وجه الخطاب الملكي بمناسبة، افتتاح الدورة البرلمانية، صفعة قوية لمسيري الدارالبيضاء سواء من المنتخبين أو المصالح الخارجية، حيث انتقد جلالة الملك تردي الأوضاع بالعاصمة الاقتصادية للبلاد على كافة الأصعدة والمجالات وتدني الخدمات.. وقارن الملك البيضاء بمدن أخرى كالرباط، التي أثنى على حسن تدبيرها، وكذلك قارنها بمدن فاس ومراكش، التي تعرف تقدما رغم ضعف مواردها مقارنة مع البيضاء. وأعلم الملك عجز القائمين على شأن المدينة في خلق قطب مالي قوي ينهض بعاصمة المال والإعمال إلى مصاف المدن المتطورة، وانتقد الملك التفاوتات الخطيرة التي تعيشها المدينة، سواء في مستوى العمران أو الدخل ومستوى المعيشة. الغضبة الملكية تجاه مسيري البيضاء وأوضاعها، جاءت من داخل قبة البرلمان، واكتست أهمية كبرى بحجم قضية الصحراء التي تعرض لها الخطاب الملكي، وكذا إصلاح العمل الحكومي والبرلماني، ومن تداعيات الغضبة الملكية، علمت الجريدة، أن اجتماعات طويلة عرفها مقر ولاية الدارالبيضاء بقيادة مسؤولين نافذين في المدينة، وأن حالة من الهلع والريبة يعيشها المسؤولون، وتبادل للاتهامات، وأن الكل ينتظر قرارات قوية ستعصف بعدد من الرؤوس بالمدينة، سواء من رجال السلطة أو المنتخبين. بدوره حضر محمد ساجد اجتماعا لمكتبه المسير بمقر ولاية الدارالبيضاء من أجل تدارس جدول أعمال دورة أكتوبر الجاري، والتي حدد لها آخر يوم في الشهر، أي 31 أكتوبر. وأفادت مصادر للجريدة بأن عددا من المنتخبين اقترحوا بعث رسالة توضيحية إلى جلالة الملك لتوضيح وجهة نظرهم، وهو الأمر الذي لم يتم الاتفاق عليه، في حين ظل الصراع من أجل التفويضات داخل المكتب طاغيا داخل الاجتماع، ودار صراع وتبادل الاتهامات .. وسجل حضور جميع الأعضاء وهو شيء نادر. هذا، وقد عقدت لقاءات بين الأعضاء في المجلس، والكل خائف من مسار تطور الإحداث، خاصة وأن المجلس عرف توقفا لإعماله نتيجة لإعمال «بلطجة وخارج الأعراف» وصلت حد تبادل الضرب وتوقيف اجتماعات بالقوة بفعل صراعات عميقة بين أطراف لا يجمعها أي تصور للعمل الجماعي وتبادل اتهامات خطيرة داخل قبة المجلس دون أن تحرك سلطات الوصايا ساكنا، ولا حتى القضاء رغم تداول ذلك عبر جميع وسائل الإعلام، مما شكل فضيحة غير مسبوقة في المغرب ولا تليق بحجم البيضاء. وكان راج في وقت سابق أن قرارا بحل المجلس البلدي للبيضاء جاهز لتفادي الشلل الذي عرفته المدينة طيلة أشهر وصل حد وقف جميع الأشغال، وهدد حتى أجور الموظفين، لكن الأمور صارت في اتجاه آخر إلى أن جاء الخطاب الملكي ليعيد البيضاء إلى الواجهة، وترقب قرارات صارمة لإعادة ساعة البيضاء على برنامج تنموي يعيد الاعتبار للمدينة.