عانق نادي بايرن ميونيخ الألماني لقب دوري أبطال أوربا للمرة الخامسة في تاريخه عقب تغلبه على مواطنه الألماني بوروسيا دورتموند بهدفين مقابل هدف في مباراة مثيرة جمعتهما على أرضية ملعب ويمبلي بلندن في سياق نهائي دوري أبطال أوربا . زحف أصفر جارف عطل الآلة البافارية المقابلة انطلقت على وقع الحيطة و الحذر ، إذ انحصرت الكرة في وسط الميدان دون أن تستقر في المنطقة الدفاعية لأحد الفريقين ، الأمر الذي جسد الخشية من تلقي هدف مباغت قد يبعثر أوراق الطرفين اللذين انتهجا مسلك جس النبض مع أفضلية نسبية لأبناء المدرب الشاب يورغن كلوب الذين استهلوا شريط المحاولات عبر الجناح الأيمن ياكوب بلاشيكوفسكي المُدلي بتسديدة هوائية بعيدة عن الأخشاب الثلاثة لمرمى نوير في حدود الدقيقة 9 ' . الإمتياز النسبي الذي صب في أولى أطوار المباراة في اتجاه رفاق ليفاندوفسكي سرعان ما تكلل بمحاولات على قدر كبير من الخطورة جاءت إحداها عن طريق البولندي ليفا بتصويبة على بعد 25 متر برع الحارس نوير في تحويلها إلى ركنية في الدقيقة 13 ، قبل أن يواصل مواطنه بلاتشيكوفسكي بعد ثلاث دقائق مسلسل الزحف الأصفر بتسديده كرة من داخل معترك العمليات قابلها نوير بيقظته . خلال العشرين دقيقة الأولى ، ظهر النادي البافاري غائبا عن مجريات اللقاء باكتفاءه بهجمات خاطفة بين الفينة و الأخرى ، فيما أحكم الفيستاليستا سيطرتهم على زمام الأمور بإلقاء كل ثقلهم الهجومي على المناطق الدفاعية للبايرن ، مما أفرز انسلالا للجناح المتألق ماركو ريوس في الدقيقة 18 أنهاه بتصويبة كان حامي عرين النادي البافاري على موعد مع إبعادها ، ليسير بعدها السقاء بندر على ذات خطى زميله بتسديدة كرة من داخل مربع العمليات احتضنها نوير بسهولة في حدود الدقيقة 21 . استفاقة أصدقاء الجناح ريبيري لم تكن لتتاخر أكثر من 25 دقيقة ، حيث قص المهاجم الكرواتي ماريو ماندزوكتش شريط محاولات ناديه برأسية مركزة قابلها الحارس فايندلفلر بتصدي انتحاري أخرج الكرة على إثره للزاوية في الدقيقة 26 ، ليُصعد عقب ذلك بثلاث دقائق فقط الجناح الهولندي الطائر أريين روبن اللهجة الهجومية لفريقه حينما انفرد بفايندلفلر فسدد كرة رفض حارس النادي الأصفر أن يرضخ لها ليحولها إلى الركنية مُنقذا بذلك ناديه من هدف محقق . على مدار الخمسة و ثلاثين دقيقة الأولى ، دأب دورتموند على غلق جميع المنافذ الدفاعية و القيام بضغط دفاعي متقدم عرقل البناءات الهجومية للبايرن في معظم الأحيان ، في حين استعان هذا الأخير بالهجمات العكسية التي لم تكن لتوقف العاصفة الصفراء المُسفرة عن انفراد خطير للمهاجم ليفاندوفسكي الذي سدد كرة صدها نوير في الدقيقة 35 ، قبل أن يُجيب النادي البافاري بمسلسل إهدار الفرص للجناح روبين الذي أُتيحت له فرصتين محققتين في الدقيقتين 36 و 42 لم يُجد التعامل معهما في ظل تألق الحارس فايندلفلر الذي صد الكرة الثانية . في الدقائق الخمس الأخيرة من الشوط الأول ، حمل النادي البافاري مشعل خط الوسط بحسمه للصراعات الثنائية بداعي الإجهاد البدني للاعبي دورتموند الذين استطاعوا رغم التعامل مع ذلك بنجاح ، ليُطلق