أكثر من 200 منعرج و عشرات الحفر و حواشٍ خطيرة ترتفع على مستوى الأرض بعشرين سنتيمترا في بعض الأماكن. منعرجات بزوايا مائلة خطيرة تكاد ترمي العربة إلى الهاوية ، حافات شاهقة تجر الناظر نحو الأسفل . طريق بعرض لا يتجاوز مترا واحدا في بعض النقط الخطيرة . حوالي 60 كيلومترا تتطلب من السائق حذرا و حيطة و صبرا و تجبر الركاب على شد أنفاسهم إلى حد الإختناق من شدة كثرة المنعرجات و وعورة و ميول الطريق نحو الأسفل ... هذا هو حال الطريق الوحيد الذي يربط مدينة القصيبة بأغبالة في عمق جبال الأطلس ببني ملال. طريق تعبره يوميا مئات العربات من سيارات و شاحنات و حافلات و طاكسيات مداومة على نقل المواطنين من الجبل نحو السهل أو العكس. طريق يمر على العديد من القرى و الدواوير المعزولة في قمم الجبال يتطلع سكانها إلى التزود يوميا و أسبوعيا بالمواد الغذائية الحيوية و الأساسية ، يضطرون «للنزول» إلى السهل لإجراءات إدارية أو صحية . حافلات النقل مهترئة حيث ينشط النقل القروي بقوة الذي يحمل في كثير من الأحيان الراكب وخروفه أو نعجته أو جدْيه معه . تستعمل في بعض الأحيان حتى الجرارات. سيارات الأجرة تضطر لتكديس الركاب بأكثر من العدد القانوني... محنة مستمرة و تهديد دائم لسلامة و حياة المواطنين. عشرات الحوادث المميتة عرفتها هذه الطريق أهمها سقوط عدة حافلات و شاحنات و سيارات ترانزيت من علو فاق 50 مترا ، و خلفت عشرات الموتى و عاهات مستديمة للعديد من الضحايا . المنطقة سياحية بامتياز و تعرف إقبالا كبيرا للسياح الأجانب و المحليين و تنشط بها رياضة القنص و الصيد بشكل كبير بحكم تواجد الطرائد و الحيوانات في هذه الجبال الموحشة، لكن حالة الطريق تنفر الزائر من العودة. الإعتناء بالعالم القروي يعرف تطورا بجهة تادلة أزيلال ، لكن الأولويات تقتضي إصلاحات طارئة من بينها الطرق الأساسية التي تعرف رواجا مروريا مستديما و أهمها هذه الطريق التاريخية المشيدة منذ عهد الإستقلال و التي أصبح إصلاحها ضرورة ملحة.فماذا ينتظر المسؤولون ؟