يأتي تنظيم الدورة الثانية للمهرجان الأمازيغي تافوكت للثقافة والفن كاستمرار لنجاح دورته الأولى للسنة الماضية المنظم بالعاصمة الرباط تحت شعار «الثقافة الأمازيغية بين الوحدة والتنوع». ويستمد هذا المهرجان روحه ومميزاته من المضامين الدستورية المتصلة بإقرار الحقوق الثقافية، وحرية الإبداع الفني، و إبراز تنوع مكونات روافد الهوية الوطنية المغربية بكل أبعادها العربية، الأمازيغية، الحسانية، العبرية، الأندلسية والإفريقية المتوسطية. لذلك فإن إدارة مهرجان تافوكت وفعالياته الثقافية والإبداعية تروم الإسهام بجد والالتزام في إبراز المورث الثقافي والفني الأمازيغي بكل تجلياته ، في انصهاره وتكامله الجمالي مع مختلف التعابير الفنية والثقافية المغربية الأصيلة والمتجددة. يهدف المهرجان كذلك إلى تجسيد فلسفة الانفتاح والتواصل مع مختلف ثقافات المحيط الإقليمي والدولي لبلادنا، باعتبار المغرب كان ولازال وسيبقى منارة لالتقاء حضارات العالم، حيث سيتم استقبال دول شقيقة وصديقة كضيوف شرف للمهرجان في كل دورة من دوراته.. وسعيا لتفعيل مضامين الدستور الجديد فيما يتعلق بالتمكين لمكونات المجتمع المدني كشريك للهيئات المنتخبة والسلطات العمومية في مجال بلورة وتتبع وتقييم السياسات العمومية، فإن جمعية شمس بلادي للتنمية والمواطنة ، والتي تحتضن هذا المهرجان، ستعمل هذه السنة على توسيع مجالات الشراكة والتعاون مع وزارة الثقافة باعتبارها الداعم الرئيسي لهذه التظاهرة ، بالإضافة إلى المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ، والمسرح الوطني محمد الخامس، ومختلف المؤسسات العمومية والخاصة التي تهتم وتدعم إرساء سياسة عمومية ناجعة في المجال الثقافي ببلادنا. كما ستعمل إدارة المهرجان على توسيع نطاق التفاعل والشراكة مع مكونات وفعاليات الحقل الجمعوي، الثقافي والإبداعي المنخرط في دينامية التكريس العملي لروح الدستور المغربي في مجال تعزيز وإبراز الهوية الوطنية في كل أبعادها الغنية والموحدة للشخصية المغربية. وتأسيسا على ذلك ، فإن مأسسة تنظيم هذا المهرجان سنويا بالرباط يكتسي أهمية ثقافية وإعلامية بالغتين لكونه يضيف نوعيا إلى المشهد الثقافي الوطني العام بصمة في روحها أمازيغية، ومستجيبة في شكلها ومضامينها لكل الأذواق والتطلعات والتعبيرات الفنية والإبداعية المغربية الأخرى. إن هذا المهرجان يشكل لحظة إبداعية مغربية الروح والوجدان، ومحطة ثقافية للقاء والتحاور والتداول والتحفيز والاكتشاف والتكريم والتساؤل والتطلع نحو آفاق واعدة لحضارتنا وثقافاتنا المغربية العريقة. إن إدارة المهرجان تطمح إلى جعل كل دورة من دورات هذا المهرجان فرصة لإبراز مجموعة من الفقرات والألوان الثقافية والفنية المغربية من مختلف المناطق ومن إبداع مختلف الأجيال. كما تروم جعل هذه الدورات فرصة للتلاقي والتفاعل والإخصاب الفكري الثقافي والفني بين مختلف المبدعين من أبناء وطننا مع نظرائهم وأشقائهم من باقي الدول الصديقة والشقيقة كإسهام من مكونات المهرجان في تفعيل وتنشيط الدبلوماسية الثقافية بما يخدم مصالح وطننا العزيز.