بعث المغرب برسائل قوية صباح اليوم إلى من يهمه الامر، وذلك من خلال عرضه على ليبيا دعمه لحماية حدودها، وكذا تأكيده مرة أخرى سعيه إلى تفعيل الاتحاد المغاربي ودعم مساره بوصفه خيارا استراتيجيا لا محيد عنه.. جاء ذلك على لسان صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية والتعاون المغربي، في كلمته صباح اليوم الخميس أثناء افتتاح أشغال المؤتمر الإقليمي الوزاري الثاني حول أمن الحدود المنعقد بالرباط..
وقال مزوار "إن المغرب يعتقد جازما بأن تحقيق أمن الحدود يستوجب تفعيل العلاقات مع دول الجوار والشركاء الإقليميين والدوليين في إطار حوار سياسي منتظم ومنفتح وإيجابي. "
وأكد وزير الخارجية المغربي "استعداد المغرب تقاسم تجربته معها في كل المجالات، بما في ذلك بناء المؤسسات والقدرات والعدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، حتى يتمكن هذا البلد الشقيق من تجاوز التحديات التي تفرضها المرحلة الانتقالية، وتحقيق تطلعات الشعب الليبي في الأمن والاستقرار والتنمية والديمقراطية".
ويبقى العرض المغربي، يضيف مزوار، مفتوحا بخصوص إمكانية التحاق دول اخرى وذلك ل"بحث سبل إرساء تعاون ثلاثي مع الدول التي ترغب في مواكبة جهود التنمية في ليبيا، على غرار تجربته الرائدة في مجال التعاون الثلاثي، والتي تضم كلا من اليابان والاتحاد الأوروبي من جهة، والمغرب وعدد من الدول الإفريقية، من جهة أخرى".
وبخصوص مستقبل الاتحاد المغاربي قال صلاح الدين مزوار ان المغرب "يسعى إلى تفعيل هذا الاتحاد ودعم مساره بوصفه خيارا استراتيجيا لا محيد عنه". مضيفا ان الاندماج المغاربي "لم يعد ضرورة مغاربية فحسب، بل أصبح مطلبا إقليميا ودوليا تفرضه تأثيرات العولمة وإكراهات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، والتحديات الأمنية في المنطقة، التي أصبحت مواجهتها تتجاوز المقاربة القطرية نحو مقاربة اندماجية تنتصر لمقاربة التكتلات الإقليمية القوية والمتوازنة، وتقطع مع مظاهر التشرذم و التجزيء التي لا تخدم المصالح الاستراتيجية لبلدان المنطقة اليوم وغدا."