في 6 شتنبر، بدأ تاريخ جديد للمغرب، و تخلد الصورة التي نراها، لقيادة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، العقد التأسيسي لليسار المغربي و لنضال القوى الحية. ليس الفيلم كتابة تاريخية أكاديمية، ولا قراءة نظرية في حياة السياسة بالبلاد، إنه بالأحرى إعادة امتلاك الأسطورة الاتحادية، وكتابتها باسم من سقطوا في ساحات الشرف أو قاوموا حدود الموت، من أجل أن تظل كلمة المغاربة هي العليا. إن الحرف هنا أو الكلمة ليس سوى الجسد الاتحادي، عضلة عضلة وحاسة حاسة، وهي تكتب أروع ملاحم البلاد وما تستطيعه الإنسانية المغربية من بطولات وحتى .. أساطير دالة على عظمة التربة التي نبتت فيها الفكرة الاتحادية. الاتحاد، الذي يعرف نفسه باعتباره الاستمرار الوظيفي والتاريخي لحركة التحرير الشعبية، استمر عبر الآباء المؤسسين للفكرة الوطنية. في 25 يناير 1959، وصلت التناقضات بين مكونات الحزب الذي تعاقد مع الملكية في شخص الملك الوطني أب الأمة، كما سماه الوطنيون، محمد الخامس إلى درجة أصبحت مشاريع هذه المكونات لا تحتمل العيش تحت سقف سياسي وحزبي واحد. انطلقت مسيرة جديدة لإعطاء مضمون شعبي تقدمي للاستقلال، مع الجامعات الحرة، التي قادها ونظمها الشهيد المهدي بنبركة، مصحوبا بالعمال والطبقات الشعبية والبرجوازية الوطنية والمثقفين والعلماء.. محمد الفقيه البصري، الذي يتوسط الصورة، إلى جانب أحمد بنسودة القادم من حزب الشوري والاستقلال، وعبد الله الصنهاجي القادم من الحركة الشعبية، عبد الرحمن اليوسفي على يسار المهدي بنبركة وعبد الهادي بوطالب رفيق بنسودة والوزاني، من حزب الشورى،.. واحجبي من الاتحاد المغربي للشغل. كانت الصورة آنذاك تنبيء بميلاد تحالف القوى الشعبية، والاتحاد المغربي للشغل، الممثل هنا باحجبي، كان الدراع العمالية للاتحاد الوطني، منذ تأسيسه قبل ميلاد الاتحاد بأربع سنوات، في مارس 1955، بقيادة المحجوب بن الصديق، والقيادي في الاتحاد والذي غادرنا في الهزيع الأخير من تراجع القوى الثورية في البلاد. في شتنبر 2010 عاش أزمنة 3 ملوك، وخاض حروبا كثيرة، مع وإلى جانب الاتحاد الوطني، وثابر في التوجه النقابي، ودفع، هو أيضا، ثمن السنوات الأولى لصناعة الرصاص في بلادنا لما اعتقل في 1967، إثر الهزيمة والموقف منها. إلى جانب عبد الله إبراهيم تحملا المسؤولية في ميلاد حزب القوات الشعبية، صديق غيفارا، الثوري الرمز في عالم كان يخرج من ليل الاستعمار الطويل. والراحل الكبير، الأب القدوة عبد الرحيم بوعبيد، الذي حمل الرسالة إلى أن فتحت بابا أخر للمغرب. لائحة الشرف العتيد: الشهداء المقاومون ولعل الموقف من حكومة عبد الله إبراهيم المدعمة من طرف عبد الرحيم بوعبيد والمهدي بنبركة، كان من بين الأسباب التي عجلت بالانفصال عن قيادة حزب الاستقلال. ما قام به الاتحاد في هذه الحكومة هو الذي مهد الطريق للسيادة الاقتصادية للبلاد، وليس المجال هناك لذكر ما حدث، لكن لوقع هذه الكلمات اليوم، في سياق متسم بعولمة زاحفة وعجز كبير في حماية الاستقلال الاقتصادي الوطني من خلال التفريط في السيادة الاقتصادية للبلاد. بعد أقل من سنة على تأسيس الاتحاد، ووسط أعاصير تتنازعها القوى النافذة، سواء التي جاءت