ليلة بطعم الموت وأنات الجرحى والمصابين، عاشتها مصالح المستشفى الاقليمي سيدي محمد بن عبد الله بالصويرة الذي استقبل قتلى وجرحى حادثة السير المميتة التي وقعت بمنطقة ارتفلاح الواقعة بدائرة تمنار بإقليم الصويرة إثر انقلاب حافلة متجهة إلى مدينة اكادير مساء يوم الاربعاء 30 اكتوبر 2013 . 12 قتيلا بينهم امرأتان، تسعة منهم قضوا في عين المكان ، فيما أسلم ثلاثة آخرون الروح بقسم الانعاش بالمستشفى الاقليمي سيدي محمد بن عبد الله، و21 وعشرون جريحا تتفاوت درجة خطورة اصاباتهم سيقضون فترة استشفاء بالمستشفى، فيما تم نقل جريحين إلى المستشفى الجامعي بمراكش. والى حدود صباح الخميس 31 اكتوبر 2013، كان الفريق الطبي للمستشفى يقوم بتفقد الجرحى قصد الوقوف على مدى خطورة الاصابات ومدى الحاجة إلى نقلهم إلى خارج الصويرة . وحسب روايات متطابقة، فقد سائق الحافلة ،الذي أصيب بدوره بكسر على مستوى الكتف، التحكم في العربة عند منعرج بمنطقة ارتفلاح لتنقلب الحافلة حوالي الساعة الثامنة مساء . وقد عرف المستشفى الاقليمي حالة استنفار قصوى حيث قضى العاملون من اداريين وأطباء وممرضين ليلة بيضاء في استقبال القتلى والجرحى. كما علمت الجريدة أن محمد حصاد وزير الداخلية والحسين الوردي وزير الصحة سيقومان بزيارة إلى المستشفى الاقليمي سيدي محمد بن عبد الله بالصويرة، قصد الوقوف على الاحوال الصحية للضحايا .. زيارة مازالت بدون تأكيد حسب أحد المسؤولين بالمستشفى الاقليمي إلى حدود التاسعة من صباح أمس الخميس 31 اكتوبر 2013 . للإشارة، فإن حوادث انقلاب الحافلات تقع بشكل مستمر ومتقارب على الطريق الوطنية الرابطة بين الصويرةواكادير والتي تتميز بضيقها وخطورة منعرجاتها، حيث يتذكر الجميع الحصيلة المميتة لسقوط حافلة في هاوية قبل سنتين، مخلفة 18 قتيلا وعشرات الجرحى إثر هجوم أحد الركاب على السائق، كما نتذكر سقوط حافلة من فوق قنطرة خلال فصل الصيف المنصرم مخلفة كذلك عددا من القتلى والجرحى. وبالتالي صار البعض يعتبر رحلته إلى مدينة اكادير عبر نفس الطريق رحلة إلى المجهول، الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود. وعلى إثر علم صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالنبأ المحزن لحادثة السير المفجعة التي وقعت بالقرب من مدينة الصويرة، والتي خلفت العديد من الضحايا الأبرياء، بعث جلالته رسائل إلى أسر الضحايا وإلى المصابين، ضمنها تعازيه الحارة، ودعواته إلى الله تعالى بأن يتغمد المتوفين منهم بواسع رحمته وغفرانه، وأن يلهم ذويهم جميل الصبر وحسن العزاء، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.