عندما يصف وزير مغربي تشكيل حكومة تعثرت في ولادتها أزيد من ثلاثة أشهر, وتمخضت في الأخير بتلك الطريقة التي فاجأت الجميع بالانتصار والانجاز التاريخي، فهذا دليل على أنه ينبغي شطب الانتصار والانجاز الكبير من مصطلحاتنا أولنتركها سالمة في قوامسنا لنصف بها نكاية، كل الأشياء التي لا تعني سوى النكسات والهزائم والرداءة . إنه زمن الرداءة حقا عندما تحظى سينا بمتابعة لأزيد من مليون مشاهد على اليوتوب ومع ذلك يصفها العموم بالوقاحة و السفالة و التهتك...لا ياسادة فقد حققت هده المتفننة انجازا تاريخيا جديرا بالمتابعة. انه زمن الرداءة - طبعا- بنخب انتصار الوزير عندما تقوم أبواق الدعاية الدنيا ولا تقعدها ،على مجرد قبلة و يصبح من يندد بتكسير الطاولات و الأباريق احتجاجا على حفلة البوسان الجماعي بطلا قوميا يستحق أن تحمله الأكتف بالزغاريت و الهتاف . انه زمن الرداءه عندما يجد وزير أول مطوق بأزمة سياسية وبرنامجية عميقة، كل الوقت الكافي ليسرح في انتخابات جزئية بمولاي يعقوب و عندما يستقبله السكان بإرحل يواجههم: جئتكم محبة في الله وعندما ينهزم في المعركة الانتخابية يحمل حزبه المسؤولية للسلطات مع أنه كل السلطة. انه زمن الرداءة حتما عندما ينفر الإخوان خفافا وثقالا لمعانقة مزوار بالأحضان ويخرجون لعيونه العثماني من جنة الاستوزار ثم يلصق جناحهم الإعلامي عملية النفض بدولة الإمارات وربما سيلصقونها قريبا بجزر القمر. إنه زمن الرداءة، أن توزع حقائب الحكومة بهدف الرضى و الاسترضاء، كما كان عليه الحال في دولة ملوك الطوائف و أن يزداد عدد الوزارات إرضاءا للوبي التيقنوقراط ..لذلك يبدو الأمر تاريخيا عندما يصف الوزير الأول حكومته الثانية بالجديدة و يرفض أن تنصب أمام البرلمان بالتصويت ويصف الداعين للمطلب بالشوشرة.. فالتاريخ ليس معه لعب ولا شوشرة . في ماليزيا طرح رئيس الوزراء محمد نجيب عبدالرزاق موازنة حكومته للعام 2014 بواقع 264.2 مليار رينقت ماليزي أمام البرلمان مؤخرا, مؤكداً بأنها تستهدف بصورة أساسية برامج ومشاريع من أجل ضمان استمرار نمو الاقتصاد الوطني، والحد من عجز الميزانية وازدهار الدولة ورفاهية المواطنين أثناء عملية تحول هذه البلاد إلى دولة ذات دخل كبير. كما شهد متوسط دخل الأسرة ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 7.2 في المائة ليصل إلى 5 آلاف رنغيت ماليزي عام 2012م مقابل 4,025 رنغيت عام 2009م، الأمر الذي دفع إلى ارتفاع حجم الدخل القومي الإجمالي للفرد بنسبة 49 في المائة وصولاً إلى 9,970 دولار أمريكي. و في المغرب لا يتكلم وزراء بنكيران إلا بمناسبة الزيادة في الأسعار والحديث عن التقشف، رغم أن ميزانية هذه الحكومة مضاعفة عن ميزانية من سبقتها و الأنظمة القانونية لوزرائها ستستهلك سنة، أما الموازنة فلا يعلمها إلا بنكيران، و إدا حصل وتحدثت مؤسسات رسمية عن الانعكاسات الخطيرة للزيادة في الأسعار على الأسر فيخرج منهم من يشهر سيف الطاعة ليقول بأنها تمارس السياسة و العياذ بالله من السياسة. لم أصدر طيلة حياتي بتمامها ملتمسا لأحد، ربما لأني لا أفهم في الملتمسات لا أسمع بها الا في قواميس المحامين في المحاكم, فهل يحق لي وبعد إعجابي بالوزير الأول الأندونيسي أن أصدر ملتمسا لأشقائنا الأندنوسيين هو كالآتي:رجاء خذوا بنكيران و عطونا محمد نجيب ونزيدوكوم عليه نبيل بن عبد الله وسنا تفرفش عليكوم.