اختارت الجزائر الحضور في لقاء الرباط حول أمن الحدود أمس ، بواسطة موظف دبلوماسي يحمل صفة مدير العالم العربي بوزارة لعمامرة الذي اختار الغياب في إشارة إلى استمرار التوتر بين بلاده والمغرب البلد المستضيف. ورفض ممثل الجزائر التعليق على غياب لعمامرة، مشيرا في رد على استفسار للجريدة بأنه غير مخول للرد على هذا السؤال. وحضر باقي وزراء دول المغرب العربي ووزير خارجية الاتحاد الأوربي ووزير خارجية فرنسا لوران فابيوس الذي قدم عرضا في بداية الافتتاح عكس ما كان مبرمجا بأن يتدخل ضمن كلمات الوفود، إذ كان متفقا أن يتدخل وزير داخلية المغرب ووزير خارجيته ثم وزير خارجية ليبيا في الافتتاح. وأفادت مصادر مطلعة أن التغيير مرتبط بالتزام طارئ لم يفصح عن أسبابه. وعاد فابيوس للاجتماع في حدود الواحدة والربع ودخل القاعة المخصصة للندوة المشتركة بينه وبين مزوار، وظل ينتظر بالقاعة وحيدا بمعية الوفد المرافق له. وظل الجميع في انتظار حضور وزير الخارجية المغربي. وشهد أمس حركة لقاءات ثنائية جد كثيفة بين المسؤولين المغاربة ونظرائهم المغاربيين والاوربيين. وعرض صلاح الدين مزوار وزير الخارجية والتعاون المغربي في افتتاح أشغال المؤتمر الإقليمي الوزاري الثاني حول الحدود، المقاربة المغربية المبنية على التنمية بالإضافة إلى الامن والعمل السياسي، مشددا على أن البعد التنموي يفعل حماية الحدود بأحسن صورة والتدبير الجيد هو السبيل للوصول لاستقرار الحدود، ووقف كل أشكال التهديدات التي باتت تهدد الدول المتجاورة. وأضاف مزوار «إن المغرب، يعتقد جازما بأن تحقيق أمن الحدود يستوجب تفعيل العلاقات مع دول الجوار ، والشركاء الإقليميين والدوليين في إطار حوار سياسي منتظم ومنفتح وإيجابي». وبخصوص ليبيا فقد أكد «استعداد المغرب تقاسم تجربته معها في كل المجالات، بما في ذلك بناء المؤسسات والقدرات والعدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، حتى يتمكن هذا البلد الشقيق من تجاوز التحديات التي تفرضها المرحلة الانتقالية، وتحقيق تطلعات الشعب الليبي في الأمن والاستقرار والتنمية والديمقراطية». من جهته تدخل وزير الداخلية محمد حصاد الذي أضاف أن أمن الحدود يقتضي وضع برامج ملموسة ووضع إطار قانوني. وأضاف حصاد أن أمن الحدود يتطلب مقاربة جديدة بعيدا عن الأنانية الوطنية. وعرفت مداخلات الوفود تثمينا للمبادرة المغربية والتأكيد على أهميتها في الظرف الراهن. وأشار فابيوس باسم الخارجية الفرنسية الى أن المدخل لاستقرار الحدود هو « تثبيت الديمقراطية « في جميع الدول المعنية. وركزت كل التدخلات على تثمين المقاربة المغربية الجديدة التي أمر بها جلالة الملك والتي تقضي بتسوية أوضاع جميع المهاجرين في المغرب من افريقيا وغيرها في أجل سنة، واعتبر الموقف المغربي إيجابيا. من جهته ثمن الكاتب العام للعلاقات الخارجية للاتحاد الأوربي، بيير فينون، مبادرة المغرب لتنظيم هذا المؤتمر، وتمكنه من جمع عدد من الدول التي توحدها النوايا الحسنة لبذل الجهود في هذا الإطار. وذكر المسؤول الأوربي بأن الاتحاد يعمل دائما على دعم هذه المجهودات، حيث سبق أن قام بعدد من المهمات في البلدان الإفريقية كالنيجر، ويعمل على تطوير مبادرات من هذا القبيل وتوسيع إشعاعها.كما نوه بيير فينون بالمجهودات التي يقوم بها المغرب لإدماج المهاجرين الأفارقة في إطار مقاربة إنسانية مميزة. واستمر اللقاء حتى مساء أمس إذ سينهي أشغاله بإصدار بيان أكدت مصادر الجريدة بأنه سيعمل على فتح صفحة جديدة من التعاون الايجابي بين الدول المجتمعة.