عن »دار نلسن«، صدرت الترجمة العربية لآخر دواوين الشاعر المغربي (نقله إلى العربية عيسى مخلوف وقدم له عبده وازن)، وفيه يدخل عميقا إلى الكتابة عن تجربة مرضه الأخير ومناخات الخوف والتردد والسؤال المستمر عن الحياة. كتاب عن هذه »المجاورة للموت«، وكأن الكتابة تأتي كمواجهة أخيرة في وجه هذا الوحش. كتابة هي أيضا »كعلاج« بمعنى قدرتها على المواجهة والنصر والانتصار للحياة. طابق جديد يبنيه اللعبي في عمارته الشعرية المميزة. الديوان، الذي كتبه اللعبي بعد شفائه من مرض ألم به وجعله وجها لوجه أمام الموت، «ينقل معنى الحياة والموت وما يجري بينهما..فكل شيء يحضر في الديوان ..جدلية التناقضات، المرض والشفاء، الجسد والروح، ويبقي للكلمة جسدا موجعا يتناثر في البهاء». يضع ديوان «منطقة الاضطرابات القارئ والكاتب معا «في عين العاصفة»، بوصفه «صرخة عبور الى الحياة الجديدة، وولادة من قلب رماد الذات ومن قلب اللغة والمعاناة». الديوان وليد لحظة مميزة في مسار إبداعي وإنساني، «لحظة عسيرة عانيت فيها من مشاكل صحية» بعدما كانت «المعاناة من قبل معاناة فكرية وآمال مجهضة « أضحت جسدية يعلق اللعبي. ويضيف أن «منطقة الاضطرابات» كتب في مرحلة «تأمل مغاير للحياة، للحب، للنضال، للقيم، و للتجربة الإنسانية...التأمل في مراحل الحياة العادية ..لحظة متميزة اكتشفت فيها الرهبة، وفي نفس الوقت أن ما يحدث في الكون مدهش..