وصلت منذ نهاية الاسبوع الماضي إلى المغرب قافلة القناة التلفزيونية الفرنسية الناطقة باللغات الثلاث الفرنسة، العربية والانجليزية «فرانس 24» وعلى متنها طاقم صحفي يتكون من الزملاء عادل قسطل من هيئة التحرير العربية، وكريم حقيقي من هيئة التحرير الفرنسية وكريس مور من هيئة التحرير الانجليزية. وتحط قافلة القناة التلفزيونية «فرانس 24» التابعة لمؤسسة الإعلام السمعي البصري الخارجي لفرنسا في ختام جولة مغاربية الرحال بالمغرب في تجربة إعلامية جديدة تستمر أسبوعا كاملا يزور خلالها الفريق الصحفي للقناة عددا من المدن المغربية وتتخلها ندوة صحفية سيتم فيها التأكيد، دون شك، على أن هذه الجولة التي ستكون ثمراتها تقارير وريبورتاجات إخبارية تبث شهر نونبر المقبل. وتوجت هذه الجولة بندوة صحفية عقدتها صباح أمس الاربعاء بالدارالبيضا ماري كريستين ساراغوس الرئيسة المديرة العامة الجديدة لمؤسسة الإعلام السمعي البصري الخارجي لفرنسا، بحضور الاعلامي الفرنسي اللبناني الأصل، مارك الصيقلي، مدير تحرير هيئات التحرير الثلاث، العربية، الفرنسية والانجليزية بقناة «فرانس24» والاعلامية الفرنسية من أصل مغربي سعاد الطيب مديرة إذاعة مونت كارلو لتقديم تصور «الرحلة المغاربية» وجديد القناة وموثع الاذاعة الجديد. تغيير همّ ليس الأشخاص فقط، وإنما الأسلوب كذلك، والذي يعتمد على الحديث بأريحية تامة بعيدا عن أية قيود/ قواعد/ ضوابط، والدفع بأحد المنشطين الذين تم التعاقد معهم، وفقا للمنشط الرئيسي، بغاية القيام بأعمال مغايرة للتنشيط الاذاعي، وذلك باعتماد مقولة «خالف تعرف» بالمدارة المتواجدة قرب بناية الإذاعة ... وأشياء أخرى؟ مسلكيات يومية ظلت طوال هذه الفترة مبعث نقاش ما بين مؤيد وما بين معارض، وسعى البرنامج/الإذاعة إلى الرفع من أعداد معجبيه بمنح جوائز لقضاء عطل نهاية الاسبوع، أو الرياضة أو دروس التقوية في اللغة الانجليزية، والتي على الرغم منها لم يترجم هذا الإعجاب على صفحة الفايسبوك في عدد من المرات، لكون قطبي وشركائه كانوا يطمحون إلى عدد من «اللايكات» دون الوصول إلى السقف المبتغى! «الأريحية» المطلقة التي اعتمدها القائمون على البرنامج، انعكست سلبا على أسماع عدد من المستمعين الذين وجدوا أنفسهم بشكل فردي أو مع أفراد أسرهم بالسيارات، على سبيل المثال، مضطرين لأن «تشنف» أسماعهم بكلمات تمتح من قاموس سوقي منحط، انتقل من الشارع إلى أثير الإذاعة، سيما خلال صبيحة الثلاثاء 22 أكتوبر الجاري، والتي اختلطت فيها المفاهيم، وغلب منطق الإضحاك التافه على الرسالة التربوية والأخلاقية التي يتعين على الإعلام ، بمختلف مستوياته، إيصالها. الخرجة الأولى انطلقت بالتعليق على تنصيب الوالي الجديد للدارالبيضاء من خلال أخذ تصريح له قال فيه «خصنا نمشيو جْمِيع في نفس الاتجاه» للتأكيد على ضرورة توفر رؤية موحدة لمستقبل الجهة من اللازم أن ينكب على أجرأتها الجميع، لكن تعليق «السوبر» منشط، تساءل إن كان هذا الاتجاه هو صوب عين الذئاب ونحو «پوات»/علبة ليلية بها من أجل المرح؟ الخرجة الثانية والتي تحولت إلى خرجات، هي حين تم تخصيص فقرة عن العلاقات السابقة بين الجنسين « les ex»، حيث توالت تعليقات تتحدث عن «السّاطة»، وعن «واحد كنت مصاحبة معاه وذنيه كبار»، وتعليق آخر يتحدث عن صديقته السابقة بالقول «كتلبس سبرديلة اكبر مني ...»، وأخرى تنعت صديقها بالقول «كان خانز ومطوط» ... وغيرها من التعابير والتعاليق التي ولجت كل أذن تستمع كرها، بالمنازل حيث الأسر مجتمعة، وبمقرات العمل، وداخل السيارات، وبالمحلات التجارية....، ليطرح أكثر من سؤال عريض والعديد من علامات الاستفهام عن تصنيف هذا النوع من البرامج وعن الابتذال الذي انغمست فيه بعض الإذاعات الخاصة التي تسعى لتحقيق شرط الاستماع مهما كانت السبل في ذلك؟