يعرف المركز الجهوي لتحاقن الدم بمراكش حالة استثنائية نتيجة الفوضى العارمة التي تطبع تدبيره. خصاص مهول في موارده البشرية المتخصصة و المعدات الطبية الخاصة بعملية تحاقن الدم إضافة إلى الإهمال و سوء التنظيم و هو ما دفع بالمئات من المتبرعين إلى العزوف عن التبرع بدمهم نتيجة مجموعة مشاكل تنظيمية و لوجيستيكية. الطاقم الصحفي «للاتحاد الاشتراكي »، عاين المهزلة بالمركز المذكور ووقف على مجموعة اختلالات و استجوب متبرعين كما كانت لتصريحات مجموعة من العاملين بالمركز و معاناتهم الوقع الكبير على جموع مرتادي المركز . مركز تحاقن الدم بمراكش يعتبر المركز الوحيد الذي يغطي كل النفوذ الترابي لإقليم مراكش، و بالتالي يعتبر بنك الدم الوحيد المزود للمستشفيات الجامعية و المصحات الخاصة بتراب مراكش . إشكالية جعلت من خدمات المركز في تدن واضح نتيجة الاكتظاظ و طوابير الانتظار لأفواج المتبرعين و التي تقدر بالمئات. فمند ولوج البوابة الرئيسية يلاحظ الزائر تراكم الأزبال و القاذورات بالمدخل و هو ما يوحي إهمال المرفق الصحي و بالتالي عدم المبالاة بصحة المواطنين. وجود طبيبة وحيدة مغلوب على أمرها بسبب الاكتظاظ المهول يجعل من ضغط ذلك مؤثرا على نفسية العاملين بالمركز. تصريحات بعض العاملين للطاقم الصحفي كانت مركزة ،حيث أكدت لنا إحدى الممرضات المتخصصات مدى حجم المعاناة و اللامبالاة التي يعاني منها مركز تحاقن الدم بمراكش. الممرضة المتخصصة أردفت أيضا أنها الوحيدة المكلفة بالقاعة المخصصة لاستقبال و القيام بعملية التحاقن و تأشير أكياس الدم و تحميلها إلى المختبر بالرغم من أن هده العمليات تستوجب وجود أربعة ممرضين متخصصين . كما أنها و منذ مدة ما فتئت تنادي المسؤولين بضرورة التدخل و حل مشاكل هدا المركز الحساس. و عن سؤال للجريدة بخصوص تجهيزات المركز أكد بعض العاملين أن جل الآليات التي تستعمل لعملية الحقن ووزن الكمية الكافية و مسايرة تصريف الدم هي جلها معطلة وهو ما يجعل العديد من أكياس دم المتبرعين عرضة للضياع و الإتلاف في حالة ما إذا تجاوزت الكمية المحددة للكيس الواحد ، و بالتالي فقدان حصص مهمة من هده المادة الحيوية. الآلات المخصصة مند مدة و مباشرة بعد أول استعمال تعطلت ما يطرح أكثر من تساؤل عن جودة التجهيزات الطبية و فعاليتها بعد تثبيت دفتر التحملات خلال كل صفقة. مشهد مريب وقف عليه الطاقم الصحفي حيث أن الممرضة الوحيدة و المكلفة بالاستقبال و حقن المتبرعين تعاني من عشوائية أوقات العمل و غياب تكافؤ الفرص حيث بعد إغلاق قاعة التحاقن توجه الممرضة لاستكمال مهام أخرى بالمختبر و هو ما اعتبره العديدون حيفا مقابل عاملين آخرين ليست لهم نفس المهام. مشاكل المركز متعددة انطلقت من الخصاص المهول في الموارد البشرية المتخصصة و الذي اثر على سمعة المركز وصيته الجهوي مقارنة مع باقي المراكز بمدن اقل شهرة عن مراكش. هذا الموقف مكن الطاقم الصحفي و المصورين من الوقوف على مشاهد غريبة حيث الازبال في الاستقبال و بداخل قاعة التحاقن و على مقربة من اسرة المتبرعين كما أن المركز يعاني من تدني الخدمات جراء تكديس المتبرعين في بهو ضيق ما يجعل الكثير يعدل عن تقديم دمه لانقاذ الغير. عشوائية التسيير اكتشفناها بعد التحاق جموع غفيرة بالطاقم الصحفي للإدلاء بشهاداتهم و التي اتسمت بالحسرة و الأسى، حيث عبر العديد عن سخطهم من الفوضى و التي تمثلت في تقديم المتبرع المتطوع و جعله من ذوي الامتياز على المتبرع للمريض و الذي ينتظر دمه مريض بغرفة العمليات، إضافة إلى تقديم متطوعين على حساب آخرين بمحسوبية وزبونية بادية للعيان و هو ما جعل العديد يتظاهر جراء اللاعتبار لماسي الآخرين .