لم يتعب فريق بايرن ميونيخ كثيرا لكي ينتزع بطاقة الصعود إلى مباراة نهاية كأس العالم للأندية، والتي ستجري يوم السبت المقبل بالملعب الكبير لمراكش. فقد لعب الفريق البافاري لقاء استعراضيا شكل فرجة ممتعة للجمهور الحاضر، والذي بلغ تعداده 27.311 متفرجا. بل يمكن القول إن فريق "غوانغزهو" نفسه، خلال العديد من لحظات المباراة، كان يكتفي بالتفرج على لاعبي البايرن، الذين فاقت نسبة استحواذهم للكرة 70 في المائة. فقد عرفت المباراة في مجملها سيطرة تكاد تكون مطلقة للبايرن، والذي كان بإمكانه تسجيل حصة كبيرة من الأهداف، قياسا مع الفرص التي أضاعها لاعبوه. فمع انطلاقة المباراة، التي أدارها طاقم تحكيم أفريقي يقوده الغامبي بكاري غاساما، بمساعدة الإريتري أوغباماريان، والكاميروني مينكواندي، بدأ الفريق البافاري لعبه الاستعراضي بالتحكم في الكرة، والضغط بشكل متواصل على معترك الفريق الصيني، الذي يبدو أن مدربه الإيطالي ليبي اعتمد بالأساس، كما سبق أن صرح بذلك، على قاعدة دفاعية بحتة وظف فيها خطة 4 - 5 - 1، مع المراهنة على مرتدات هجومية " إلى جابها الله". لكن تكتل لاعبي ليبي، وخنقهم للمساحات على مستوى خطي الدفاع والوسط، لم يثبط عزيمة الألمان الذين واصلوا طيلة الشوط الأول ضغطهم على مرمى الحارس الصيني، ليتمكنوا في آخر أنفاس هذا الشوط من التوقيع على هدفين متواليين. الأول كان من ورائه فرانك ريبيري (د 40)، حيث استغل كرة لم يتمكن منها زميلاه مانزوكيتش وتياغو، ليعالجها بقذفة أرضية قوية لم تترك أي حظ للحارس. فيما الهدف الثاني سجله مانزوكيتش بضربة رأسية، إثر كرة توصل بها من تياغو ألكنتارا (د 44). ومع انطلاقة الشوط الثاني، وتحديدا في الدقيقة 47، سيضيف الفريق البافاري هدفه الثالث، والذي سجله ماريو غوتز من قذفة على شكل "لوب" مستغلا خروج الحارس الصيني عن مرماه. ورغم أن مارسيلو ليبي، مدرب الفريق الصيني، حاول خلال هذا الشوط أن يهاجم أكثر باعتماد خطة 4 - 4 - 2، حيث لعب بمهاجمين هما البرازيلي موريكي ومواطنه كاردوزو، بمساندة من الأرجنتيني كونكا، فإن هذا لم يفده في شيء. وتبقى الفرص التي أتيحت لفريقه محتشمة لا تصل إلى درجة الخطورة، التي عكستها الفرص التي خلقها لاعبو الفريق البافاري، الذي أضاع لاعبوه فرصا عديدة اثنتان أو ثلاثا منها صدتها العارضة. أضف إلى هذا أن الفريق لم يتعب كثيرا في هذه المباراة، مما يعد بمباراة نهاية ساخنة وممتعة، سواء أمام الرجاء البيضاوي أو أتليتيك مينيرو البرازيلي. فإلى مراكش. لقطات من ملعب أدرار بأكادير: - المباراة بين البايرن وغوانغزهو حضرتها أسماء رياضية كبيرة، نذكر منها الرئيس الشرفي للبايرن القيصر فرانز بيكنباور، والرئيس الفعلي للفريق كارل هاينز رومينيغه. الحارس الدولي والناخب الوطني السابق بادو الزاكي، الذي كان يشتغل ضمن اللجنة التقنية للفيفا، استغل وجود النجمين الكرويين الألمانيين لتلتقط له معهما صورة تذكارية. - من الأسماء التي حضرت المباراة كذلك رئيس الفيفا جوزيف بلاتر، ووزير الشباب والرياضة أوزين، ووالي الجهة عامل عمالة أكادير إداوتنان، ورئيس المجلس البلدي لأكادير طارق القباج، وأعضاء جامعيون ( سابقون أو لاحقون، لا نعرف)، وفعاليات رياضية عديدة. - مقارنة مع المباريات السابقة التي احتضنها ملعب أدرار، لم تسجل مباراة البايرن أمام "غوانغزهو" الحضور الجماهيري المتوخى، علما بأن المعطيات التي سبق أن تسربت حول نسبة بيع تذاكر الدخول إليها كانت تِؤكد أن الإقبال على مشاهدتها سيكون قياسيا، حيث أعلن عن نفاذ التذاكر من فئة 150 درهما، وأن فئة التذاكر التي لم تعرف إقبالا كبيرا هي تلك التي بلغ ثمنها 890 درهما. لكن صبيحة يوم المباراة ظهرت فجأة ، في بعض فضاءات البيع، التذاكر من فئة 150 درهما، مما يوحي أنها كانت موضوع عملية "بزنسة" لم تنجح. بل إن بعض المصادر أفادتنا أن بعض سماسرة التذاكر تلقوا ضربة موجعة لأنهم لم يتمكنوا من بيع كل التذاكر التي "بارت" بين أيديهم. - ملعب أدرار الكبير تحفة حقيقية وكبيرة يحق لساكنة أكادير ومنطقتها أن تفتخر بها، وأن تقبل بكثافة عليها لمشاهدة مباريات الحسنية، التي من المنتظر أن تنتقل للعب به . لكن لضمان حضور هذا الجمهور، وبالكثافة المطلوبة، لا بد من ربط الملعب بالمدينة وبالجماعات المجاورة، بتوفير وسائل النقل، وبتوسيع واستعمال مواقف السيارات المحيطة بالملعب. فلا يعقل، كما حدث أثناء تظاهرة كأس العالم للأندية، أن يترك الناس سياراتهم بعيدا، ويقطعوا بالأرجل مسافة طويلة تتجاوز الكيلومتر والنصف، ليلجوا الملعب، ثم عند خروجهم يقطعون نفس المسافة ليصلوا إلى سياراتهم. فهذا عبث في عبث.