مع بقايا الحماية في النظام السياسي، كالجنرالات الذين خدموا فرنسا قبل المغرب، أو القوي الثورية في المقاومة وجيش التحرير أو القوى العمالية، والقوى ذات الشرعية الوطنية الكبيرة، وعلى رأسها الاتحاد والملكية والاستقلال، كانت أولى التضحيات تقدم من طرف المقاومين، الدراع التاريخي للاتحاد. تحكي الأسطورة الاتحادية أن المدة من 1960 إلى 1962 عرفت إعدام العديد من المقامين الذين انخرطوا في حزب القوات الشعبية. حكاية تعود إلى ألف ليلة وليلة من جحيم التعذيب والقتل، كتبها بدمهم المقاومون أمثال الشهيد محمد الحريزي أعدم سنة 1961، الشهيد بنحمو الفواخري أعدم سنة 1962، الشهيد عبد الله أزناك أعدم سنة 1962، الشهيد ادريس بن محمد المولات أعدم سنة 1962 - صاحب العبارة الشهيرة وهو يقف أمام كتبية الاعدام : « هذا ما يجازينا به الإقطاع -، الشهيد أحمد بن محمد تاجا أعدم سنة 1962، وقصة محمد الحريزي وحدها دليل على تقاطع الدم والعبثية والاستبداد على جسد الاتحاد. لقاء الخديعة والخيانة والترتيب لرهن الوطن في أبنائه، تستحق أن تروى بالتفصيل، لولا أن المقام لا يسمح. يذكر الرعيل الأول من المناضلين أن الشهيد، ارتبط بالاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وكان قريبا من المهدي بن بركة. وترجع أسباب اختطاف وإعدام الحريزي عندما كتب أعضاء «الكاب 1 « سيناريو المؤامرة ضد ولي العهد، آنذاك كان الدليمي قد اقترح على أوفقير التكلف بإقناع الحريزي باتهام بن بركة بالتخطيط لهذه المؤامرة. اختطف الحريزي واحتجز بإحدى الفيلات الكائنة بشارع مولاي إدريس بالرباط، رفقة زوجته السويسرية «أيريكا» وطفلتهما الصغيرة. ثم أودع بثكنة مولاي إسماعيل بالرباط، وهناك مورست عليه جميع أنواع التعذيب والتنكيل لرفضه اللعبة الدنيئة، وبعد عامين من الاختفاء العسكري أطلق سراح الحريزي. وفي شتاء 1960 اقتيد الحريزي رفقة زوجته وابنته إلى إحدى الفيلات بحي السويسي بالرباط، وقد تمكن من لقاء بعض أصدقائه هناك، وبعد أيام منحوه جوازات سفر مزورة قصد التمكن من مغادرة المغرب، بطنجة سمح له اتصال هاتفي ببعض أصدقائه بفرنسا لإخبارهم بأنه على أهبة مغادرة المغرب، آنذاك اعتقد الكثيرون أنه فعلا غادر البلاد بمعية عائلته الصغيرة، لكن واقع الأمر أنه تم اختطاف العائلة من جديد سنة 1961 من طرف رجال الدليمي وأعيدت إلى الرباط، وهناك بالرباط بإحدى الفيلات السرية تم «إعدام» الحريزي وزوجته وطفلتهما. الشهيد بنحمو الفواخري أعدم سنة 1962 هو بذاته عنوان صراع شرس بين روح المقاومة ودولة الحكم الفردي التي كانت تتمرن على تولي زمام الأمور وضرب التعاقد بين القوى الوطنية والملك محمد الخامس، والقصة معروفة، وقد انتهت باعتقال الزعيم بنحمو الفواخري ومجموعته بالسجن المركزي بالقنيطرة، بتهم حيازة السلاح والإخلال بأمن الدولة والقتل العمد. وجاءت الأحكام التي نطق بها رئيس المحكمة العسكرية أحمد الزغاري، مقرة حكم الإعدام يوم 19 غشت 1961، في حق محمد بنحمو العياشي الفواخري وعبد الله بن لحسن الزناكي والمولات إدريس والجابوني وعمر بناصر، والمؤبد في حق الآخرين. نفذ حكم الإعدام في حق الفواخري ورفاقه يوم 23 يناير 1962، داخل السجن المركزي بالقنيطرة، وقد