انطلقت أول أمس الاثنين فعاليات الحملة الوطنية للفحص الطبي المنتظم بالوسط المدرسي، المنظمة خلال الفترة ما بين 11 و 28 نونبر الجاري، تحت شعار «صحة أفضل لتمدرس أحسن». وتشمل هذه الحملة تمكين التلاميذ الجدد بالتعليم ما قبل المدرسي، وتلامذة السنة الأولى من التعليم الابتدائي، وتلامذة السنة الأولى من التعليم الإعدادي، وكذا أساتذة هذه المستويات من الفحص الطبي المنتظم، بالإضافة إلى تسهيل ولوج الحالات المرضية لمختلف المؤسسات الصحية من أجل التكفل بها، إلى جانب توعية التلاميذ وذويهم بالقواعد الأساسية للحفاظ على الصحة وتعزيزها، فضلا عن تحسيس الرأي العام بأهمية خدمات الصحة المدرسية عامة والفحوص الطبية المنتظمة بصفة خاصة. وجدير بالذكر أن أعطاب الصحة المدرسية والجامعية هي متعددة التجليات، إذ أن 15.5 في المائة من تلاميذ المدارس الذين يتراوح سنهم ما بين 13 و 15 سنة يتعاطون للتدخين، فضلا عن معاناة التلاميذ والشباب من مشاكل صحية أخرى، فنسبة 50 في المائة من شباب المدارس لا يمارسون أي نشاط رياضي، و50 في المائة منهم يعانون من أمراض الأسنان. وكان وزير الصحة قد أكد أن الدراسات الميدانية التي أنجزتها الوزارة الصحة بتعاون مع منظمة الصحة العالمية، حول فئات التلاميذ والطلبة والشباب الذين يقارب عددهم بصفة عامة حوالي عشرة ملايين نسمة، قد بينت أن نسبة عالية من هذه الفئة من الجنسين يتعاطون للتدخين وتناول المخدرات، ولا يمارسون أي نشاط بدني، مضيفا أن عددا مهما منهم يعاني من اضطرابات نفسية حادّة قد تؤدي إلى الانتحار في بعض الحالات، فضلا عن تفشي ظاهرة العنف داخل المؤسسات التعليمية وخارجها، مشددا على أن شريحة التلاميذ وخاصة اليافعين منهم والشباب، هي الأكثر هشاشة بسبب تعرضها للتغيرات البيئية والنفسية والتطورات السوسيو- اقتصادية التي يمكن أن تؤثر سلبا على مستقبلها الدراسي والاجتماعي. الحملة الجديدة عرفت إعداد مخططات جهوية وإقليمية من طرف اللجان البين قطاعية للصحة المدرسية والجامعية وصحة الشباب، من أجل تنظيم أنشطة تحسيسية وإخبارية حول أهمية الفحوص الطبية بالوسط المدرسي لفائدة الأساتذة وكذا جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، وحثهم على المساهمة في إنجاح الحملة، تنظيم فحص طبي لفائدة أساتذة التعليم ما قبل المدرسي الابتدائي والإعدادي، تنظيم أنشطة الفحص الطبي بالمؤسسات التعليمية لفائدة التلاميذ المستهدفين مع المساعدة والتوجيه الجيّد للتلاميذ الذين يعانون من أمراض أو اضطرابات، وذلك بالتعاون مع أطر التربية الوطنية، وكذا خلق فضاء للتحاور والمشورة وخصوصا لفائدة اليافعين، بالإضافة إلى تنظيم أنشطة للتحسيس والكشف والعلاج في مجال صحة الفم والأسنان لفائدة تلاميذ السنة الأولى من التعليم الابتدائي وخاصة في العالم القروي، وذلك بتعبئة الوحدات المتنقلة لصحة الفم والأسنان.