رغم أنها جاءت مبتورة من محطتين، فإن الدورة الثالثة عشرة أفرزت لقاءات قوية وحارقة، وقد يكون لها تأثير على سبورة الترتيب، سواء على مستوى المقدمة، أو الأسفل، على اعتبار أن فرقا تتواجد ضمن الطابور الأمامي ، ستنازل فرقا تصارع من أجل تسلق المراتب ، وتأمين الموقع. يعتبر الكلاسيكو الذي سيجمع الوداد البيضاوي والجيش الملكي قمة الجولة الثالثة عشرة، اعتبارا للحساسيات المفرطة التي ترخي بثقلها على هاته المحطة، وإن كان الفريقان معا فقدا هذا الموسم بعضا من مقومات الفرق الكبيرة، خصوصا الفريق العسكري الذي مازال يبحث عن العتاد المفقود لمسايرة ركب الأقوياء، والتنافس على اللقب، كما جرت العادة خلال مواسم مضت، حيث لم يستطع رسم الصورة المشرفة التي كان عيها، لكن الجيش الملكي استعاد بعض التوازن عقب صنعه لانتصارين متتاليين على حساب الجمعية السلاوية والدفاع الجديدي ، ورحلته الى البيضاء لمنازلة الوداد لن تكون سهلة، سيما وأن الفريق الأحمر بصم على حضور مشرف خلال الجولات الأخير ة، باستثناء التعثر المفاجئ أمام شباب الحسيمة الأسبوع الماضي، ورهان المدرب طاليب هو التكفير عن الهزيمة الأخيرة لمصالحة الذات . مباريات الوداد ضد الجيش غالبا ما تطبعها الندية، وهذه المحطة يراهن عليها كل طرف لإثبات ذاته، والرفع من معنوياته، ما يعني بأن التعادل لا يخدم مصالح هذا الطرف أو ذاك، وما نتمناه هو أن تمر المباراة في أجواء رياضية صرفة، وأن تتحلى الجماهير سواء داخل المدرجات، أو خارج الملعب بالروح الرياضية، وأن يكون التحكيم في مستوى هذا الحدث . الدفاع الجديدي، الذي مني الأسبوع الماضي بهزيمة أمام الجيش، يتطلع للتكفير عنها، خصوصا وأن الفريق المنافس الوداد الفاسي، يصنف هذا الموسم من الفرق التي تتهددها مخالب النزول، حيث ظل يقبع في الصف الأخير إلى حدود الجولة الماضية، لكن رحلته إلى ملعب العبدي ستكون محفوفة بالخطورة، ذلك أن الفريق الجديدي لن يقبل بغير الفوز بديلا، سيما وأنه سيكون مؤازرا بجمهوره المتعطش لفوز جديد . بعد ست دورات لم يتذوق خلالها طعم الفوز، يراهن المغرب التطواني المتصدر للترتيب على وضع نهاية لسلسلة التعادلات، وبما أن الخصم هو أولمبيك آسفي، فإن التطوانيين تحدوهم رغبة رد دين الاقصاء من منافسات كأس العرش، ولعل هذين الاعتبارين سيحفزان العناصر التطوانية لصنع الانتصار، سيما وأن امتياز الاستقبال سيمنحها شحنة موجبة للظهور بصورة أفضل، لكن قد يكون للمدرب الزاكي رأي آخر . ظاهرة الموسم الجاري الكوكب المراكشي، الذي خلق المفاجأة بتواجده ضمن طابور المقدمة، سيكون في استقبال خصم عنيد قدم كل الاشارات على أنه مؤهل للتنافس على المراتب المتقدمة، لذلك فمن المنتظر أن يكون اللقاء قويا، وصعبا على الطرفين، ورغم امتياز الاستقبال، فإن عنصر المفاجأة وارد . المباراة المبرمجة يوم الاثنين المقبل ستجمع المغرب الفاسي الذي يعيش أسوأ موسم، وأولمبيك خريبكة الذي غادره مدربه فؤاد الصحابي، وهذه مناسبة أمام الماص لصنع فوز غاب عنه منذ الجولة الثالثة ، لكن الفريق الخريبكي ورغم الفراغ التقني سيخلق صعوبة للفاسيين الذين يندبون حظهم التعيس ، والذين يرغبون في تجاوز أزمة النتائج التي عمرت طويلا .