( أنا كنخاطب المغاربة.. هوما اللي انتخبوني..) هكذا قالها أوزين في برنامج لماتش الذي بثته قناة ميدي 1 تيفي خلال نهاية الأسبوع الماضي.. لأول مرة أعرف أن الوزير ينتخب من طرف الشعب, ولأول مرة أعرف أن الدستور يبيح لشخص آخر غير ملك البلاد مخاطبة الشعب المغربي.. ولأول مرة كذلك يحدث أن هذا الوزير الذي يعشق الحكامة, والذي يحارب الفساد, والذي يعمل ويخطط من أجل إعلاء راية الرياضة الوطنية, سيدخل التاريخ كأول وزير تسقط في عهده, بل في أسبوع واحد من ذاك العهد الذي يبدو أنه لن يطول, كما يجب أن يكون, جامعتان من أكبر الجامعات الرياضية الوطنية.. كرة القدم ثم كرة السلة.. في ظرف أسبوع, سقطت الراية وتلقت الرياضة الوطنية صفعتين جامدتين. المؤسسات الرياضية الدولية تسحب اعترافها وتقطع علاقاتها مع المغرب, الفيفا ثم الفيبا, ويا ترى على مين تدور الدايرة في المرة المقبلة كما يقول أصدقاؤنا المصريون؟ في المرة الأولى, الطابور الخامس بهدلنا على رأي الوزير الحكيم, وفي المرة الثانية, من يا ترى تسبب لنا في هذه الفقصة الجديدة؟ مع الفيفا, كانت التهمة موجهة لرجال الفهري الذين لم يبعثوا بنسخة من أنظمة الوزير الجديدة التي بشر بها الجميع ووصفها بالبوصلة التي ستقود رياضتنا الوطنية نحو المستقبل الجميل, فإذا بها تقودنا للجمود والركود.. ومع الفيبا, اتضحت الرؤية: لا لأنظمتك العامة, ولا لتدخل وفرضك للجنة مؤقتة.. في الحالة الأولى, انتفض أوزين وانتشر عبر كل البرامج التلفزية والإذاعية والحوارات المكتوبة يناقش ويحلل ويبرر تبريرا.. لم ينس التأكيد على أنه يخاطب المغاربة,و لا يحدث الصحفيين. نحن الصحفيون لسنا مغاربة, نعم وأجل وطبعا, قل ما شئت في برامج تغرد فيها لوحدك, ولا من يرد عليك, ولا من يحاول على الأقل إعادتك للصواب وينبهك لخطر طيش المراهقين الذي لا يصيب الصغار والشبان فحسب.. خاطب المغاربة ورد على كل الانتقادات إلا انتقادات الحليف صاحب الأغلبية حزب رئيس الحكومة الذي كان فريقه في البرلمان أول منتقدي وزارة أوزين محملين إياها مسؤولية الفضيحة الكروية عبر سؤال لم يجد جوابا أو تجاوبا من طرف الوزير.. وحتى عبر الفيسبوك, لم يفوت أوزين فرصة رد الصرف للصحفيين, لتحمل صفحته اتهامات رخيصة للجسم الإعلامي, لا تستند على أدلة ولا على أية مصداقية.. بل هي اتهامات أضحت متجاوزة لا يصدقها أحد لكونها أضحت لازمة وغطاء يلجأ إليه كل متلبس يحاول التملص من حصلته.. صحفيون مرتشون, يشتغلون لحساب أجندة معروفة ولفائدة جيوب مقاومة لعملية الإصلاح ومحاربة الفساد.. يا سلام.. أبشروا أيها الصحفيون, جوزيف بلاتر يضع تحت أيديكم دولارات الفيفا للإطاحة بالوزير محمد أوزين.. أبشروا, الفيبا تعدكم برحلات سياحية للأرجنتين لو ساعدتموها وكتبتم ضد الوزير أوزين.. في حالة جامعة كرة القدم, خاطبكم محمد أوزين بلغته كما استمعتم وشاهدتم وتتبعتم.. واليوم, وفي حالة كرة السلة وقرار الفيبا, كيف سيخاطبكم أوزين؟ وكيف سيجد ما يبرر به سقطته الثانية؟ ولا أعتقد إلا أنه سيدور ثم يدور, سيفكر ويتأمل, سيبدع وسيخلق في هذه المرة, طابورا آخر يحمله كل المسؤولية.. وطبعا زملائي الصحفيون, لا تيئسوا, محمد أوزين وهو يخاطب المغاربة, لن ينساكم ولن تسقطوا من خطاباته, فيكفيه سقطتان موجعتان في ظرف أسبوع واحد.. أيها المواطنون, محمد أوزين يخاطبكم: أنا الوزير محمد أوزين أخاطب الشعب المغربي: شعبي العزيز: أفتخر أني كنت سببا في تجميد جامعة كرة القدم بتواطؤ مع الفيفا.. ههههههه. وهاهي المرة الثانية في ظرف أسبوع واحد فقط, أعود للمرة الثانية لأكون سببا في تجميد جامعة أخرى هي جامعة كرة السلة وبتواطؤ مرة أخرى مع الاتحاد الدولي لكرة السلة.. هههههه. خوكم واعر الا كانو هوما الطابور الخامس فأنا الطابور الأعلى.. انتظروني في الأيام القليلة المقبلة.. يا ترى الدور سيكون على أية جامعة؟ واحد زوج.. مازال ثلاثة وربعة وخمسة وزيد وزيد..