أجمع مجموعة من الفاعلين في مجال السينما والدراما التلفزيونية والصحافيين ونقاد السمعي البصري، المشاركون في ورشات فعاليات الأيام التواصلية للشركة الوطنية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على ضرورة توحيد جهود الفاعلين في المجال التلفزيوني. وإبرز المشاركون في هذه اللقاءات التي نظمت تحت شعار «الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة: شريك دائم للسينما المغربية»، أهمية توحيد جهود جميع المتدخلين من أجل الإرتقاء بالمنتوج الدرامي التلفزيوني المغربي. وشدد المشاركون في هذه الأيام التواصلية، التي تعتبر تفعيلا لمشاركة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في السوق الدولية للفيلم المندرج ضمن فعاليات القمة العالمية للسلطات المحلية والجهوية المنظمة الاسبوع الماضي بمدينة الرباط، على «ضرورة مضاعفة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة للجهود المبذولة في استثمار الطاقات الإبداعية التي تزخر بها من أجل إغناء المنتوج التلفزيوني المغربي، وذلك عبر منح مبدعيها مزيدا من الفرص وتمكينهم من الآليات الكفيلة بالاشتغال مع وضع الثقة اللازمة في قدراتهم الإبداعية، حتى يُساهموا في النهوض بالقطاع». كما طالب المشاركون في هذه الفعاليات، التي تميزت بحضور نخبة من النجوم الفنية الوطنية والمنتجين، ب«ضرورة تكثيف جهود الإعلام السمعي البصري وقطاع الإنتاج التلفزيوني من أجل تحقيق جودة أعمال ترضي المشاهد المغربي وترفع من نسب المشاهدة، خاصة بعد تجاوز التراكم الكمي للأعمال التلفزيونية بفعل الجهود المبذولة وبفضل استراتيجيته القائمة والمبنية على تنزيل مضامين دفتر التحملات». وأكد المشاركون في اللقاء الختامي للأيام التواصلية، التي عرفت عرض الفيلمين التلفزيونيين «آخر الرومانسيين» لخالد الابراهيمي و«آخر صرخة» لمحمد نصرات، على أن «الاعتراف الوطني والدولي بالأعمال التلفزيونية المغربية في ملتقيات دولية ووطنية ليس مجرد احتفاء بالإبداع التلفزيوني المغربي بل اعتراف بالمهنية العالية والتجربة الكبيرة لعدد من أطر التلفزيون المغربي»، وشددوا كذلك على ضرورة «العمل على بلورة رؤية شمولية تعتمد على مقاربة تشاركية و مندمجة ما بين الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وشركائها لتجاوز معيقات الانتاج التلفزيوني، والنهوض بواقعه الذي يحتاج مزيدا من الدعم وإعادة التفكير في وضع برمجة تمكن من انتشار أوسع للمنتوج التلفزيوني». وأكد المشاركون في هذه الورشات على «ضرورة تكثيف الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لجهودها حتى تتمكن من أن تعكس صدى النجاح والتطور الذي تعرفه الانتاجات التلفزيونية من خلال دعم مشاركة بعض الأعمال الإبداعية في مهرجانات تلفزيونية وطنية و دولية»، وكذا «الرفع من الميزانية المخصصة لإنجاز الأعمال التلفزيونية المنتقاة بهدف تحقيق الجودة العالية مع ضرورة التعجيل بالتوقيع على بنود عقد البرنامج لخلق دينامية إنتاجية تضمن توفر المنتوج وكذا العمل إلى جانب كل الشركاء». وعبروا عن أملهم في «تعزيز الشراكة ما بين الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والأندية السينمائية من أجل تعميم استفادة المواطنين في القرى النائية عبر تنظيم قوافل سينمائية، بالإضافة إلى الترويج للفيلم التلفزيوني بالقاعات السينمائية لتجاوز عزوف المواطنين على ارتياد قاعات السينما وتعميم الثقافة السمعية البصرية بشكل أوسع». كما اقترح المشاركون «تنظيم ندوات متكاملة يشارك فيها كل المختصين والمتدخلين من أجل تفعيل التوصيات ووضع خارطة طريق للإنتاج التلفزيوني مع التأكيد على أن التخصص في المجال السمعي البصري سيمنح، لا محالة، قيمة مضافة للإنتاجات التلفزيونية». هذا، وقد أبرز المشاركون في مناقشات ورشة «السيناريو في الكتابة التلفزيونية»، «أهمية التكوين والتكوين المستمر بالنسبة للمؤلفين الدارميين». وثمن المشاركون في هذا الورشة، التي عملت على رسم معالم الوضع الحالي لكاتب السيناريو، مهنة السيناريست، واقتراحوا حلولا لتجاوز المشاكل الحالية، من بينها «وضع آلية لضمان حقوق المؤلف»؛ و«وضع عقد نموذجي للسيناريست»؛ وكذا «تعزيز العلاقات بين السيناريست والقناة والمنتج للحصول على منتوج أفضل»؛ بالإصافة إلى «توضيح العلاقة بين السيناريست والباث». كما كان لضيوف رواق الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة موعد مع حوار بين مخرجين منتمين لجيلين مختلفين (جيل الرواد وجيل الشباب)، وتمحورت باقي مداخلات الحاضرين إلى ضرورة ترسيخ جسور التواصل بين مختلف أجيال المخرجين والبحث عن أنجع السبل لتبادل الخبرات بينهم، وكذلك تنظيم لقاءات تكريمية تجسد اعتراف جيل الشباب بالمخرجين الرواد الذين أسسوا للأعمال التلفزيونية والسينمائية المغربية. وعلى هامش هذه المنتديات، احتضن رواق الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ندوة دولية حول«سبل تسويق سينما الجنوب بالسوق الغربية» شارك في فعالياتها ثلة من المنتجين والمخرجين والموزعين من المغرب وبعض الدول الإفريقية والعربية والغربية. وقد تبادل المشاركون في هذه الندوة وجهات النظر حول أفضل الطرق لتحقيق تعاون «شمال جنوب» و«جنوب جنوب» من أجل النهوض بالسينما المغربية والإفريقية والعربية. وشكل هذا اللقاء مناسبة لمناقشة العوائق التي تحول دون اقتحام سينما دول الجنوب لأسواق الشمال، ولاقتراح أنجع الحلول للتغلب على هذه المعوقات، وخصوصا وضع مقاربة مندمجة للبيع وإستراتيجية تسويقية للأفلام المغربية والإفريقية والعربية.