يعتبر عدد من المغاربة بقرية دماج اليمنية أنفسهم طلبة علم أتوا إلى جامعتها لدراسة علوم الدين والتوغل في فقهه، وجند الله المرابطين لن يخرجوها، بالرغم من المواجهات المسلحة بين السلفيين والحوثيين، إلا موتى. ويعيش بقرية دماج اليمنية، التي تحولت منذ سنوات إلى وجهة مفضلة ل«العلم» بالنسبة عدد من المسلمين وغيرهم من العرب، مايقارب 4 آلاف أجنبي، من بينهم اليوم 17 أجنبيا من أصل مغربي يوجدون محاصرين في القرية. وحسب معطيات حصلت عليها «الاتحاد الاشتراكي»، فقد انتقل، قبل ثلاثة أسابيع عدد المغاربة، في قرية دماج التي لا تصل إليها قوات الأمن ولا الجيش، مما جعلها فريسة للمواجهات بين السلفيين والحوثيين، من 21 مغربيا يحملون جنسيات أوربية إلا 17بعد أن قتل 4 منهم في تلك المواجهات. وكشفت مصادر عليمة ل«الاتحاد الاشتراكي» أن هؤلاء المغاربة الذين حلوا منذ سنوات، إما رفقة زوجاتهم أو تزوجوا يمنيات، بقرية دماج ليدرسوا القرآن والحديث في إحدى المدارس المحلية المعروفة بتوجهها السلفي، وغير المرتبطة بمقرر دراسي أو سقف زمني للحصول على ديبلوماتها، يحملون جنسيات مزدوجة ودخلوا التراب اليمني بجوازات سفر أوربية. وأوضحت مصادرمتطابقة، في حديث ل«الاتحاد الاشتراكي» أن المغاربة ال17 العالقين وسط قرية دماج، التي يستعمل الحوثيون الأسلحة الثقيلة لتدميرها في مواجهتهم مع السلفيين، 8 منهم يحملون الجنسية الفرنسية، و3 يحملون الجنسية الهولندية، و3 يحملون الجنسية الايطالية، و2 يحملون الجنسية الاسبانية، و واحد يحمل الجنسية الألمانية. وأضافت أنه من بين المغاربة ال17، تزوج 11 مغربيا نساء يمنيات وسط قرية دماج، فيما المغاربة ال6 الآخرين حلوا الى القرية رفقة زوجاتهم المغربيات من دول أوربية. وتتذكر قرية دماج اليمنية، قصة الفرنسية من أصل مغربي سميرة، ابنة الجنوب المغربي التي توجهت رفقة زوجها جمال من نيس الفرنسية الى جامعة قرية دماج حيث قضى، التي كاد سلفيو دماج أن يفرضوا عليها الزواج بأحدأتباعهم بعد مقتل زوجها، لولا تدخل وتنسيق كبير بين سفارة المغرب في صنعاء والصليب الأحمر الدولي، التي رحلت سميرة على اعتبارها «مصابة إصابة خطيرة» بعد توافق بين الحوثيين والسلفيين، لتلتحق بوالدها الحاج حاتم بصعدة الذي قدم لاصطحابها، وقررا أن لا يغادر اليمن صوب المغرب ثم فرنسا بدونها وإبنيها. وأضافت ذات المصادر، أن من بين 4 آلاف أجنبي الذين يعيشون في قرية دماج، التي لم تتمكن أية جهة من ولوجها باستثناء الصليب الأحمر الدولي، ثمة 220 جزائريا، و42 تونسيا، بالإضافة إلى مسلمين من باكستان وماليزيا والصومال، وإندونسيا وتركيا. هذا، وأكد مصدر دبلوماسي بسفارة المغرب في اليمن، حيث يعيش اليوم حوالي أربعين مغربيا ومغربية بعدما رحل حوالي 440 قبل ثلاث سنوات بسبب الوضع الأمني للبلد، أن أغلبية المغاربة الموجودين في القرية لا يرغبون في الخروج من قرية دماج اليمنية والعودة إلى المغرب.