رفض الفواخري وضع العصابة على عينيه، وكان آخر ما نطق به الكلمة التي سبق أن قالها المقاوم أحمد الراشدي قبل إعدامه من طرف السلطات الاستعمارية، «اتركوني أرى لآخر مرة سماء وطني الذي ضحيت في سبيله». هي ذي سمة الشهم : لا يتوقع اللحظة السابقة للموت أو الشهادة إلا كلحظة هدوء ورباطة جأش، لا تستحقها سوى السماء. جيل طويل من المقاومين سليل الخطابي ومحمد الزياني وباسو عبد السلام والزرقطوني.. ولائحة الشرف العتيدة، سيدفع باسم آخر، من صميم العائلة الاتحادية المقاومة، إلى شرفة التاريخ وشرفه: شيخ العرب. لوحده أراد أن يكون أمة من بطولة وأمة من شرف: كما يحدث في نهايات الشهداء الأبطال، تحدث المواجهة الأخيرة لكي يموت البطل ولا شك، ولكن لكي تحيى الفكرة الاتحادية النبيلة. سيذكر التاريخ دوما أن شيخ العرب، ومجموعته، لقيت الشهادة لأنها لم تشأ أن تفاوض حول جلال اللحظة الوطنية، لحظة الاستقلال: كان أبطالها يعيشون على الطرف النقيض من المهادنة التي بدأت تدب في النفوس، مع رموز الاستعمار، الفكرة كانت واضحة، والوضع مرتبط، والوعي بموازين القوى بعيدا من أن يكون ذا تأثير يذكر عليهم. الشهيد عبد الله ككاز، انخرط في صفوف المقاومة وجيش التحرير المغربي، وكافح ضد الاستعمار الفرنسي، من أجل تحرير البلاد. بعد الاستقلال التحق بحزب القوات الشعبية، وأصبح مناضلا يدافع عن الكرامة والحرية والمساواة. الأول كان يشتغل في محطة للوقود بعين السبع، اختطفته شرطة أوفقير من منزله يوم 10 يونيو 1964، في حملة اعتقالات مجموعة شيخ العرب، ومورس عليه التعذيب إلى أن توفي ورمي به. ككاز عثر على جثته بطريق بوزكورة في 10 يونيو 1964، قصته هي قصة الشهيد المقاوم المزابي السويسي، والشهيد المقاوم أحمد أشويط . الشهيد عبد الله بوزاليم الذي تم العثور على جثته في نفس اليوم بمنطقة بعين السبع بشاطئ زناتة. مقاومون كثر سيمرون من معابر الجحيم لا يحملون سوى أجسادهم وإيمانهم ببلادهم التي أعطوها أعمارهم وأجمل سنوات شبابهم، ومنهم من اختط له القدر طريقا، في نقط التقاء اللحظات الكبرى بين المقاومة وتاريخها المجيد وقيادة الجيش ونواياها الرهيبة، وبين الحفاظ على طهارة الانتماء العائلي، ومنهم إبراهيم المانوزي، القبطان المقاوم. الشهيد ابراهيم المانوزي أعدم سنة 1971، ينتمي إلى عائلة استثنائية، عائلة كما لو أنها جاءت إلى الدنيا لكي تلد الأسطورة البطولية، من علي وزوجته إلى كل الأبناء، قدمت الشهيد الحسين، الذي اختطف في نفس اليوم من اختطاف المهدي بنبركة، في 29 أكتوبر 1972 . الشعلة؟ اللهب؟ الجمرة؟ لنسميها ما نشاء، لكن تلك الطاقة الخلاقة الني سكنت الروح الوطنية لأبناء الاتحاد، القادمين من المقاومة، ستبقي متوهجة، وستنضاف إليها القوى المثقفة الثورية إلى حدود المواجهة المسلحة في أعالي الأطلس وفي سفوحه، عندما اختارت ثلة من مناضلي «التنظيم» السري، من مناضلي الاتحاد وأبنائه وقادته في المقاومة يوم 3 مارس، بكل ما يعينه هذا التاريخ من مغزي في 1973 لإعلان إطلاق الكفاح المسلح. لكم يكتب التاريخ الكلي بعد لتلك الثورة، لكن الواضح هو أن المقاومين كانوا في صلابها، وليس صدفة أن إبراهيم التزنيتي، المعروف بعبد الله النمري، قد سقط شهيدا فوق تراب بلده، بعد أن لم تلتقطه رصاصات المستعمر في تلك السنة؟ في الغابات، وفي السفوح، كانوا يعبرون الفجر خفافا، وقد امتدت أصابع البلاد جسرا محفورا بالعسس. تحكي الأسطورة ما يلي: بدأت الأحداث يوم 3 مارس 1973، وكان الغرض منها الهجوم على قيادة مولاي بوعزة ليلة 3 مارس، بهدف الاستيلاء على دخيرة رجال الدرك، ونفس الشيء كان مخطط له، وسيقع في كثير من المدن والقرى المغربية. وبعد تنفيذ الهجوم من طرف مجموعة من المقاومين المسلحين حوالي 20 شخصا، وقع خطأ في قتل أحد رجال القوات المسلحة (حارس التُكنة)، وبعد مقتل هذا الأخير، لم يتمكن المهاجمون من معرفة مخزن الذخيرة، وفشلت الخطة لكونهم لم يستطيعوا الحصول على السلاح ولا على مواصلة العمليات فقرروا العودة أدراجهم.. لكن حضور قوات الجيش كانت لهم بالمرصاد، حيث وقعت المواجهة العنيفة، انتهت بسقوط العديد من القتلى والجرحى بين الطرفين. وفيما بعد تم إجبار أبناء المنطقة من طرف السلطات ليقوموا بالبحث رفقة الجيش عن الفارين من المقاومين، وتم الهجوم على السكان والإعتداء عليهم، واعتقال العديد من أبناء المنطقة، وكان من بين الذين عانوا في تلك الأحداث مناطق أيت حديدو وأيت عبدي وتغاط وبويحمان، وأبناء قبيلة أيت خويا بسبب انتمائهم لحزب القوات الشعبية. بعد الأحداث بدأت موجة قمع واسعة وحملات تمشيط واختطافات واعتقالات تعسفية ومحاكمات غير عادلة وإعدامات خارج نطاق القضاء. بل وصل إلى العقاب الجماعي الذي مورس على كل تلك المناطق. قتل أثناء المواجهة المسلحة كل من الشهيد محمد بنونة، المعروف بمحمود، كان قائد ثورة الأطلس، ورفيقه الشهيد مولاي سليمان العلوي المعروف بمولاي عمر و بمنصور، وذلك يوم 5 مارس 1973، بالرصاص بعد مواجهات مسلحة في ساحة المعركة بأملاغو بمنطقة كولميمة. واعتقل موحى أو موح نايت باري المدعو الجزار، رفقة دحمان سعيد قرب تاغلافت يوم 20 أبريل 1973 . وفي 6 ماي 1973 قتل الشهيد أسكور محمد المعروف بكاسترو. وقتل في ساحة المعركة بميسور يوم 8 ماي 1973 الشهيد ابراهيم التيزنيتي المعروف بعبد الله النمري، الذي كان قد عاد سرا من الجزائر إلى المغرب سنة 1971، ونزل في منطقة بين الأشجار رفقة محمد أومدة وأحمد بويقبة وظلوا مختبئين مدة سنتين قبل اندلاع الانتفاضة المسلحة، أو ما يعرف إعلاميا ب أحداث مولاي بوعزة، وهو قائد كومندو المجموعة التي قتلت عون السلطة (الشيخ) بمنطقة مولاي بوعزة، وذلك لأنه تصرف تصرفا غير لائق تجاه نساء المنطقة. للتذكير أن الشهيد عبد الله النمري كان من أهم وجوه جيش التحرير الوطني في منطقة الجنوب، وأصبح خلال سنوات المنفى في سورياوالجزائر عضوا نشيطا في القيادة العليا لجيش التحرير في المنفى. كما استشهد العديد من الأبرياء أثناء المعركة وبعدها، كما استشهد مناضلون آخرون في معتقلات سرية تحت التعذيب وصل عددهم أزيد من 30 شهيدا. أحدهم زكريا العبدي، وهو الذي روى قصة المهدي والمساعدي للمعتقلين معه، مثل سعد الله صالح ، قبل أن يلفظ أنفاسه قال لهم الحقيقة التي تبريء المهدي من خدعة سلطوية مازالت النفوس الخبيثة تريد لها حياة أطول! وتواصلت الاعتقالات، وتم النطق بالإعدام في حق أعضاء التنظيم : «لائحة الشرف أخرى تنضاف إليك أيها البلد العزيز أيها البلد الحبيب وسيبقى الدم الاتحادي نسغا في أشجارك، وماء في أنهارك وندى على أزهارك هذه دفعة ثانية يقدمها الاتحاديون من أجل ازدهارك» 1 - آيت عمي لحسن المعروف بالحاج . 