يدخل فريق الرجاء البيضاوي، ممثل الكرة المغربية والعربية والإفريقية، مساء اليوم نهاية كأس العالم للأندية من بابه الواسع، بعدما تخطى حواجز أوكلاند سيتي النيوزيلندي، بطل أوقيانوسيا، ومونتيري المكسيكي، بطل الكونككاف، وأتلتيكيو مينيرو البرازيلي، بطل أمريكا الجنوبية، ليواجه بالملعب الكبير لمراكش، العملاق البافاري، بايرن ميونيخ، بطل أوروبا. وإذا كان البايرن مرشحا بقوة لانتزاع اللقب العالمي في مواجهة الرجاء، بالنظر إلى فوزه بأربعة ألقاب خلال هذا الموسم، (عصبة أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبية و البطولة والكأس الألمانيين)، وكذا بالنظر إلى ما يزخر به من نجوم، يتقدمهم الفرنسي فرانك ريبيري، أحسن لاعب في أوروبا وألمانيا هذه السنة، وكذا الدوليين الألمان توماس مولير وشفانشتايغر وجيروم بوتينغ وفيليلب لام والحارس العملاق نويير والنمساوي دافيد ألابا والإسباني خافي مارتينيز والبرازيلي دانتي، وغيرهم من النجوم، غير أن الفريق البيضاوي قادر على تقديم أفضل العروض والوقوف ندا قويا لهذا الفريق الألماني، الذي بسط سيطرته في الآونة الأخيرة على عرش الكرة الأوروبية، متسلحا بدعم جماهيره التي ستحج بكثافة إلى ملعب مراكش، وكذا المعنويات المرتفعة للاعبيه، الذين سيدخلون المباراة من دون مركب نقص، تحت قيادة المدرب التونسي، فوزي البنزرتي، الذي أضاف لمسته على الأداء الرجاوي، وكان «قدام الربح على الفريق» كما قال أحد المسؤولين الرجاويين، في إشارة إلى قصر المدة التي تولى فيها مهمة الإشراف التقني على النسور، معوضا الإطار الوطني امحمد فاخر، قبل أربعة أيام من انطلاق هذه التظاهرة العالمية. وانتزع الفريق الأخضر إشادة العالم، وكان لاعبوه متألقين في المباريات الثلاث التي خاضوها حتى الآن، ويطمحون إلى مواصلة الإمتاع في هذه البطولة، التي كان فيها سحر الرجاء بينا وواضحا، حيث أضفى لسمة خاصة على دورة هذه السنة بشهادة كل المتتبعين. فبعد أن دخل هذه البطولة من الباب الخلفي، كممثل للبلد المضيف، وليس كبطل قاري مثل باقي الفرق الستة الأخرى المشاركة، قلب الرجاء كل التوقعات، وكتب فصلا باهرا في تاريخ الكرة المغربية، التي تعيش منذ سنوات الكساد، وبث الفرحة في قلوب ملايين المغاربة، الذين خرجوا إلى الشوارع احتفالا بتحليق النسر الأخضر إلى نهاية كأس العالم للأندية، ليكون أول فريق عربي وأول فريق تحتضن بلاده البطولة، يدرك هذا الانجاز، بإبداع وإمتاع، حيث تخطى أعرق المدارس الكروية عالميا، ونجح في كسر هيمنة الكرة اللاتينية على المباريات النهائية. ويعي المتتبعون أن خصم اليوم سيكون مغايرا لباقي الخصوم التي واجهها الفريق البيضاوي في هذه البطولة، وأنه مرشح فوق العادة لانتزاع اللقب، لكن السحر الذي أظهره أصدقاء العميد محسن متولي حتى الآن، يمكن أن يتواصل أمام بايرن ميونيخ، ويمكن أن يفجر أبناء البيضاء أكبر مفاجأة في تاريخ هذه البطولة. أملنا أن يقدم أبناء فوزي البنزرتي، الذي أعلن أن سر تألق الرجاء في هذه البطولة، هو قوة المعنويات والتضامن بين لاعبيه، أفضل العطاء، وحتى إن عجزوا عن الصمود أمام قوة الفريق الألماني، فيكفي ما حصلوا عليه، ولهم شرف خوض المباراة النهائية، لكننا نطالبهم بان يلعبوا الكرة ويبدعوا في ذلك، حتى يؤكدوا ان الكرة المغربية ليست عقيمة، وان اللاعب المغربي قادر على التألق متى توفرت له الشروط والإمكانيات اللازمة. وختاما نردد مع جماهير الخضراء «وا الواليدة صيفطي الدعاوي، حتى يصير الكاس رجاوي».