حادثة غريبة ومثيرة للغاية دارت أحداثها بين مثلث خنيفرة، القباب وكروشن، والتي تتعلق بمواطنة مسنة كانت قد اختفت في ظروف غامضة بعد ساعات قليلة من خروجها من بيتها لأجل زيارة شقيقها بالقباب، حيث استمرت عملية البحث عنها لأيام طويلة من طرف أبنائها وأفراد أسرتها، إلى أن كانت صدمة الجميع كبيرة في العثور عليها وهي جثة مرمية بأحد شعاب كروشن، فأسرعت أسرتها إلى تتبع خيط اللغز قبل أن تشير بأصابع اتهامها لأصحاب أحد المنازل قالوا إن المعنية بالأمر طرقت بابهم يوماً، والمؤسف، حسب تصريحات الأسرة، أن بعض الجهات والسلطات المسؤولة، التي تم الاتصال بها، تعاملت مع الأمر باستخفاف غير مقبول، ولم تبادر إلى تقديم أية مساعدة أو مؤازرة في هذا الشأن، بل إن الأسرة تلقت من إحدى هذه الجهات ما يستدعي الكثير من علامات الاستفهام. سيناريو الواقعة يعود إلى اليوم الثامن من شتنبر الماضي، عندما أصرت المواطنة المسنة، يامنة مساعدي (80 سنة)، على زيارة شقيقها بالقباب الذي أخذها الحنين لرؤيته، فغادرت بيتها الكائن بحي الكورس بخنيفرة، واستقلت حافلة نحو القباب، إلا أن الحظ لم يحالفها في العثور على شقيقها، وحسب شهود عيان، الذين تعرفوا عليها من خلال صورتها، أكدوا رؤيتها وهي على متن سيارة باتجاه منطقة تاميمونت، ومن يومها اختفت المواطنة المذكورة عن الأنظار ولم يعد لها أي أثر. أسرة المعنية بالأمر وجدت نفسها في مواجهة المجهول بحثا عن المفقودة في كل الاتجاهات الممكنة، وذكرت أنها لم تترك أية مؤسسة أو جهة أمنية أو خيرية أو استشفائية دون طرقها لمعرفة مصير «الأم يامنة» دون جدوى، لتبلغ عملية البحث إلى بيت يقع على الحدود مع كروشن، حيث أكد صاحبه أن المواطنة المبحوث عنها طرقت بابه فعلا وطلبت منه «ضيف الله» بلغة أهالي المنطقة، غير أن أسرته تحفظت إزاء القبول باستقبالها لأسباب اجتماعية معروفة، الرد الذي لم تقتنع به أسرة المختفية، وجعلها تضع حول أصحاب هذا البيت عدة استفهامات، قبل لجوئها لقائد كروشن، هذا الأخير الذي اكتفى في أول الأمر بإيفاد عون سلطة للبيت المعلوم واستفسار أصحابه في الموضوع دونما أي جديد أو فائدة. وحسب أسرة المختفية، فإن استغرابها كان كبيرا لحظة تقدمهم لقائد كروشن للاستفسار حول نتائج البحث، ولم يكن متوقعا أن يقترح عليها هذا المسؤول إمكانية التقدم لقائد أكلمام أزكزا بشكاية في الموضوع لوقوع سكناها داخل النفوذ الترابي لقيادة هذا الأخير، غير أن الأسرة رفضت مقترح المعني بالأمر، وشددت على أن المبحوث عنها بلغت مجاله الترابي، وعليه القيام بالمهام المنوط به في هذا الشأن، والأدهى، تضيف الأسرة، أن بعض أصدقاء أصحاب البيت المشتكى بهم أقاموا وليمة للقائد وأعوانه بكروشن، وبعد ذلك بأيام قليلة عمد القائد إلى مخاطبة أسرة المختفية بأساليب غريبة، من ذلك اتهامه إياها بمهاجمة أصحاب البيت المعلوم، ثم زاد فمنع عون سلطة (مقدم) من الارتباط بأسرة المفقودة، لتفاجأ هذه الأسرة بأطراف خفية تحرض بعض السكان على رشقها بالحجارة. بعد 22 يوما من البحث عن المختفية، يامنة مساعدي، ودون أي مؤازرة أو تعاون أو حتى مساعدة من السلطات المحلية، اقتنعت أسرة المختفية بضرورة وضع شكايتها لدى درك خنيفرة، وفي الوقت الذي كانت تستعد لذلك تلقت اتصالا هاتفيا من عون سلطة بتاميمونت، وأبلغها بخبر العثور على جثة مواطنة في الخلاء، طالبا منها الانتقال فورا لكروشن لغاية التأكد ما إذا كانت الجثة للمبحوث عنها. وفور انتقالها لكروشن، تبين للأسرة أن الجثة للمختفية، وهي مرمية بمكان منعزل في الخلاء، حيث حاول أحد الأشخاص تبرير الأمر باحتمال أن تكون الفيضانات جرفتها إلى هذا المكان، ما جعل الأسرة ترقى بشكوكها وراء لغز وفاة المعنية بالأمر التي كانت لاتزال بلباسها كاملا وقلادة عنقها سالمة، ولم يفت الأسرة التعبير عن سخطها إزاء السلطات المحلية التي لم تثر أي اهتمام بالموضوع، كما لو أن المتوفاة مجرد «جيفة»، يقول فرد من أسرتها، وحتى سيارة الإسعاف التي تم إحضارها لم تكن تتوفر على أبسط الضروريات والحاجيات اللازمة، ولم يعد غريبا أن يسجل الجميع بألم كبير قيام أحد السكان بستر الجثة بقطعة كيس يستعمل في شحن القمح. وارتباطا بالموضوع، تقدمت أسرة المختفية/ المتوفاة بشكاية لدى مصالح الدرك تطالب فيها بإخضاع صاحب بيت كروشن للمساءلة، مع تعميق البحث والتحقيق في ملابسات الحادث الغامض وأسباب الوفاة، وما إذا كان اللغز يحمل آثار شبهة جنائية، ولا تزال الأسرة تترقب مصير شكايتها وقضيتها التي لم تنل ما تستحقه من العناية والاهتمام، علما بأن المعنية بالأمر، وهي بالمناسبة أم لستة أبناء، لم تكن تعاني من أي اضطرابات نفسية أو من مشاكل أسرية، وأنها خرجت من المنزل في ظروف طبيعية.