عرف إنتاج الزيتون خلال الموسم الحالي تراجعا كبيرا الى حد انعدام الإنتاج بمزارع الزيتون بكل من جماعتي الخنك و مدغرة المجاورتين للمدار الحضري للرشيدية، وذلك نتيجة مجموعة من العوامل الطبيعية والمناخية أثرت بالسلب على ثماره أثناء فترة النضج. وقد تباينت أسباب هذا التراجع في غلة الزيتون هذا الموسم من فلاح لأخر .. محمد وهو احد الفلاحين بالمنطقة يقول "إن اعتماد اغلب الساكنة على الطرق التقليدية في جني الزيتون خاصة عملية النفض بالعصي، الطريقة التي تدمر شجرة الزيتون وتقضي على الفروع والبراعم الحديثة وتقلل من معدل إنتاج الشجرة سنويا، إضافة لعدم الاعتناء بها.." هو السبب. في حين يقول الحاج الحسين وهو أحد مزارعي الزيتون بالمنطقة، إن هذا التراجع " بسبب الظروف الطبيعية وموجة البرد الذي اجتاح المنطقة مصحوبا بالرياح تزامنت وفترة مازالت فيها ثمار الزيتون غير ناضجة وعاجزة أمام الظروف الطبيعية حيث تساقطت كميات معتبرة منه". وبحسب فلاح من منطقة مدغرة ، رجح قلة الزيتون وكذا انعدامه هذا الموسم ،الى حشرات المن القطني التي تكون قد تجمعت على أغصان الشجرة ،خاصة وأن المن القطني هي حشرة ملازمة لشجرة الزيتون ، ومعروفة بالإفرازات العسلية ، وهو ما يضر بالشجرة المباركة ، حيث تعمل على امتصاص وتجفيف براعم أزهار الزيتون قبل تفتحها. هذا ومن المرجح أن تؤثر قلة الغلة المستخرجة من حقول الزيتون بالجماعتين هذا الموسم على كميات زيت الزيتون المتواجدة بالسوق بعد أن تأثرت بشكل كبير المعاصر التقليدية والعصرية على حد سواء بسبب قلة الإقبال عليها رغم التحفيزات والامتيازات في هذا المجال. وقد عاينت الجريدة في إحدى المعاصر العصرية قلة الوافدين عليها بسبب انخفاض محصول الزيتون هذه السنة مما فرض على الكثير من عمال هذه المعاصر عطالة مؤقتة. إلى ذلك تعد شجرة الزيتون بالمنطقة من أكثر الأشجار المثمرة تواجدا بإقليمالرشيدية، نظرا للطبيعة الجغرافية للمنطقة التي تساعد على نمو هذه الشجرة.. إلا أن العوامل الطبيعية المتمثلة في الجفاف الذي يضرب المنطقة للعام الثاني وكذا إهمال الإنسان للشجرة المباركة، تسبب في إتلاف الكثير من هذه الثروة الطبيعية التي تعد مكسبا هاما للمنطقة. وشهدت زراعة هذه الشجرة زيادة مطردة وخاصة في السنوات الأخيرة، الأمر الذي مكن إقليمالرشيدية من أن يتبوأ مرتبة متقدمة وطنيا بإنتاج زيت الزيتون مما يستدعي جعل زراعة الزيتون زراعة استراتيجية.