يبحث فريق الرجاء البيضاوي، في السابعة والنصف من مساء اليوم، عن تحقيق إنجاز تاريخي جديد بالملعب الكبير لمراكش، بعدما صنع الحدث مساء السبت الماضي ببلوغه محطة المربع الذهبي لكأس العالم للأندية، عندما تخطى عقبة مونتيري المكسيكي. وسيكون الفريق الأخضر أمام كتيبة أتلتيكو مينيرو البرازيلي، التي يقودها رونالدينهو، النجم السابق لبرشلونة الإسباني وميلان الإيطالي، وأحسن لاعب في العالم سنة 2005، والمرشح القوي للفوز بلقب هذا العام رفقة بايرن ميونيخ الألماني. ورغم قوة الخصم، فإن العناصر الخضراء عبرت عن تفاؤل كبير بتحقيق نتيجة سارة في مباراة اليوم، وضمان تأهل غير مسبوق للكرة العربية، ببلوغ المباراة النهائية، بعدما فشلت في تخطي محطة النصف أربعة فرق عربية هي: الأهلي المصري (2006 و 2012) والسد القطري (2011) والنجم الساحلي التونسي (2007) واتحاد جدة السعودي (2005)، ويصبح بالتالي ثاني فريق إفريقي يكسر احتكار أندية أمريكا اللاتينية وأوروبا للنهائي بعد مازيمبي الكونغولي، الذي تجاوز في دورة 2010 أنترناسيونالي البرازيلي، قبل أن يسقط في النهاية أمام أنتر ميلانو الإيطالي. وسيقف النسور الخضر على بعد خطوة من صنع إنجاز تاريخي، غير أن بلوغ هذه المرحلة يبقى في حد ذاته نتيجة غير مسبوقة للكرة المغربية، بعدما مني الفريق ذاته في الدورة الأولى بثلاث هزائم متتالية، رغم أنه قدم أداء رفيعا، وكان منافسا شرسا لكل من ريال مدريد وكورينثيانز البرازيلي. فبعد أن كان الرهان الأول للعناصر الخضراء هو تفادي الخروج المبكر، وتحقيق الفوز أمام أوكلاند سيتي في مباراة السد الأولى، كبر طموحها أمام مونتيري المكسيكي، وهاهي اليوم على بعد أمتار قليلة من تفجير أكبر مفاجأة للكرة العربية، التي فقدت ممثلها الثاني، بعد خروج الأهلي في دور النصف على يد بطل آسيا. وأعلن المدرب التونسي، فوزي البنزرتي، الذي تسلم مهمة تدريب الرجاء قبل أربعة أيام من انطلاق البطولة، خلفا لامحمد فاخر، أنه يثق في قدرات لاعبيه، وأن الكل عازم على مواصلة الرحلة إلى أبعد مدى. وأجمع اللاعبون في تصريحاتهم على أن الرجاء سيكون معادلة صعبة في نسخة هذه السنة وسيحرج الكبار، في إشارة إلى فريق أتليكو مينيرو ونجمه رونالينهو، الذي لم يسبق له أن فاز بهذا اللقب، بعدما خسر نهائي 2006 بألوان برشلونة الإسباني أمام بورتو أليغري البرازيلي. ورغم هذا التفاؤل الكبير، تبقى الواقعية مطلوبة في لقاء اليوم، وعلى المدرب البنزرتي أن يكون ذكيا في التعامل مع مجريات اللقاء، وأن يستغل حماس لاعبيه لصنع التاريخ، وأن يحسن توظيف المعنويات المرتفعة لاعبيه، مع تقليل هامش الخطأ أمام لاعبين يتوفرون على مهارات عالية. ويبقى الدعم الجماهيري سلاحا هاما في متناول الرجاء البيضاوي، وهو المعطى الذي يستحضره رونالينهو ورفاقه، حيث أكد مدربهم كوكا في تصريحات صحافية أنه يمكن التغلب على الضغط الجماهيري، «لأننا نملك فريقا قويا. فالمهم هو الفوز، وإذا قدر لنا ذلك، فإننا سنقترب كثيرا من تحقيق إنجاز تاريخي للنادي.» وتابع «سنخوض المباراة من أجل الفوز، وليس من أجل تقديم الهدايا. وأنا واثق من قدرة فريقي على تقديم مستوى رائع».