موقف جعل العديد يسخط على عشوائية التسيير و الفوضى العارمة و التي تعطي الانطباع الوحيد تجاه هذا المركز على أن مركز تحاقن الدم مؤسسة حيوية و مهمة وجب إعادة النظر إليها و ايلائها المزيد من الاهتمام. تصريحات الممرضين تضاعفت بضرورة توفير تغطية مناسبة للحملات خارج المدينة لتجميع التبرعات و هنا برزت مشاكل عقدت من سمعة المركز على انه يعاني نقصا حدا ، الحدث جاء على لسان احدهم حيث عبر لنا انه وأثناء خرجات جمع التبرع لا يتمكن من استقبال جميع المتبرعين و ان الطاقم المتخصص لا يلبي كل تلك الجموع بمجموعة من الدوائر و هو ما يعتبر خسارة واضحة لكميات مهمة من هذه المادة الحيوية، كما أن عجز ممرض أو اثنين في استقبال جموع غفيرة يؤثر سلبا على جودة الخدمة و بالتالي فالمسؤولين و القييمين على القطاع وحدهم يعرفون مدى الجودة المتوخاة لهده العملية. مشاكل نقلناها بأمانة أمام تظاهر المتبرعين للمسؤولة على المركز، لكن جوابها كان بمنتهى الانفعالية و أكدت لنا عبر إجابتها عدم مسؤوليتها على ما يحدث و لتبقى مسؤولية الفوضى معلقة و مبنية للمجهول . مشاكل قطاع الصحة بمراكش تتقاسم و المصالح المختلفة، انطلاقا من الاكتظاظ إلى سوء الاستقبال مرورا بالظغط النفسي للعاملين جراء مجموعة اكراهات. انعدام الحس الوطني في هذا القطاع لدى العديد من المتدخلين ساهم بشكل كبير إلى مضاعفة المعاناة للمرضى و أسرهم وحتى المئات من المتبرعين الذين هم غير راضين عن خدمة مركز تحاقن الدم بمراكش. يذكر انه، خلال إنجاز عملنا توافد مواطن بتصريحه الناري و الذي أكد لنا انه بعد تبرعه لمريض من أقربائه رفقة ثلاثة آخرين و أثناء تسيير مسطرة الحصول على الدم لنقله للمصحة يوم الثلاثاء 12 نونبر 2013 طلب منه أداء مبلغ مالي بصندوق المركز المذكور و هو ما يفوق 350 درهم للكيس الواحد و بعد أدائه ، يضيف المتحدث، لم يحصل على وصل مقابل المبلغ بذريعة عدم وجود وصولات؟؟؟ ما يطرح أكثر من علامة استفهام. مشكلة أخرى لوجيستيكية تتمثل في نقل الدم من المركز إلى المصحة المذكورة، و هنا يمكن اعتبار أن هذه العملية خطيرة للغاية و لا تستجيب لمعايير السلامة و الوقاية والحفاظ على صحة المريض. فالدم ينقل من طرف الأفراد و في ظروف جد عادية و بوسائل لا يضمن احد جودتها ما يلزم بالتدخل العاجل من اجل نقل أكياس الدم وجعلها تنقل من طرف متخصص و في ظروف صحية سليمة. فالدم المنقول سيحقن به مريض على فراش الموت، فمن يدرك خطورة ذلك؟ و هل يضمن الأفراد العاديين جودة نقله للمصحة بالمواصفات المتوخاة؟ من غرائب المركز و طرائفه ، أكد لنا احد العاملين بالمركز أن اليوم الافتتاحي للحملة الوطنية للتبرع بالدم كان يوم عيد حيث سخرت الأطقم الطبية و التجهيزات لاستقبال احد اللاعبين السابقين غداة تبرعه بالدم، لكن بعد مرور عدسات الكاميرات عادت الأمور إلى رداءتها المعهودة و كما كان معمولا بها من قبل ، و هو ما يشجع ثقافة المساحيق التجميلية المؤثثة في مثل هده المناسبات. لهذا الغرض تناشد مجموعة من الفعاليات المحلية والجهوية و كل المواطنين المتبرعين المسؤوليين و المتدخلين على ضرورة مراجعة جودة الخدمات المقدمة بالمركز الجهوي لتحاقن الدم بمراكش و جعله مركزا يليق بسمعة مراكش العالمية وبدوره الحيوي في انقاذ حياة المواطنين و بالتالي توفير خدمات تسهل عمليات التحاقن للمتبرعين و في وقت محترم بدل فقدان الثقة و غياب إرادة حقيقية لحكامة جيدة من طرف من لا يعرف حتى معنى المسؤولية في تسيير مرفق عمومي جد حساس.