أكدت رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا)، أمينة لمريني الوهابي، أنه من الضروري تطوير المقتضيات التي من شأنها توفير حماية أكبر للجمهور الناشئ في إطار تعامله مع الإعلام السمعي البصري، حتى يستفيد منه بالشكل الذي يحترم حقوقهم ويضمن كرامتهم. وأضافت لمريني الوهابي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش أشغال الاجتماع السنوي الثالث لسلطات تنظيم البث في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، أن موضوع حماية الناشئة في وسائل الإعلام السمعي البصري من القضايا المطروحة بحدة في سائر بلدان العالم، وذلك بالنظر للتحرير الواسع للقطاع، وما يقتضيه ذلك من إيجاد توازن بين حرية التعبير والاتصال، ومسؤولية المتعهدين بخصوص حماية حقوق المواطنين وخاصة الجمهور الناشئ. وأبرزت أن هذا الموضوع شكل إحدى الاهتمامات الرئيسية للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري منذ إحداثها، وهو ما يعكسه إدراج مقتضيات تحمي الجمهور الناشئ ضمن القانون السمعي البصري ودفاتر التحملات بالنسبة للمتعهدين بقطاع القطب العمومي وأيضا الخواص. وذكرت لمريني الوهابي، في هذا الصدد، بأن (الهاكا) أصدرت منذ سنوات، وبتشاور مع كافة الفاعلين، دليلا خاصا يضم مجموعة من المقتضيات التي تحدد الشروط التي يتعين احترامها في هذا المجال، والتي من بينها، على الخصوص، الشرائط التحذيرية التي تسبق أي برنامج تلفزيوني أو إذاعي. كما أن الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري وضعت في إطار إستراتيجية عمله، تقول السيدة لمريني الوهابي، مجموعة عمل للاهتمام بهذا الموضوع، لبحث كيفية حماية الجمهور الناشئ، من خلال الإعلام السمعي البصري، ومساهمة الهيئة في النهوض بحقوق الطفل من خلال الإعلام السمعي البصري. وبعد أن سجلت أن علاقة الأطفال بالإعلام تتخذ ثلاث صور تتجلى في كون الطفل إما متلقيا أو موضوع برامج في وسائل الإعلام أو فاعلا في برامج أخرى، أبرزت السيدة لمريني الوهابي أن تعامل هذه الشريحة من المجتمع مع وسائل الإعلام السمعي البصري تطورت في العصر الحالي، ما يستدعي الرفع من درجات حماية الأطفال. من جهة أخرى، دعت رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري إلى التفكير في كيفية تطوير تربية إعلامية، وجعل المدرسة تساهم في تحسيس الأطفال والشباب بفوائد ومخاطر الإعلام السمعي البصري، ومساعدتهم على تطوير حسهم النقدي اتجاه الأشياء المشاهدة حتى تكون لديهم حماية ذاتية قبلية. وبخصوص الاجتماع السنوي الثالث للمنتدى، المنظم على مدى يومين (19 20 دجنبر الجاري)، أوضحت لمريني الوهابي أن هذا اللقاء يعتبر إضافة نوعية في مسار تشكل منتدى سلطات تنظيم البث بالدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي. وأشارت إلى أن الرهانات التي تواجهها دول المنظمة تعد من الأهمية بمكان، ما يفرض على هيئات تنظيم البث تبادل الأفكار والتجارب، واستعراض الصعوبات والنجاحات من أجل تطوير الممارسة في هذا المجال، حتى تكون في مستوى المعايير الدولية، وذلك خدمة لقضايا القطاع السمعي البصري بدول المنظمة. ويشكل هذا الاجتماع مناسبة لتبادل التجارب والخبرات بين الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، في مجال تنظيم البث، وتعزيز الحوار بين الهيئات المعنية بقطاع الإعلام السمعي البصري، وبحث السبل والآليات الكفيلة بتطوير وتدعيم العمل الإعلامي بين الدول الأعضاء بالمنظمة في مجال تنظيم البث، والاطلاع على الممارسات الجيدة في هذا المجال من أجل الاستئناس بها. ويناقش المشاركون في هذا الاجتماع، المنظم، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، بمبادرة من الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، إلى جانب الموضوع الرئيسي المتعلق بحماية الجمهور الناشئ في وسائل الإعلام السمعي البصري، الجوانب التنظيمية المتعلقة بالمنتدى وخاصة ما يرتبط بدعمه واستمراره في أداء مهمته. يشار إلى أن هذا المنتدى، الذي تترأسه حاليا المملكة العربية السعودية ويوجد مقره بأنقرة بتركيا، تأسس سنة 2011 في أعقاب اجتماع وزراء الإعلام بجمهورية الغابون.