في كلمته بمناسبة يوم الوفاء,الذي نظمه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يوم 29 اكتوبر, طالب إدريس لشكر بإ«دماج المجلس الوطني الاستشاري ضمن تاريخ المؤسسة البرلمانية بالمغرب، واعتبار الشهيد المهدي بنبركة أول رئيس لهذه المؤسسة بما يليق به من اعتراف رسمي وتتويج مؤسساتي.» وفيمايلي الفقرات المتعلقة بهذا الطلب:»«إن شهيدنا المهدي بنبركة على غرار كبار الزعماء في العالم كان له حلم، وكان له مشروع لبناء دولة عصرية وقوية ترعى مجتمعا حداثيا ومتضامنا، ومع الأسف، تم إقصاؤه مبكرا من دائرة القرار يوم تم الاعتراض على تعيينه وزيرا للتربية والتعليم في حكومة عبد الله ابراهيم في دجنبر 1958، ويوم تم حل المجلس الوطني الاستشاري الذي كان رئيسا له في ابريل 1959. إننا في انتظار أن تنجلي الحقيقة كاملة بخصوص ظروف اختطاف واغتيال الشهيد المهدي بنبركة، هذا الزعيم الاتحادي والتقدمي الذي كان في نفس الآن رجل دولة بامتياز، والذي ترأس أول مؤسسة من مؤسسات دولة المغرب المستقلة، حيث كان المجلس الوطني الاستشاري في السنة الأولى للاستقلال، شاهدا على البداية الأولى لمسار التحول التدريجي نحو الخيار الديمقراطي في المغرب، والاتجاه نحو مشاركة الشعب في تدبير الشؤون العامة من خلال ممثلين للأمة . لقد كان هذا المجلس يشبه إلى حد كبير المجالس البرلمانية على الرغم من طابعه الاستشاري ، وذلك بالنظر إلى الاختصاصات الموكولة إليه، والأعمال التي أنجزها على مستوى مناقشة الميزانية والسياسة الحكومية العامة والقطاعية، ومساءلة أعضاء الحكومة، وبالإضافة إلى نشاطه الدبلوماسي؛ وبالنظر أيضا إلى تركيبته التي تمثل جميع الحساسيات السياسية الحزبية والمستقلة، والمنظمات الاقتصادية والاجتماعية، وهيئات مختلفة (المحامون والأطباء والصيادلة والمهندسين والعلماء والمؤسسات الثقافية والحبر عن رجال الدين اليهودي)، ثم بالنظر أيضا إلى طريقة اشتغاله وتسييره. لقد أشاد الخطاب الملكي قبل بضعة أيام بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية بمبادرة رئيسي مجلسي البرلمان لتخليد الذكرى الخمسينية لتأسيس البرلمان المغربي ، من خلال بلورة برنامج متكامل يهدف لإبراز المراحل الكبرى التي شهدها تطور المسار المؤسسي لبلادنا. واعتبر جلالته أن «الممارسة البرلمانية التعددية ببلادنا ليست وليدة الأمس، بل هي خيار استراتيجي يمتد على مدى نصف قرن من الزمن، نابع من الإيمان العميق للمغرب وقواه الحية، بالمبادئ الديمقراطية.» إننا من هذا المنطلق سنتوجه الى السيدين رئيسي مجلسي البرلمان من أجل إدماج المجلس الوطني الاستشاري ضمن تاريخ المؤسسة البرلمانية بالمغرب، واعتبار الشهيد المهدي بنبركة أول رئيس لهذه المؤسسة بما يليق به من اعتراف رسمي وتتويج مؤسساتي.