم"، على حد بيانها. وصلة بالموضوع، أعلنت "جمعية أمغار للثقافة والتنمية" بخنيفرة عن ضم صوتها إلى أصوات الجمعيات والفعاليات الأمازيغية التي تعتزم رفع دعوى قضائية ضد المقرئ أبو زيد بتهمة العنصرية وإهانة الأمازيغ خلال محاضرته بالسعودية، مهيبة، في ذات بيانها، بكل الأمازيغ الشرفاء المنتمين إلى حزب العدالة والتنمية، "الذي ما فتئت قياداته تعبر عن مواقف عنصرية اتجاه المغاربة، اتخاذ مواقف جريئة ضد هذه السلوكات اللامسؤولة التي تهدد الإستقرار والوئام بين مختلف أطياف المجتمع المغربي"، تضيف الجمعية. ويشار إلى أن الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة "أزطا أمازيغ"، والمكونة من عدة جمعيات أمازيغية بالمغرب، كانت قد طالبت مجلس النواب برفع الحصانة البرلمانية عن المقرئ أبو زيد الإدريسي، و"اتخاذ ما يلزم من الإجراءات وفق ما تقتضيه المقتضيات القانونية ذات الصلة بالتمييز والعنصرية"، وندد المكتب التنفيذي للشبكة المذكورة، في بلاغ له، ما وصفه ب "المواقف العنصرية التي تعكس، في عمقها، حقيقة مضامين ومنطلقات المواقف السياسية والإيديولوجية لحزب العدالة والتنمية اتجاه الأمازيغية والأمازيغ بالمغرب"، ودعت إلى الاحتجاج ضد جميع أشكال التحريض على الكراهية، والعنف، والعنصرية.