كشفت وثيقة سرية تم تسريبها من وزارة الدفاع الإسباني أن الإدارة العامة للجيش الإسباني تعمل على اتخاذ تدابير لفرض السيطرة والتحكم في جنودها المسلمين بداعي التخوف من ولائهم للمغرب في حال نشب نزاع مسلح بين البلدين. وذكرت الوثيقة، التي تناقلت مضامينها تقارير إخبارية إسبانية، أن الجيش الإسباني باشر عملية إقصاء ممنهج في حق الجنود المسلمين من خلال عدم تجديد عقودهم، وتعويضهم بجنود ينحدرون من أمريكا اللاتينية. وأوردت صحيفة «الباييس» أن تخوفات وزارة الدفاع الإسباني تهم بالأساس الجنود المسلمين المنحدرين من الثغرين المحتلين، سبتة ومليلية، والذين يشكلون أكثر من ثلث القوات المسلحة في المدينتين السليبتين، حيث لوحظ في الفترة الأخيرة أن المجندين من هذه الفئة لا يستفيدون من تجديد عقودهم كما هو الحال بالنسبة لباقي الجنود غير المسلمين. ولقد أثارت هذه المعطيات استياء وغضب مسلمي سبتة ومليلية، واعتبروا الأمر سلوكا عنصريا موجها ضدهم. وفي المقابل، نفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الإسبانية الاتهامات بالعنصرية ضد المسلمين في الجيش الإسباني المحترف. وقال في تصريح لوسائل الإعلام الإسبانية: «لقد اتخذنا إجراءات نرى أنها ضرورية لمنع العنصرية». كما نقلت ذات المصادر عن ممثلين عن الجيش الإسباني قولهم إن عدم تجديد العقود لم يشمل الجنود المسلمين فقط. وكانت إسبانيا منشغلة منذ عدة سنوات بمسألة وجود جنود إسلاميين في صفوف قوات الجيش، سيما أن العديدين منهم لهم علاقات أسرية بالمغرب، وبالتالي التخوف من احتمال ولائهم للمغرب في حال وقوع نزاع بين البلدين. وسبق للجيش الإسباني سنة 2006 أن قام بفصل ثلاثة جنود مسلمين من صفوفه بدعوى وجود اتصال بينهم وبين أفراد خلية إرهابية في سبتة، كما اضطر ذات الجيش سنة 2008 للتراجع عن قرار عدم تجديد جندي مسلم من سبتة، بعد أن كان يوجه انتقادات شديدة لإسرائيل وللتدخل الأجنبي في العراق. ويشار إلى أن القوانين الإسبانية تسمح بالتحاق حاملي الجنسية الإسبانية من المسلمين بصفوف الجيش، ومراعاة الجانب العقدي في واجباتهم والسماح لهم بأداء الصلاة يوميا والصوم في رمضان.