بعد اطلاع مكتب جمعية أمغار للثقافة و التنمية بخنيفرة على مقطع فيديو، يتداوله نشطاء التواصل الإجتماعي على الأنترنيت، للنائب البرلماني والقيادي في حزب العدالة و التنمية، المقرئ أبو زيد الإدريسي، من محاضرة ألقاها بالسعودية تحت عنوان "هويتنا و أثر منطلقاتها على الواقع الإنساني"، أقحم فيها نكتة سمجة عن الأمازيغ تصفهم بالبخل، نسجل أن هذه التصريحات ليست الأولى من نوعها، فقد سبقتها مواقف مشابهة من طرف قيادات إسلامية محسوبة على نفس التنظيم السياسي أو جناحه الدعوي الإصلاح و التوحيد. و للتذكير، ففي إحدى المهرجانات الإنتخابية، سخر الأمين العام لحزب العدالة و التنمية و الرئيس الحالي للحكومة من الأمازيغية و حرفها تيفيناغ و شبهها ب"الشينوية". و في ندوة بقطر، وصف الريسوني الحركة الأمازيغية بالنزعة العدائية الشديدة ضد العروبة و الإسلام، مشيرا إلى أنها تقوم بأعمال هدامة ضد الدين و ضد الوحدة الوطنية، و هو ما من شأنه، حسب رأيه، جر البلاد إلى حرب أهلية على شاكلة "الهوتو" و "التوتسي" بروتدا. و خلال اليوم الدراسي الذي نظم يوم 21 -11- 2012 بمجلس المستشارين في موضوع: "تدبير اللغات و تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية في ضوء الدستور الجديد"، طالب وزير التعليم العالي المحسوب على نفس الحزب بإلغاء الكتابة بتيفيناغ في محاولة منه لإعادة ملف الكتابة بالأمازيغية إلى نقطة الصفر. و في محاضرة نظمتها جمعية "فضاء الفتح" المقربة من الحزب المذكور في خنيفرة سنة 2012، أشار فؤاد بو علي، القيادي في حزب المصباح، إلى أن هدف دعاة الأمازيغية من موقفهم من اللغة العربية هو ضرب الدين الإسلامي و وحدة الأمة العربية و الإسلامية. هذا غيض من فيض عن جملة من المواقف لقيادات حركة الإسلام السياسي، و مسؤولي حزب العدالة و التنمية خصوصا، و هي تكشف عن أزمة ثابتة في خطابهم السياسي الإديولوجي: تضخم الذات الإسلامية و تماهيها إلى حد الإنصهار مع العرق العربي، في مقابل تبخيس الأخر الأمازيغي الذي تلصق به صفات الخيانة والتأمر و الكفر و البخل...إلخ في ظل هذه الحرب القذرة التي تتنافى مع نبل و روح الدين الإسلامي، و التي استعرت نيرانها مع وصول الإسلاميين إلى الحكم، نعلن في جمعية أمغار للثقافة و التنمية ما يلي: ü إدانتنا للتصريحات العنصرية المقيتة للمقرئ أبو زيد الإدريسي المهينة للأمازيغ. ü شجبنا لهذا الموقف المرتكز على مرجعية عرقية تسقط في فكرة الهوية الثابتة و المنغلقة و ترسخ أطروحة هيمنة الذات العربية المتضخمة على الذوات و الثقافات الأخرى تحت غطاء الدين الإسلامي البراء من ذلك. ü تأكيدنا على أن تصريحات قيادات حزب العدالة و التنمية تصب في اتجاه خدمة الفكر الوهابي التكفيري و تنزع نحو إشاعة ثقافة عنصرية استئصالية لفائدة أجندات خليجية تكن عداء تاريخيا للأمازيغية و تسعى إلى تمزيق نسيج الوحدة المجتمعية في المغرب كما دأبت على ذلك في عدة بلدان على المستوى الإقليمي. ü مطالبتنا حزب العدالة و التنمية تقديم اعتذار رسمي عما صدر عن قياداته و بالخصوص عن المقرئ أبو زيد و اتخاذ إجراءات صارمة في حقه، و إصدار موقف صريح وواضح من الأمازيغية. ü مطالبتنا الدولة المغربية بالعمل بشكل جدي و مستعجل على تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية و تجريم كل ما من شأنه إهانة الأمازيغ. و إذ نعتبر أن ما صدر من النائب البرلماني والقيادي في حزب العدالة و التنمية، المقرئ أبو زيد الإدريسي، مسا بكرامة الأمازيغ و ضربا في العمق لما أنتجه المجتمع المغربي من قيم التسامح و احترام اختلاف الأخر في إطار ثقافة الإنسجام و التعايش، فإننا نضم صوتنا إلى أصوات الجمعيات و الفعاليات الأمازيغية التي تعتزم رفع دعوى قضائية ضده بتهمة العنصرية و إهانة الأمازيغ خلال محاضرته بالسعودية، و نهيب بكل الأمازيغ الشرفاء المنتمين إلى هذا الحزب الذي ما فتئت قياداته تعبر عن مواقف عنصرية اتجاه المغاربة، اتخاذ مواقف جريئة ضد هذه السلوكات اللامسؤولة التي تهدد الإستقرار و الوئام بين مختلف أطياف المجتمع المغربي. حرر بخنيفرة يوم 29 – 12- 2013 عن مكتب الجمعية