2 - أيت زايد الحسين المعروف بعبد السلام ، اعتقل بعد اشتباك يوم 10 مارس 1973 بتنغير . 3 - الباعمراني، اسمه الحقيقي برو امبارك بن أحمد . 4 - بوزيان اسمه الحقيقي لحسن الترجيشت، اعتقل يوم 9 أبريل 1973 . 5 - دحمان سعيد، اعتقل يوم 20 أبريل 1973 بتاغلافت . 6 - عمر دهكون (معروف بزهير) تابع دراسته العسكرية بالجزائر ثم سوريا ، وأصبح قائد خلايا سرية بالرباطوالدارالبيضاء . 7 - فريكس ويدعى نافا المعطي أو منصور، اسمه الحقيقي عبد الله بن محزون . 8 - الجزار، اسمه الحقيقي موحى أو موح نايت باري، اعتقل مع دحمان سعيد قرب تاغلافت يوم 20 أبريل 1973 . 9 - الجدايني مصطفى المعروف بعمر اعتقل في مارس 1973 ، مقرب من دهكون، أستاذ بالثانوي، تكون بسوريا قبل أن يصبح قائد خلية سرية بوجدة . 10 - الناصري، اسمه الحقيقي الحسين الإدريسي بن صالح من قدماء جيش التحرير الوطني منطقة الجنوب أصبح ضابطا في الجيش، ثم هرب من المغرب سنة 1963 ، التحق بالجزائر ثم سوريا . 11 - العثماني، اسمه الحقيقي محمد بوشاكوك، اعتقل يوم 9 أبريل 1973 مع بوزيان بثولفيت . 12 - أوالحاج موحى، اسمه الحقيقي أمحزون، من أعيان مدينة خنيفرة ينحدر من سلالة من الملاكين المحليين، أصبح بفضل قرابة الزواج صهر الملك الحسن الثاني، الممول الرئيسي للنمري منذ تسربه استقبل وأوى خمسة من القادة الثوريين الذين دخلوا البلاد مع محمود سنة 1973 ، اعتقل يوم 4 مارس 1973 . 13 - صبري، المعروف بهوشي مين، اسمه الحقيقي محمد بن الحسين ، اعتقل يوم 9 ماي 1973 . 14 - محمد بنونة المعروف بمحمود، الاسم الماسي، لانتفاضة الاطلس، الرجل الذي ترك المجد المادي وانحاز إلى بلاده وإلى فقرائه. 15 - سليمان العلوي، المعروف بمولاي عمر وبمنصور . 16 - الشهيد الحسين الإدريسي بن صالح المدعو الناصري، من قدماء جيش التحرير الوطني بمنطقة الجنوب أصبح ضابطا في الجيش، هرب من المغرب سنة 1963، التحق بالجزائر ثم سوريا. وأعدم سنة 1973 . أليس الاتحاد استمرار الحركة التحرير الشعبية. من أين جاء خيار الكفاح المسلح؟ يروي عمر دهكون أنه انتقل من النضال السياسي القانوني إلى العمل العسكري، بعد اغتيال الشهيد المهدي، الذي تحول عرسه النضالي إلى يوم الوفاء. لأنها هي ذي عادة الكبار، صناع التاريخ، يصبحون مشاعا لكل البطولات والأبطال وملكا لكل الشهداء. يد الغدر التي امتدت إلى المهدي بنبركة، كانت تريد أن تقتل الدينامو الحي للوطنية، الشخصية العالمية، موحد القارات الثلاث، صاحب أرض الوحدة ومدرسة الميدان، صاحب الجامعات المستقلة لحزب الاستقلال، والرجل العملي، المناضل، المتواضع، لكنها وجدت، يد الغدر نقصد، أجيالا من المناضلين في كل قطرة من دمه المغدور و نبتت شجرة أو شهيد أو خلية.. ... طبعا سوف لن تقف الآلة القمعية عند هذه السنة ، إذ سيكون مولد الإرهاب الأصولي، بعد إرهاب الدولة على جسد مناضل اتحادي نابع من الطبقات العميقة للشعب، عمر بنجلون، الذي امتدت إليه يد الاصولية