الحكم صافرته مُعلنا نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي بين الطرفين . عودة بافارية كُللت بالتتويج بداية الجولة الثانية جاءت مشابهة شكلا و مضمونا لنظيرتها الأولى ، باقتصار الصراع على وسط الميدان الرازح تحت وطأة بعض البناءات الهجومية التي كانت تُكسر على مشارف مربع العمليات ، لتشهد المباراة هذا الإيقاع لحدود الدقيقة 58 حينما اختبر قناص البايرن قدرات حارس دورتموند برأسية وجدت أحضان فايندلفلر ، قبل أن يعود المهاجم الكرواتي هز شباك الأصفر من تمريرة عرضية من روبن تلقفها رأس الحربة الكرواتي ليودعها شباك فايندنفلر في حدود الدقيقة 60' . عقب هدف الكتيبة البافارية ، واصل أبناء الربان الألماني يوب هاينكس زحفهم الهجومي مُعربين عن عدم اقتناعهم بهدف السبق ، بينما اتكئ رجال كلوب على بعض التسربات الفردية التي تكللت إحداها باصطياد ماركو ريوس لضربة جزاء على إثر تدخل واضح من المدافع البرازيلي دانتي ، لينبري لها متوسط الميدان التركي غوندوغان بنجاح مُعدلا كفة المباراة في الدقيقة 67 ' . مع إنهاء الناديين للبياض وشح صدر الشوط الأول ، ارتفع الإيقاع و تسارعت الوتيرة بهجمات خاطفة من هذا الطرف و ذاك ، سواء البايرن أو دورتموند الذي شن هجمة مرتدة قادها ليفاندوفسكي الذي مرر كرة للمدافع هاملز صوبها قوية لتذهب عالية عن مرمى نوير في الدقيقة 70 ، قبل أن يقبل لاعبو البايرن التحدي و ينخرطوا في مسلسل الهجمات الخاطفة عندما راوغ مولر الحارس و سدد كرة صوب المرمى أنقذها المدافع سوبوتيش من خط المرمى في الدقيقة 74 ' . سجال الفريقين استمر في ظل توالي دقائق الجولة الثانية ، حيث ألف الهجوم البافاري الإستقرار في المنطقة الدفاعية لبروسيا مما أفرز انفراد خطير لتوماس مولر الذي تعرض لمضايقة من سوبوتيش جعلته يُدلي بتمريرة بعيدة عن مانزوكيتش في الدقيقة 77 مُترجما سيطرة ناديه شبه الكلية على أطوار النصف الثاني من الشوط الأول . مع بلوغ الدقيقة 80 ، تقمص رفاق ريبيري دور المُهيمن بإحكامهم تنشيطهم الدفاعي بدون و نهجهم لضغط دفاعي مُتقدم وضع الكتيبة الصفراء أمام منافذ مغلقة ، فيما اكتفى هذا الأخير بالدود عن مرماه و محاولة استغلال التقدم الهجومي للبايرن و الإستعانة بهجمات عكسية كانت تتم عبر إرسال تمريرات طويلة للمهاجم الوحيد ليفاندوفسكي ، الهجمات المرتدة لدورتموند لم تمنع شفانشتايجر من تصويب كرة قوية تألق فايندفلر في تحويلها إلى زاوية عند الدقيقة 86 ' . الطوفان البافاري واصل فصوله بعد ذلك بلهجة أكثر تصعيدا و شراسة هذه المرة ، إذ أرسل مدافع الكتيبة الحمراء تمريرة هوائية طويلة إلى مولر الذي ارتقى عاليا ليمهدها برأسه ، قبل أن تضع روبن أمام انفراد في ظل رعونة الدافع الأصفر استغله الهولندي في إسكان الكرة في الشباك مُقربا ناديه من معانقة اللقب الأوربي الغالي في الدقيقة 88 .بعد الهدف ، عمل النادي الأصفر على التوجه بكل ثقله إلى المناطق الهجومية للبايرن مما أفرز تسديدة ليفا التي وجدت أحضان نوير في الدقيقة 92 ، قبل أن يُعلن حكم اللقاء صافرة النهاية إيذانا بتتويج البايرن بقلب دوري الأبطال .