تعهدت خمسة قطاعات وزارية، بموجب مخطط عمل مشترك للفترة الممتدة من 2013 إلى 2016، بالنهوض بصحة الشباب واليافعين في المدارس والجامعات. ووقع هذا المخطط على هامش اللقاء الوطني الأول للصحة المدرسية والجامعية والشباب، الذي نظمته وزارة الصحة، مساء أول أمس الخميس بالرباط. تم مؤخرا بالرباط التوقيع على برنامج عمل بين قطاعي الصحة المدرسية والجامعية وصحة الشباب، وذلك من لدن وزارة الصحة، ووزارة الداخلية، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، ووزارة الشباب والرياضة. وأكد عدد من المتدخلين خلال اللقاء الوطني الأول للصحة المدرسية والجامعية وصحة الشباب، على أهمية هذا المخطط المشترك في النهوض بصحة التلاميذ و الطلاب والشباب. ويتضمن برنامج العمل المشترك مجموعة من الإجراءات التي من شأنها تحسين الظروف الصحية لهذه الفئة المهمة من المجتمع والتي تتجلى في وضع آليات للمراقبة والسلامة الصحية على مستوى المؤسسات التعليمية، ودور الشباب والمآوي، مع إعداد ونشر معايير السلامة الصحية على مستوى المدارس والجامعات والمخيمات الصيفية، و تعزيز إجراءات الوقاية والفحص والتكفل بالاضطرابات النفسية عند الأطفال والمراهقين والشباب. ويتضمن المخطط، الموقع من طرف وزارات الصحة، والتربية الوطنية، والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، والداخلية والشباب والرياضة، مجموعة من الإجراءات، أبرزها وضع آليات للمراقبة والسلامة الصحية بالمؤسسات التعليمية، ودور الشباب والمآوي، مع إعداد ونشر معايير السلامة الصحية على مستوى المدارس والجامعات والمخيمات الصيفية، وتعزيز التغطية الصحية في المناطق القروية، بما في ذلك تنظيم قوافل طبية خاصة بالوسط المدرسي، وتعزيز إجراءات الوقاية والفحص والتكفل بالاضطرابات النفسية عند الأطفال والمراهقين والشباب، وإنجاز مخطط من أجل الوقاية من المخاطر بالمؤسسات التعليمية. كما يتضمن مخطط العمل المشترك تعزيز برنامج "مدارس وكليات خالية من التدخين"، وتوسيع برنامج "مؤسسات التعليم العالي بدون تدخين"، وإحداث جلسات الاستماع والدعم النفسي في مراكز حماية الطفولة، وتأهيل المراكز الطبية بالمؤسسات الجامعية، مع تنظيم حملات للفحص الطبي المنتظم في المدارس والجامعات، وتطوير شبكة من الجمعيات العاملة في مجال تعزيز صحة المراهقين والشباب، وتنظيم منتديات سنوية تجمع بين الشباب والفاعلين المؤسساتيين. وقال الحسين الوردي، وزير الصحة، إن العدد الإجمالي للتلاميذ والطلبة والشباب بالمغرب يقارب 10 ملايين، مشيرا إلى أن الدراسات الميدانية، التي أنجزتها وزارة الصحة في السنين القليلة الماضية، بتعاون مع منظمة الصحة العالمية، أظهرت أن نسبة عالية من هذه الفئة، ذكورا وإناثا، يتعاطون التدخين والمخدرات ولا يمارسون أي نشاط بدني، كما يعاني الكثير منهم اضطرابات نفسية حادة، قد تؤدي إلى الانتحار في بعض الحالات، وتفشي ظاهرة العنف داخل المؤسسات التعليمية وخارجها. وأضاف الوزير، في كلمة بالمناسبة، أنه، نظرا لأهمية الوقاية والحد من هذه الظاهرة، ولتعزيز نمط عيش سليم بين التلاميذ والطلبة، وضعت وزارة الصحة، بمعية الشركاء والمتدخلين، استراتيجية وطنية في مجال الصحة المدرسية والجامعية، وصحة الشباب، ترتكز على عدد من المحاور والإجراءات، لترسيخ الوعي والنهوض بصحة هذه الشريحة من المجتمع. ولتفعيل هذه الاستراتيجية على أرض الواقع، أوضح الوردي أن وزارة الصحة، بتعاون مع شركائها، اتخذت عددا من الإجراءات والتدابير، ذكر منها، خلق فضاءات الصحة للشباب في عدد من العمالات والأقاليم، واقتناء أجهزة طبية وتقنية متطورة للفحوصات الطبية، خاصة بالعالم القروي والمناطق النائية، وتنظيم دورات تكوينية لفائدة مهنيي الصحة معززة بدلائل ومراجع تقنية خاصة، مع إحداث، منذ سنة 2011، لجنة وطنية قطاعية مكلفة بالتنسيق والتتبع لكل الإجراءات التي تتخذها كل القطاعات الحكومية المعنية بصحة التلاميذ والطلبة والشباب. وأبرز الوزير أن من أهم التدابير التي أسفرت عنها أشغال هذه اللجنة، مراجعة وتحيين اتفاقية أبرمت سنة 2003 بين قطاعات الصحة والتربية الوطنية والداخلية لجعلها أكثر نجاعة واستجابة لحاجيات التلاميذ والطلبة في المجال الصحي والوقائي، وتعزيز الإطار التشاركي بين القطاعات الشريكة، مشيرا إلى التوقيع على هذه الاتفاقية بين هذه القطاعات في صيغتها الجديدة، وأن التعليمات أعطيت من أجل التنزيل الملائم لمقتضياتها على الصعيد الجهوي والإقليمي والمحلي. يذكر أن وزارة الصحة كانت وقعت مع القطاعات الوزارية المذكورة اتفاقية شراكة في مجال الصحة المدرسية والجامعية وصحة الشباب، تتوخى تعزيز أنشطة التربية والتثقيف الصحي، للارتقاء بصحة اليافعين والشباب، باستعمال وسائل بيداغوجية في إطار برامج مخصصة لذلك، تفاديا للمخاطر التي تتهدد مسارهم الدراسي والاجتماعي، مثل التدخين وتعاطي المخدرات والعنف داخل وخارج المؤسسات التعليمية، وكذا الأمراض السارية، كالتعفنات المنقولة جنسيا والسيدا، وأمراض أخرى، مثل سوء التغذية والاضطرابات النفسية.