الإرهابية لتنفذ حكما صدر من قبل أجهزة القمع وما ورثته الدولة عن استبداد سنوات الدم والرصاص. مساحات الشرف صنعت الأبطال ، والشرف في السياسة صنع الحكماء، الرجال الرؤيويين، الذين يتوقعون التاريخ قبل أن يخرج من غمده، أمثال عبد الرحيم بوعبيد. القائد الفذ، الذي حافظ للسياسة على أخلاقها، وحافظ للواقعية السياسية على نظافتها.. وفي الوقت الذي كان الشهداء يتساقطون في ساحات الشرف والمنافي وفي الأقبية، كانت الفكرة الاتحادية تخلق أذرعها، وسط العمال، ووسط العلماء ووسط النساء ووسط المثقفين والطلبة.. في المؤتمر الثاني للاتحاد الوطني، عندما بدأ الخيار الثوري يرسم ملامحه، كان الفقيه العلامة محمد بلعربي العلوي، يقف شامخا ليعلن انحيازه، هو وزير التاج إلى حزب القوات الشعبية وفكرته الثورة الحرة. كان العالم المناضل، يعلن تأويله الديموقراطي للدين، ويعلن تميز السيرة المغربية في التدين، ويعلن ايضا الوقوف إلى جانب التقدمية بدون لف ولا دوران. لقد سمعناه في دستور 1962، يعلن أن السياسة عقد الأغلبية والسيادة هي الشعب.. وتابعنا إلى جانبه الحاج عمر الساحلي وبن الصديق وعلماء الاتحاد الفرسان، يحيطون فكرتنا بوهج الهوية الوطنية والجانب المشرق للتراث، كما سيقول عمر بنجلون في التقرير الإيديولوجي للمؤتمر 75. لا شيء بدونهن، سيدات المجد الأولات، حارسات نارنا ومعبدنا الدموي، بين البيت والمنافي، بين العمامة والسيف. هن اللواتي كتبن أسماءنا بنورهن: فاطمة بويقبة وشقيتها، جميعة ازغار وشقيقتها، ثريا السقاط، خديجة المدكوري، وكثيرات دخلن التاريخ من بوابة الالتزام الأول، الأول الأول.. شبابنا الذي رضع بحيويته مسيرة الحزب، كان من شبه الطبيعي في المأساة أن يستشهد عمر وهو في عز العطاء، وقد غادر للتو زمن الشبيبة.. ومن بعده، كما هو الوعد والعهد يسقط محمد گرينة، في ساحة الشرف، بسبب التزام قومي وانساني كبير للوقوف الى جانب فلسطين.. في سجل الغياب،لا يجلس المهدي وحيدا: عشرات لم نجد رفاتهم، أمثال وزان بلقاسم.. رجل القوات المساعدة على حدود فجيج الذي اختار الالتزام بقضية تحرير الانسان المغربي والذي ما زالت قضيته مطروحة الى الآن.. عشرات المناضلين، من كل فج عميق، ليس في البلاد شبر واحد لم نزرع فيه لحمهم من المواجهة، ولم نرصعه بورود العزاء. ليس في البلاد شبر واحد لم نتيمم صعيده ونحن صاعدون الى المشانق أو نازلون الى الاقبية .. ما بدأه الرعيل الأول من الدراع الاجتماعي، سيواصله الجيل الثاني والثالث، في الكونفدرالية الديموقراطية للشغل،ثم الفدرالية والتي قدمت الكثير من الضحايا وارتبط اسم الاتحاد ب البيضاء 81 وفاس 1990، والتي سقط فها الكثير من الضحايا. وبنيت المقابر الجماعية واستعملت اقسى انواع التعذيب والبطش. لتبقى البيضاء، ايضا ساحة للعزة النضالية، منذ الكاريان سنطرال مرورا بمارس 65... وكانت مكان اعتقال،للقيادة النقابية في سجل الانوار ، نجد اسماء المناضلين الافداد أمثال احمد البوزيدي، مولاي عبد الله مستغفر... عبدالرحمان شناف ،في الجبهة النقابية الى جانب مناضلات ومناضلين لا يسعنا المجال لذكرهم. يا أهلنا في دروب الخلود، لكم المجد في الاعالى وما زال على حزبكم السلام. ونحن على العهد باقون.